افتتاح الطبعة الثالثة لصالون الكهرباء والطاقات المتجددة

إرادة سياسية لتجسيد مشاريع ملموسة بوتيرة أسرع

إرادة سياسية لتجسيد مشاريع ملموسة بوتيرة أسرع
  • القراءات: 526
حنان. ح حنان. ح

أكد الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز شاهر بولخراص، أمس، وجود إرادة سياسية لتسريع وتيرة انجاز برنامج الطاقات المتجددة، الذي خصصت له خارطة طريق جديدة ضمن مخطط عمل الحكومة. وأشار إلى أنه بعد المصادقة على المخطط سيتم الشروع في إنجاز ”مشاريع ملموسة بسعات كبيرة”، فيما سيعرف هذا البرنامج مستقبلا ”وتيرة أسرع وسيكون أكثر فعالية”، من أجل تجسيده الفعلي بعد سنوات من بداية الحديث عنه، مشددا في سياق متصل على أن الخيار الذي توجهت إليه الحكومة، هو العمل على الإدماج الوطني بمتغيري ”الطاقة والصناعة معا”.

بولخراص، الذي مثل وزير الطاقة محمد عرقاب، في افتتاح الطبعة الثالثة لصالون الكهرباء والطاقات المتجددة بالجزائر العاصمة، أكد أن ”الموجة الخضراء” تفتح اليوم عهدا جديدا يجعل من الانتقال الطاقوي ”ضرورة لإيجاد الحل المناسب للحد من مصادر الطاقة التقليدية، ورفع القدرة على تلبية الحاجيات الخاصة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية”، معتبرا تحقيق هذه الأهداف ”تحديا صعبا للغاية” لأنه يتطلب الوصول إلى ”اقتصاد خال تماما من الكربون”، ما يستدعي ـ حسبه ـ المزيد من الوعي البيئي الفردي والجماعي للتأثير بقوة على الخيارات الإستراتيجية للصناعات الطاقوية، بما في ذلك الشركات النفطية العالمية الكبرى.

وعبّر نفس المسؤول في كلمته الافتتاحية التي أعقبت زيارته لأجنحة الصالون، عن اقتناعه بأن الحل الأمثل اليوم هو ”الاستثمار في نموذج جديد للطاقة”، مشيرا إلى أن الاستثمار في المنشآت الجديدة ”أمر جيد”، لكنه ”أظهر محدوديته فيما يتعلق بتغطية الطلب المتزايد وكذا تطبيق سياسات التنمية المستدامة”، وقال في هذا الصدد ”لا يمكننا الاستمرار في الاستثمار كما في السابق، فقط من أجل تلبية الطلب في وقت الذروة الموسمية، في وقت تتوفر فيه لدينا حلولا أخرى أقل تكلفة وأكثر فعالية”.

ومن بين هذه الحلول ذكر بولخراص، الطاقات المتجددة التي تعد النموذج المستقبلي الذي يسمح بـإنتاج محلي في شبكات صغيرة ذكية، بدل الإنتاج المركزي للكهرباء، مثلما أضاف.

في هذا الصدد أشار المتحدث إلى ما أنجزه مجمع سونلغاز إلى غاية الآن في مجال الطاقات المتجددة، على غرار تركيب وتشغيل 21 محطة للطاقة الشمسية ومحطة لطاقة الرياح في الهضاب العليا والجنوب بقدرة إجمالية بلغت 354.3 ميغاواط، منها 10,2 ميغاواط من الرياح، وقال إنه منذ تشغيلها تم إنتاج ما يقارب 2000 جيغاواط ساعي منها، إضافة إلى الانطلاق في برنامج تهجين محطات التوربينات الغازية في الجنوب الكبير، من خلال بناء محطات جديدة للطاقة الشمسية بقوة 50 ميغاواط.

وسعيا منه لتشجيع الاندماج الوطني في الصناعات الكهربائية فإن مجمع سونلغاز- كما أشار إليه بولخراص- وقّع عدة عقود واتفاقيات شراكة لتوطين الإنتاج محلي، أبرزها تلك التي تجمعه مع الأمريكي ”جينيرال إلكتريك”، والتي ستثمر في الأسابيع المقبلة تصنيع أول توربينة محلية بمصنع باتنة، إضافة إلى عقد الشراكة مع الشريك الهندي ”فيجاي إلكتريكال” الذي سمح بإنشاء شركة مختلطة تنتج محليا المحولات ذات الضغط العالي الموجهة لإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء.

نفس النهج تسعى سونلغاز إلى المضي فيه في مجال الطاقات المتجددة، من خلال نقل الخبرات الأجنبية عبر التوطين الصناعي ببلادنا، لاسيما بعد أن ساهم انخفاض تكاليف هذه الصناعة في ارتفاع الاستثمار بها، ما يعطي للجزائر ـ كما أوضح بولخراص ـ فرصة لبناء نسيج صناعي محلي متخصص، يضمن لها استقلاليتها في مجال المعدات ومكونات المنشآت ما يسمح باستحداث مهن جديدة.   

وخلال زيارته للصالون شدد الرئيس المدير العام لسونلغاز، على ضرورة تحقيق الإدماج في الصناعات المتعلقة بالكهرباء والطاقات المتجددة، وقال في تصريحات صحفية على الهامش، أن الجزائر ”اختارت الطريق الصعب والشاق ولكن الصحيح، وهو الإدماج الوطني، متعهدا في هذا الصدد بمرافقة  كل الكفاءات والطاقات في هذا المجال.

كما أشار نفس المسؤول إلى أن سلسلة القيم في الصناعات المتعلقة بالطاقات المتجددة تتشكل من 30 بالمائة من الصفائح الشمسية المستوردة والباقي أي 70 بالمائة تجهيزات مختلفة، منها ما يصنع حاليا ببلادنا مثل الكوابل والهياكل المعدنية، وأخرى ما زالت تستورد، معبّرا في هذا السياق عن أمله في الوصول إلى نسبة 50 بالمائة من الإدماج.

تعميم استعمال العدادات الذكية في 2021

على صعيد آخر، أعلن الرئيس المدير العام لسونلغاز، بالمناسبة عن الشروع في تعميم استخدام العدادات الذكية في 2021، والتي ستنتج محليا في مصنع العلمة بولاية سطيف، وذلك بالتعاون مع شركة ”إيني” للتجهيزات الإلكترونية المشرفة على هذا المشروع الذي أثمر إنتاج عداد ذكي نموذجي سيتم اختباره في الأسابيع القادمة في انتظار تعميمه وطنيا.

للإشارة يتواصل صالون الكهرباء والطاقات المتجددة إلى غاية 13 من الشهر الجاري، ويشهد مشاركة حوالي 100 مؤسسة ـ حسب شركة ”أدفيزيون الجزائر” ـ المنظمة للتظاهرة، حيث تعرض هذه المؤسسات أهم منتجاتها بقص المعارض الصنوبر البحري، فيما تنظم على هامش المعرض ندوات وورشات حول مواضيع ذات علاقة بالابتكارات والمعدات والتجهيزات وكذا السلامة الكهربائية.