ينتظر أن يكشف ترامب عن مضمونها غدا

تحرك فلسطيني لمواجهة "صفقة القرن" الأمريكية

تحرك فلسطيني لمواجهة "صفقة القرن" الأمريكية
  • القراءات: 655
م. مرشدي م. مرشدي

ينتظر أن يكشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غدا عن مضمون مشروع خطة "صفقة القرن"، الرامية إلى إنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بعد أن حضنه لأكثر من سنتين رغم الرفض الذي أبداه الجانب الفلسطيني له بسبب أهدافه المبيتة لقبر القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

وقررت السلطة الفلسطينية التحرك بشكل استباقي على مستوى مجلس الأمن الدولي لرفض هذه الخطة التي رأت فيها فرضا للأمر الواقع على الشعب الفلسطيني لقبول الاحتلال الإسرائيلي والتضحية بحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة.

وجددت السلطة الفلسطينية أمس، التأكيد على رفضها لهذه "الخطة المؤامرة" وقررت إسماع صوتها بالتحرك على مستوى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة الأممية ومحكمة العدل الدولية في لاهاي لإفشال المسعى الأمريكي الذي يحظى بتزكية إسرائيلية.

وكشفت مصادر فلسطينية أن التحرك سيكون أيضا على المستوى الداخل الفلسطيني من خلال تفعيل أشكال المقاومة الشعبية وتطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني الفلسطينيين والتفكير من الآن فصاعدا في وضع حد للاتفاقات الأمنية والسياسية المبرمة مع حكومة الاحتلال وسحب الاعتراف به. ولم تستبعد هذه المصادر اللجوء إلى حد إعلان دولة فلسطينية تحت الاحتلال، مؤكدة أنه "خيار وارد" للتصدي للخطة الأمريكية التي لم تجد من يساندها سوى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في مسعى فشلت كل الإدارات الأمريكية السابقة في تحقيقه وراح يسوق لخطته على أنها ستكون أكبر إنجاز يحققه في نزاع دام سبعة عقود.

وجاء قرار ترامب بالإعلان عن خطته وهو غير متأكد من نجاحها خاصة وأنه مهدد بالرحيل إما بالعزل أو بعدم الفوز بعهدة ثانية، حيث عرض الفكرة قبل عامين ولاقى مقاومة غير منتظرة من مختلف الفصائل الفلسطينية التي اعتبرت القبول بها انتحارا مبرمجا ورهنا لحقوق الشعب الفلسطيني مقابل سراب السلام.

وحاول الرئيس الأمريكي المحاصر في بلاده بجملة متاعب سياسية وملاحقات قضائية لعزله، لعب الورقة الاقتصادية لإغراء الفلسطينيين بأن "خديعة القرن" ستجلب للشعب الفلسطيني 50 مليار دولار كافية لتحقيق الرفاه له، ضمن نظرة ضيقة حصرت بقاء الشعوب وقضاياها المصيرية في مجرد ضمان الأكل والملبس ورفاه العيش وتناسى أن مبادئ وقيم الشعوب لا تشترى بمال الدنيا.

وركز الرئيس الأمريكي على الجانب الاقتصادي في خطته لتسوية قضية سياسية تعمد على تجاهل حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وفق مبدأ "حل الدولتين" وعاصمتها القدس الشريف وحق عودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين، بل وإبقاء الشعب الفلسطيني تحت رحمة الاحتلال في كانتونات شبيهة بتلك التي أقامها نظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا قبل أن ينهار أمام إرادة الشعب الجنوب إفريقي بعد أكثر من أربعة قرون من استبداد الرجل الأبيض بالرجل الأسود صاحب الأرض.

ولم يكن من الصدفة أن يبتهج الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وغريمه في الانتخابات العامة الأخيرة الجنرال بيني غانز بالخطة الأمريكية وراح يثمنان شجاعة دونالد ترامب بدعوى أن "صفقة القرن" ستكون إنجازا تاريخيا قبل أن يطيرا سويا إلى العاصمة الأمريكية للقاء ترامب يوم غد الثلاثاء ويكونا بذلك أول المطلعين على مضمون وخبايا هذه الخطة التي وعدت الإدارة الأمريكية بقرب موعد الكشف عنها.    

ويؤكد ترحيب الوزير الأول الإسرائيلي بخطة "صديقه" أنها خطة وضعت على مقاس النظرية الصهيونية الرامية إلى حرمان الفلسطينيين من حقوقهم في أرضهم التاريخية عندما راح يؤكد أمس، أن الفرص التاريخية لا تتاح إلا مرة واحدة بما يستدعي عدم تضييعها"، مضيقا أنه "بعد ثلاث سنوات من الاتصالات مع الرئيس الأمريكي، تحصلنا على كل ما يهمنا لضمان أمننا، كما وجدت آذانا صاغية حول حق إسرائيل في الوجود".

والمفارقة أن الرئيس الأمريكي تناسى توجيه دعوة للرئيس الفلسطيني محمود عباس عندما استدعى نتانياهو وزعيم المعارضة الإسرائيلية بيني غانز لم على اعتبار أن الأمر يهمه قبل غيره وأن كل خطة بمثل هذه الأهمية تمر حتما عبر قبول كل الأطراف المعنية بها. وهو تجاهل جعل المتتبعين يستشعرون أن مكرا دبر بليل لوأد القضية الفلسطينية وجعلت الطرف الفلسطيني يعتبر صفقة القرن "مولودا ولد ميتا".

وقال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية "إننا نرفض الخطة الأمريكية وموقفنا واضح في هذا الأمر، وأنه يتعين على إسرائيل أن تضع حدا للاستيطان واحتلال الأراضي الفلسطينية منذ سنة 1967" وحينها يمكن الحديث عن حل وسلام دائمين في فلسطين المحتلة.