زيارة الرئيس التركي إلى الجزائر

تفعيل التعاون الاقتصادي والتشاور السياسي

تفعيل التعاون الاقتصادي والتشاور السياسي
  • القراءات: 732
م. ب - و. أ م. ب - و. أ

غادر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، الجزائر بعد زيارة صداقة وعمل دامت يومين، تلبية لدعوة من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.

وكان في توديع الرئيس التركي بمطار هواري بومدين الدولي، الرئيس تبون ومسؤولين سامين في الدولة، إلى جانب أعضاء من الطاقم الحكومي.

وخلال هذه الزيارة، أجرى الرئيسان تبون وأردوغان محادثات حول سبل تدعيم الروابط القائمة بين البلدين الشقيقين وتوسيع مجالات التعاون بينهما، كما شملت المحادثات التشاور حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

وعقب جلسة المحادثات، قام الرئيسان بالتوقيع على إعلان مشترك لتأسيس مجلس تعاون رفيع المستوى بين الجزائر وتركيا. وتم الاتفاق بمناسبة هذه الزيارة على رفع حجم التبادلات التجارية بين البلدين إلى ما يفوق خمسة ملايير دولار قريبا.

كما تم خلال هذه الزيارة أيضا تنظيم منتدى الأعمال الجزائري ـ التركي، مما سمح لأكثر من 200 متعامل اقتصادي من البلدين ببحث سبل ووسائل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين والاتفاق على البت قريبا في المفاوضات الجارية حول اتفاق التبادل الحر.

تأكيد الطابع الاستراتيجي للعلاقات الثنائية

وتم خلال زيارة الصداقة والعمل التي قام بها الرئيس التركي طيب رجب أردوغان يومي الأحد والاثنين إلى الجزائر تأكيد الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين الجزائر وتركيا، حيث تم خلالها الاتفاق على تكثيف التبادلات التجارية والشراكة الاقتصادية وكذا تعزيز التشاور السياسي حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأكد الرئيس التركي أن بلده يصبو إلى تحقيق استثمارات مهمة مع الجزائر، داعيا لإنشاء منطقة تبادل حر بين الجزائر وتركيا "في أقرب الآجال".

وقال السيد أردوغان في كلمته خلال اختتام أشغال منتدى رجال الأعمال الجزائري ـ التركي "نحن لسنا مثل الدول الأخرى التي تنظر إلى الجزائر على أنها سوق للمنتجات ولا نفكر فقط في بيع منتجاتنا، بل نصبو إلى تحقيق استثمارات مهمة أيضا"، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات التركية في الجزائر يفوق 3,5 مليار دولار.

كما اتفقت أنقرا والجزائر على عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة التي كان آخر اجتماع لها في 2002.

وكشف الوزير الأول عبد العزيز جراد عن فتح "ورشة كبيرة" جزائرية - تركية سيشرع فيها لوضع "تأطير جديد" للعلاقات التجارية الثنائية ضمن آلية تكفل زيادة حجم التبادل بما يخدم مصلحة الجزائر وتركيا.

ودعا جراد رجال الأعمال الحاضرين بقوة في المنتدى إلى الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية في الجزائر، مشيرا إلى الصناعات الخفيفة والتكنولوجيات الحديثة والمؤسسات الناشئة والزراعة والري والسياحة، فيما أكد الرئيس التركي بأن محادثاته مع الرئيس تبون كانت فرصة لتقييم كل أوجه العلاقات الثنائية بما فيها السياسية، الاقتصادية، التجارية والثقافية"، معلنا بأنه وجه دعوة إلى نظيره الجزائري لزيارة تركيا خلال هذا العام لعقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الرفيع المستوى. وهي الدعوة التي وافق عليها الرئيس تبون.

إبراز دور الجزائر في دعم الاستقرار والسلم بالمنطقة

وتعد الجزائر بالنسبة لتركيا "شريكا استراتيجيا" في المغرب العربي والقارة الإفريقية، حسبما أكده الرئيس التركي، الذي أشار إلى أن بلاده "تعوّل على الجزائر لإنجاح القمة التركية ـ الإفريقية المقبلة".

وبخصوص التشاور السياسي، أشار الرئيس تبون إلى أنه اتفق مع الرئيس أردوغان على تكريس "تواصل يومي" بين الوزراء الجزائريين ونظرائهم من تركيا، لاسيما وزراء  الخارجية، "حتى لا نترك أي مجال لسوء التفاهم".

أما بشأن الملف الليبي، فأكد رئيس الجمهورية أن الجزائر وتركيا "يجمعنا اتفاق تام مع الشقيقة تركيا على اتباع ما تقرر في اجتماع برلين الأخير، مضيفا أن الطرفين "يتابعان يوميا وبكل دقة كل ما يجري في الميدان وكل مستجداته". من جهته، اعتبر الرئيس التركي، الجزائر عنصر استقرار وسلام في المنطقة، مبرزا عدم إمكانية التوصل إلى نتيجة بشأن الملف الليبي بواسطة الحلول العسكرية.

وتابع في هذا الشأن قائلا: "نجري اتصالات مكثفة مع بلدان المنطقة والفاعلين الدوليين من أجل وقف دائم لإطلاق النار والعودة إلى الحوار السياسي"، مشيرا إلى أن المحادثات التي جمعته برئيس الجمهورية سمحت بالتركيز على الخطوات المشتركة التي يمكن القيام بها في هذا المجال. في ذات السياق، أعرب الرئيس أردوغان عن "امتنانه الكبير" لانضمام الجزائر إلى مسار برلين، حيث ستكون لها ـ حسبه ـ "اسهامات قيمة وبناءة في إطار جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا"، مشددا على "عدم السماح لتحويل ليبيا إلى ساحة للمنظمات الإرهابية وبارونات الحرب".