بعد الخروج من منافستي كأس الجمهورية والكأس العربية

نغيز في مهمة ردّ الاعتبار لمولودية الجزائر

نغيز في مهمة ردّ الاعتبار لمولودية الجزائر
  • القراءات: 602
ع. إسماعيل ع. إسماعيل

لم يعد هناك أمل آخر لمولودية الجزائر في إنقاذ الموسم الرياضي الحالي سوى الفوز بلقب بطولة الرابطة الاحترافية الأولى بعد إقصائها من كأس الجمهورية والكأس العربية؛ فالضغط على الفريق سيكون أكثر حدّة على اللاعبين والطاقم الفني وإدارة النادي، الموجودين حاليا في موقف لا يُحسدون عليه.

وضعية الفريق في ترتيب البطولة لا تقبل ارتكاب أخطاء أخرى ترهن حظوظه في الرابطة الاحترافية الأولى، والقول إنّ العميد فقد من إمكانيات قوّته، ليس صحيحا، والدليل على ذلك أنّ رفاق الحارس شعال برهنوا في مباراتهم الأخيرة ضدّ الرجاء البيضاوي بالمغرب، على أن تشكيلتهم لازالت تحتفظ بقوّتها بعد انتصارها على هذا الأخير بعقر داره رغم أنّ تلك النتيجة لم تكن كافية للاعبيها للتأهل إلى الدور القادم من الكأس العربية، فمولودية الجزائر أعطت درسا في اللعب التكتيكي لمنافسها المغربي، الذي كان فاز في لقاء الذهاب بملعب البليدة بنتيجة 2 – 1. وقبل ذلك لم يعثر سوى مرتين ضدّ تشكيلة فاس في البطولة المغربية، وأمام الترجي التونسي في الكأس العربية، هذا للتأكيد على أنّ فريق العميد حقّق فعلا مفاجأة كبيرة أمام الرجاء البيضاوي.

وبطبيعة الحال، الوضع في النادي العاصمي لا يبعث على الارتياح بعد فقدانه تأشيرة التأهّل في كأس الجمهورية والكأس العربية؛ فالجميع يخشى انعكاساتها السلبية على مسيرة الفريق في البطولة؛ فليس مجرد الفوز في المغرب أمام الرجاء البيضاوي، ما سينسينا المساوئ التي وقعت داخل الفريق؛ مجهودات وتضحيات كبيرة ذهبت مهب الريح بسبب تسيير عشوائي، جعل تشكيلة مولودية الجزائر تخسر جزءا كبيرا من الرهانات التي تمّ تسطيرها كهدف أساس، يتعيّن البروز فيها أو تحقيقها في نهاية الموسم. التداخل في مجال التسيير بين من كانوا على رأس النادي الهاوي للعميد، عكّر الأجواء في صفوفه، وأدى ذلك إلى ارتكاب أخطاء فادحة في المجال، منها التسرع في إقالة المدرب بيرنار كازوني، الذي تم إبعاده من العارضة الفنية بقرار ارتجالي من قبل المناجير العام السابق للفريق صخري؛ في مرحلة كانت مولودية الجزائر، حسب آراء الاختصاصيين ومتتبعي أطوار البطولة، في أوجّ عطائها وقدرتها لتحسين وضعيتها في مقدّمة ترتيب البطولة، لكن المسيرين لم يكونوا على رأي واحد يخدم مصالح فريقهم، بل أوقعوا النادي بسبب اختلافاتهم، في خسارة مالية كبيرة بعد أن تأكّدوا أن إقالة التقني الفرنسي من العارضة الفنية، كانت خطأ فادحا من الناحية الفنية، فضلا عن أنه سيكلف النادي تسديدا للتقني الفرنسي، لا يقل عن عشرة ملايير سنتيم كتعويض لقرار الإقالة.   غير أنّ الإدارة الجديدة رغم خروج الفريق من منافستي كأس الجمهورية والكأس العربية، تسعى برئاسة مديرها الجديد ناصر ألماس، إلى محو كلّ الآثار السلبية لتلك المرحلة السيئة في تسيير الفريق، ووضعه على السكة؛ كي يحقّق آمال جماهيره في البطولة، لا سيما أنه لايزال يتواجد ضمن  كوكبة المقدّمة وليس بعيدا عن رائدها شباب بلوزداد، الذي يتقدّم بفارق خمس نقاط على شبيبة القبائل، وست نقاط على مولودية الجزائر.

ويعود استقدام المدرب نبيل نغيز إلى العارضة الفنية للعميد، كخيار استراتيجي في سياسة الرئيس الجديد ناصر ألماس وأعضاء مكتبه، الراغبين في استعادة استقرار النادي، وتسهيل مهمة فريقهم لتحقيق أكبر قدر ممكن من النجاحات في ما تبقّى من عمر المنافسة.  ويبدو أنّ ناصر ألماس يسعى إلى تجنيد أكبر الحظوظ من النجاح لصالح فريقه للتتويج بلقب البطولة، من خلال محاولة إيجاد حلول لكلّ المشاكل التي كانت مطروحة قبل اعتلائه رئاسة النادي. فبعد أن راودته فكرة إعادة المدرب بيرنار كازوني اتّخذ قرارا حاسما، تمثل في تعيين المدرب نبيل نغيز في العارضة الفنية حتى وإن كان هذا الأخير لم يلق الإجماع في مسألة تعيينه مدربا جديدا للفريق؛ فهل يملك نغيز التجربة والحنكة لتغيير وجه الفريق إلى الأحسن من خلال تقويته والسماح له بالتنافس على اللقب؟ تساؤل سيتم التعرف عليه بعد مشاركة الفريق في الجولات القليلة القادمة من المنافسة، وستكون البداية باللقاء الذي سيستقبل فيه العميد شبيبة الساورة لحساب الجولة الثامنة عشرة من المنافسة.

نغيز حتى ولو أنه مطلع على أحوال فريقه الجديد، فإنه مرغم على إعادة السكينة والهدوء وسط اللاعبين؛ من خلال مطالبتهم باحترام خياراته في الحصص التدريبية وفي مباريات البطولة. ولا شك في أنّ الانتصار الذي حققته مولودية الجزائر في المغرب ضدّ الرجاء البيضاوي، سيخدمها كثيرا مادامت هذه النتيجة سمحت بالرفع من معنويات اللاعبين، وتهيئتهم لخوض منافسة الرابطة الاحترافية الأولى بحافز كبير، مثلما أكد المدرب مخازني الذي ترك مكانة لنبيل نغيز.

وكل الأوساط الرياضية للعميد تترقب طريقة العمل التي سينتهجها نبيل نغيز مع الفريق. ويكفيه أنه وقف على إمكانيات اللاعبين الذين شاركوا في المباراة ضد الرجاء، والتي أعطته صورة واضحة عن نقاط قوّة وضعف فريقه الجديد.