بعد شهرين من الفراغ الحكومي

الشارع العراقي يرفض محمد علاوي لتشكيل حكومة

الشارع العراقي يرفض محمد علاوي لتشكيل حكومة
  • القراءات: 565
م. م م. م

عرفت مختلف المدن العراقية أمس، مظاهرات احتجاجية شارك فيها آلاف المواطنين، عبروا خلالها عن رفضهم لقرار الرئيس برهام صالح تعيين محمد علاوي لتشكيل حكومة جديدة، حيث شهدت العاصمة بغداد ومدن جنوب البلاد مسيرات رغم الوعود التي قدمها علاوي بتلبية مطالب المحتجين الذين خرجوا إلى الشارع قبل أكثر من أربعة أشهر في حراك شعبي للمطالبة برحيل الطبقة السياسية التي وصفوها بمختلف النعوب السلبية.

وأعلن الرئيس العراقي برهام صالح ليلة السبت إلى الأحد عن تعيين علاوي بعد حصوله على إجماع قيادات مختلف التشكيلات الحزبية العراقية التي رأت فيه الرجل المناسب لنزع فتيل قنبلة الشارع العراقي التي استعصى على السلطات العراقية فك شفرتها طيلة الأربعة أشهر الأخيرة، رفع خلالها المتظاهرون من سقف مطالبهم من مجرد تحسين أوضاع الشعب العراقي إلى مطالب ملحة على رحيل كل وجوه الطبقة السياسية الحاكمة التي حمّلوها مسؤولية الفشل في وضع حد لظاهرة الرشوة وتوفير مناصب الشغل وتحسين الظروف المعيشية لشرائح واسعة من المجتمع العراقي.

وتسبب الحراك الشعبي في أحد أغنى البلدان العربية والعالم في أزمة سياسية حادة، استعصى على السلطات العراقية  وطيلة شهرين كاملين إيجاد خليفة لرئيس الحكومة المغادر عادل عبد المهدي الذي اضطر إلى رمي المنشفة تحت الضغط الشعبي.

وقوبل محمد علاوي هو الآخر بموجة رفض غير مسبوقة بعد أن اعتبره المحتجون من وجوه النظام الحاكم، حيث سبق له أن شغل منصب وزير للاتصالات لعدة سنوات.

وشغل محمد علاوي البالغ من العمر 65 عاما منصب نائب في البرلمان العراقي في عهد الرئيس صدام حسين قبل تعيينه وزيرا للاتصالات بين سنتي 2006 و2007 ثم بين سنتي 2010 و2012 في حكومتي نوري المالكي، حيث قدم استقالته بعد أن فشل في تمرير قانون للقضاء على استفحال ظاهرة الرشوة في أعلى دواليب السلطة العراقية.

ورفض المتظاهرون كل الأسماء التي تم تداولها لقيادة الحكومة، مطالبين بشخصية مستقلة لا لون حزبي لها، ميزتها الرئيسية الكفاءة والقدرة على محاربة الفوضى التي يعيشها العراق الذي  دخل دوامة اللااستقرار منذ إسقاط نظامه السابق عبر تدخل عسكري أمريكي سنة 2003.

وعرفت مدن الديوانية والنجف وبابل وذي قار وكربلاء والحلة  مظاهرات شعبية غير مسبوقة، تم خلالها إشعال الإطارات المطاطية وقطع شوارعها الرئيسية بمختلف المتاريس وكان شعار المشاركين الموحد في ذلك "علاوي ليس اختيار الشعب".

وعمق رد الفعل الشعبي لهذا الاختيار أزمة السلطات المركزية في بغداد التي لم تتمكن من إيجاد الوصفة الناجعة لإرضاء المحتجين بمن فيهم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر رغم إعلانه تأييده لهذا الاختيار بعد خروج آلاف الطلبة إلى ساحة التحرير في قلب العاصمة بغداد، رافعين صورة علاوي مشطوبة بلون أحمر في تعبير عن رفضهم له.

وحاول علاوي بمجرد تعيينه العمل على كسب المتظاهرين حيث أكد أنه سيعمل على تشكيل حكومة تمثيلية وتنظيم انتخابات عامة مسبقة وإحقاق العدل للمتظاهرين الـ480 الذين قتلوا على أيدي قوات الجيش والشرطة خلال المسيرات الاحتجاجية،  ولكنها وعود قوبلت في اليوم الموالي بهذه المظاهرات التي أعادت عقارب ساعة الأزمة العراقية إلى نقطة البداية. وشكلت هذه المواقف مؤشرا قويا على احتمال فشله في مهمته خاصة وأن مهلة شهر الممنوحة له سوف لن تكون كافية لتشكيل حكومة جديدة، فضلا عن أن تحظى برضى الشارع.