تداعيات الإعلان عن "صفقة القرن" الأمريكية

تصعيد عسكري إسرائيلي ضد قطاع غزة

تصعيد عسكري إسرائيلي  ضد قطاع غزة
  • القراءات: 437
ق. د ق. د

شن الطيران الحربي الإسرائيلي ليلة السبت إلى الأحد غارات جوية مكثفة على قطاع غزة في سياق التصعيد العسكري الذي تقوم به قوات الاحتلال ضد هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية على خلفية تبعات إعلان الرئيس الامريكي عن تفاصيل "صفقة القرن" التي رهن من خلالها كل حقوق الشعب الفلسطيني بما فيها حقه في مدينة القدس الشريف.

وشنت طائرات مقنبلة وأخرى مروحية غاراتها على مدن شمال قطاع غزة بدعوى ضرب أهداف كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) عقابا لها على إطلاق صواريخ على مدن جنوب كيان الاحتلال.

وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية في سياق سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد سكان القطاع منذ سنة 2007 أنها فرضت قيودا جديدة لمنع إيصال شحنات الإسمنت الموجهة للسكان الفلسطينيين لإعادة بناء ما دمرته العمليات العسكرية ضد الأهداف الفلسطينية بذريعة الرد على عمليات القصف التي تنفذها فصائل المقاومة من فترة إلى أخرى ضد مدن جنوب الكيان المحتل.

ويعرف قطاع غزة منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة "صفقة القرن" تصعيدا عسكريا لافتا بما ينذر بانزلاق للوضع العسكري وربما بعدوان إسرائيلي جديد ضد سكانه بعد أن حصلت حكومة الاحتلال على ضوء أخضر أمريكي لفعل ما تريد في قطاع غزة كما في الضفة الغربية.

وتعرف مدن الضفة هي الأخرى غليانا شعبيا ينذر بانفجار انتفاضة أخرى رفضا للخطة الامريكية-الاسرائيلية التي قوضت كل فرصة لإقامة دولة فلسطينية بمقومات الدول المتعارف عليها في القانون الدولي.

ويتواصل هذا التململ الشعبي في وقت أعلن فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس قطع علاقات السلطة مع الكيان المحتل والولايات المتحدة بما فيها فك الارتباط الأمني مع حكومة الاحتلال بما يفتح الطريق أمام المقاومة الفلسطينية للتصدي لخطة الاستسلام الأمريكية التي يراد فرضها على الشعب الفلسطيني.

وجاء التصعيد الإسرائيلي في نفس اليوم الذي رفضت فيه الجامعة العربية مخطط التسوية الأمريكي ضمن خطوة إيجابية على اعتبار أن العديد من العواصم العربية رحبت بالمخطط الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية مباشرة بعد الكشف عن خطوطه العريضة وراحت تثمن الخطوة البراغماتية لإنهاء أقدم نزاع في العالم.

وهو ما طرح الكثير من التساؤلات حول مضامين تلك المواقف والموقف الذي تم تبنيه خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب مساء السبت والتي سارت من النقيض الى النقيض بما يبقي الموقف العربي الحقيقي محل غموض، خاصة في كيفية التعامل مع الحليف الأمريكي في حال وقف العرب صفا واحدا في وجه خطة الإذلال الأمريكية.