غارق في الديون وعرضة للنهب والسرقة

مرفق الهواء الطلق "محمد وشن" بقسنطينة.. عينة عن "العبث الثقافي"

مرفق الهواء الطلق "محمد وشن" بقسنطينة.. عينة عن "العبث الثقافي"
  • القراءات: 1200
زبير . ز زبير . ز

طالب عمال الديوان البلدي لترقية النشاطات الثقافية والفنية لبلدية قسنطينة، بتدخل وزير الداخلية والجماعات المحلية، من أجل إيجاد حل لمرفق الهواء الطلق محمد وشن، بطريق زواغي سليمان، الذي خرج عن الخدمة وتدهور حالته، رغم الأموال الكبيرة التي صرفتها الدولة من أجل إنجازه، وعدم تطبيق قرار حله وتسوية وضعية عماله.

تساءل عمال الديوان عن عدم تطبيق قرار حل المؤسسة، بعد مرور أربعة أشهر كاملة من صدوره، حيث قامت إدارة الديوان بمراسلة الوالي وجميع المعنيين، مستفسرة عن عدم تطبيق القرار لكنها لم تتلق أي رد، مطالبين من وزير الداخلية التدخل من أجل إيجاد حلول مناسبة لهذه القضية.

دخل عمال مسرح الهواء الطلق، محمد وشن، بقسنطينة، في دوامة بسبب عدم معرفة مصيرهم، في ظل عدم تلقيهم لأجورهم منذ حوالي سنتين، بسبب ما وصفوه، تملص مختلف الجهات من التكفل بميزانية هذا الصرح الثقافي، الذي تم تدشينه منذ أكثر من 10 سنوات، يضاف إليها الديون المترتبة عن عاتق هذا الهيكل والتي بلغت حوالي 5 ملايير سنتيم، تم صرفها في شراء هدايا لعدد من الفنانين خلال مختلف التظاهرات التي شهدتها قسنطينة منذ 2011 مرورا بتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، بين 2015 و2016 وكذا المساهمة في عديد التظاهرات الوطنية، ذات البعد التاريخي.

أكد عمال الديوان البلدي لترقية النشاطات الثقافية والفنية لبلدية قسنطينة، في رسالتهم التي وجهوها إلى وزير الداخلية، على الحالة المزرية التي آل إليها هذا المرفق العمومي الثقافي، بسبب عدم تسديد تكاليف الكهرباء والماء وحقوق تأمين المرفق، غياب التهيئة والصيانة، عدم تسديد أجور العمال منذ شهر مارس 2018، مع العلم أن جميع قاعات الفنانين والمكاتب داخل هذا المرفق، لازالت مجهزة بأجهزة تكييف وعتاد آخر.

كما يعاني المرفق من عدم وجود جدار واقي لحمايته، ما جعله عرضة للنهب والسرقة، وآخرها في المارس من 2018، عندما أوقفت مصالح الدرك الوطني خمسة متهمين، واسترجعت العتاد الذي سُرق والمتمثل في أربع طاولات دمج صوت رقمية، صندوقين لطاولة دمج، محول صوت، كوابل، عشرة مكبرات للصوت من مختلف الأنواع، خمسة ألعاب ضوئية، آلة عرض ضوئية، محركين لآلات السينما، مكبر إضاءة، طاولة إضاءة، محول إضاءة، مؤثر صوت، وحدة مركزية للإعلام الآلي، مكبر صوت لآلة القيتار، طابعة وآلة تلحيم. وتحول مسرح الهواء الطلق بقسنطينة، الذي كان يقبع تحت تسيير مؤسسة الديوان البلدي لترقية النشاطات الثقافية، إلى مكان مهجور، بعدما كان خلال سنوات خلت، قبلة لنجوم الفن من الجزائر ومن العالم العربي والإسلامي، وحتى من مختلف ربوع العالم، وصدحت العديد من الأصوات من على ركحه، على غرار صابر الرباعي، نجوى كرم، وائل جسّار، عاصي الحلاني، إليسا، الكينغ خالد، المنشدين العالميين سامي يوسف وأحمد أبو خاطر، وحتى نجوم من أمريكا شاركوا في طبعات مهرجان الدولي للجاز.

للإشارة، فقد تم إنشاء هذا الصرح الثقافي بناء على القرار رقم 2155 الصادر سنة 2009، والمتضمن وضع حيّز التنفيذ مداولة صادرة عن المجلس الشعبي لبلدية قسنطينة والمتعلقة بإنشاء الديوان البلدي لترقية النشاطات الثقافية والفنية لبلدية قسنطينة، قبل أن يقرر المجلس الشعبي لبلدية قسنطينة، بسبب عدم نجاعة تسيير المرفق، وبطلب من الوالي، حل الديوان البلدي لترقية النشاطات الثقافية والفنية لبلدية قسنطينة، خلال أحد دوراته المنعقدة مع أواخر شهر جوان من السنة الفارطة، في المداولة التي حملت رقم 70، حيث راسلت مصالح الدائرة، باقتراح من مدير الإدارة المحلية، بلدية قسنطينة، خلال شهر سبتمبر من السنة الفارطة، من أجل تطبيق ما جاء في المداولة القاضية بحل الديوان وتشكيل لجنة خاصة من إطارات البلدية، تكلف بعملية الجرد الكامل لأصول وخصوم المؤسسة وتحميل بلدية قسنطينة كل الالتزامات الناتجة عن حل هذه المؤسسة، لكن القرار لم يطبق بعد، تاركا الأمور مبهمة.