روجتها مواقع التواصل

‘’بايبي شاور”.. عادة دخيلة ووسيلة للتباهي

‘’بايبي شاور”.. عادة دخيلة ووسيلة للتباهي
  • 2644
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

ظهرت في الآونة الأخيرة، عادات جديدة تتعلق بالمرأة الحامل وجنينها، في احتفالية دخيلة على جميع المجتمعات عربية أو غربية، تعرف بـ"البايبي شاور”، أو ما يعرف بالكشف عن جنس المولود المنتظر، وروجت لها مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اعتمدتها بعض الفنانات والمشاهير أثناء حملهن، بهدف الكشف للعائلة والأصدقاء عن جنس المولود، ولما لا اختيار الاسم المناسب له.

عادة تبنتها العديد من الأمهات المستقبليات خلال حملهن في الجزائر، والدليل  الكثيرات اللائي شارك الجميع فرحتهن في تلك الاحتفاليات، من خلال تنزيل صور وفيديوهات للحفل، الذي يكون باللونين الأزرق والوردي للذكر والأنثى، حيث تخلق المناسبة نوعا من الفضول للمدعوين إلى الحفل، سواء كانوا أقارب أو أصدقاء.

في هذا الصدد، كان لـ"المساء”، حديث مع بعض المواطنين لرصد وجهة نظرهم فيما يتعلق بهذا الموضوع، أولا حدثتنا مريم أم لطفلين قائلة ”بيبي شاور”، حفل عائلي تقيمه الحوامل، وكثيرة هي الدعوات التي تلقيتها من عند الصديقات مؤخرا، ينظمنه عند إتمام الشهر الخامس من الحمل، للإعلان عن جنس الجنين، إلا أنني لست مقتنعة بتاتا بالفكرة، ففي العادة كان الكشف عن جنس الجنين يتم دون أية احتفالية، فينتقل الخبر من شخص لآخر، وهناك من لا تحب الكشف مطلقا عن جنس الجنين حتى يولد، وكانت كل الاحتفالية تتم بعد وضع الأم لرضيعها في ما يعرف بالسابع، حيث تقام عادات بعزم العائلة والأصدقاء وتحضير بعض الحلويات التقليدية، وهناك يسأل كل واحد عن اسم الجنين” .

من جهتها، قالت ياسمين أم لثلاثة أطفال، إن مواقع التواصل الاجتماعي تروج للعديد من العادات الغريبة التي لا أساس لها، بل تجدها نوعا من الترويج الاقتصادي فقط، والدليل على ذلك، تجد أن هذا النوع من الاحتفاليات يعج بمظاهر البذخ والتفاخر، إذ تستعين الحوامل بشركات متخصصة لتزيين قاعة الحفل بالزهور والإضاءة، وتصوير المناسبة، وتقديم الوجبات للمدعوين، وتوزيع الهدايا عليهم، مضيفة أن كل ذلك بالنسبة لها، تسبيق للحوادث لطفل لم يأت إلى هذا العالم بعد.

أما وسام، فكانت لها وجهة نظر أخرى، حيث قالت ”لا بأس في تبني عادة جميلة في حق الطفل، فكل أم تجدها تعبر عادة عن فرحتها بذلك النوع من الاحتفاليات، فالحفلة عبارة عن إثارة لفضول المدعوين لجعلهم يحاولون معرفة ما إذا كان الجنين ذكرا أم أنثى، فتقوم الأم بتحضير ديكور بين الوردي والأزرق، ويتم تحضير حلويات باللونين، وبالونات باللونين وتجعل الأم لون الجنين داخل شيء يتم الكشف عنه في الاحتفالية؛ الأزرق إذا كان ذكرا والوردي إذا كانت بنتا، ومن هنا تحدد العائلة ما يجب تقديمه كهدية للأم ومولودها الجديد.

من جهتها، لفتت وردة أم لطفل، النظر إلى أنها تعارض المبالغة في هذا النوع من الاحتفاليات، لكن لا بأس أن يتم ذلك فقط من أجل المرح ومحاولة إدخال الطاقة الإيجابية إلى العائلة وكسر الروتين، لكن ليس لدرجة التقليد الأعمى وإدخال مثلا، الزوج في ضيق مالي من أجل احتفالية دخيلة ولا فائدة من ذلك.

وعن وجهة نظر الرجال حول هذا الموضوع، قال سامي ”لا أوافق هذا النوع من الاحتفاليات بتاتا، لأن ذلك يدخل في باب التبذير والإسراف، فضلا عن أنها وسيلة فقط للتباهي والتفاخر”، مشيرا إلى أن الكثيرات يردن فقط التباهي أمام صديقاتهن، والدليل على ذلك، تسارعهن نحو مواقع التواصل الاجتماعي لتنزيل الصور والفيديوهات ومشاركتها بدون سبب فقط للتفاخر.