لتحبيبه في مدرسته

فضاءات حاضنة للتلميذ في ابتدائية ”العربي التبسي”

فضاءات حاضنة للتلميذ في ابتدائية ”العربي التبسي”
  • القراءات: 1732
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

تحولت مدرسة العربي التبسي الابتدائية ببلدية عين البنيان في العاصمة، إلى نموذج للمدرسة التي يحب التلاميذ التعلم فيها، بالنظر إلى ما تحويه من مرافق خاصة بالرياضة وتربية الحيوانات والبستنة والمطالعة، تعمدت مديرة المدرسة يسمينة بن شاكر، استحداثها لتحبيب المتعلم في مدرسته. التقتها المساء مؤخرا، على هامش تنصيب قسم للماء بالمدرسة، فكان هذا اللقاء.

الزائر لمدرسة العربي التبسي، يقف منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدمه الباب على المجهود المبذول من طرف القائمة عليها، حيث تقابلك ساحة كبيرة بها فضاء مخصص لممارسة الرياضة، أما الأرضية، فقد تزينت بخطوط ملونة وببعض الألعاب التي تحب البنات لعبها، كالقفز على المربعات، وغير بعيد عنها، انتصبت حديقة غاية في الجمال والروعة، حيث توسطت المدرسة وداخلها، نافورة من الماء وتحيط بها مجموعة من النباتات المختلفة، تم تزيينها بالعلب البلاستيكية التي تمت رسكلتها وجعلت المكان ينبض بالحياة، أما في الجهة المقابلة للحديقة، فتم تخصيص فضاء لتربية بعض الحيوانات الصغيرة، كالدجاج والبط والأرانب، وتحولت إلى مساحة يستفيد منها التلاميذ عند دراسة مادة العلوم، حيث يعيش بالصورة والصوت كل تفاصيل حياة الكائن الحي، بينما تم تخصيص فضاء آخر للمطالعة، والملفت للانتباه أن الفضاء تم تزيينه بطريقة مميزة، حيث تم فرش الأرضية بزرابي تقليدية، ووضع عدد من المشغولات الحرفية، كالأواني التقليدية.

كما تعززت المدرسة في الأيام القليلة الماضية بتنصيب أول قسم خاص بالماء، جعل المدرسة تتحول إلى مرجع لباقي المدارس المجاورة، من أجل الاستفادة من الأنشطة التي تقام بالقسم، وتدخل في إطار التوعية والتحسيس، تفعيلا لاتفاقيات الشراكة مع الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية.

حسب المديرة، فإن كل من يزور المدرسة يتساءل عن سر حب التلاميذ لهذه المدرسة الابتدائية، رغم أن منظرها من الخارج لا يوحي بما تحويه من الداخل، وتجيب أن السر غاية في البساطة، ويتمثل في مبادرتي كمسؤولة أولى على المدرسة، بالتعاون مع العاملين فيها على الاستثمار في الموارد الطبيعية الموجودة والمحيط، بهدف تحبيب الطفل في المدرسة، خاصة أنه يمضي فيها أغلب الوقت، مشيرة إلى أن هذه المبادرة الشخصية إنما تأتي كترجمة لحجم المناشير التي ترد يوميا إلى المؤسسات التربوية، من وزارة التربية الداعية إلى تحويل المدرسة إلى فضاء محبب  للأطفال، من خلال تكثيف مختلف الأنشطة التحسيسية التي تخدم التلميذ والمتعلقة بالبيئة، أو التسممات الغذائية أو الحفاظ على النظافة وغيرها، وحسبها فإن المجهود المبذول في المدرسة هو حد أدنى، والمدارس التي لا تحوي على بعض هذه المرافق مقصرة بحجة قلة الإمكانيات، رغم أن بعض الأنشطة يمكن القيام بها بطرق بسيطة، كالاسترجاع والرسكلة.

من جهة أخرى، أوضحت المديرة أن كل المرافق التي تم استحداثها، كانت بالشراكة مع التلميذ الذي يعتبر المحور الأساسي فيها، وقالت قمنا بتعريف التلميذ ماهية الاسترجاع، ففكرة إنشاء حظيرة الحيوانات مثلا، جاءت من استرجاع الطعام المتبقي من المطعم، وشارك فيها التلميذ بإطعام الحيوانات، وخلال هذه العملية، تعلم عدم التبذير وكيفية تغذية الحيوانات وطريقة استغلال بقايا الطعام، نفس الشيء بالنسبة للفضاء المخصص للمطالعة، الذي يتم استغلاله أيضا لإحياء مختلف المناسبات الدينية والوطنية، وكان آخرها الاحتفال بدخول السنة الأمازيغية، حيث أبدع التلاميذ في تقديم عروض مختلفة بمسرحهم الصغير، إلى جانب استرجاع بعض المساحات غير المستغلة وتحويلها إلى فضاء لممارسة الرسكلة، كما نصبت فيها بعض الأراجيح، ليجد التلميذ كل ما يرغب فيه عند الخروج إلى الساحة.

وعن المطلوب لتتحول باقي الابتدائيات إلى مدارس نموذجية هي الأخرى، أوضحت المتحدثة أن مديري المؤسسات التربوية بحاجة إلى التكوين والابتعاد عن العمل بطريقة أكاديمية، خاصة إذا كانت المدرسة تتواجد بمنطقة لا تتوفر على بعض المرافق الحيوية، كقاعة رياضة أو مكتبة، حتى تكون المدرسة البديل الذي يرتاح فيه التلميذ بعد التعلم.

في رصيد المديرة بن شاكر، خبرة تزيد عن 36 سنة بين معلمة ومديرة، وتتمنى أن يتم اعتماد مدرسة العربي التبسي من طرف وزارة التربية، لتكون مؤسسة نموذجية تقتدي بها باقي المدارس الأخرى.