كيف يتجنب الصحفيون التمييز والكراهية؟

إصدار جديد لمعهد الجزيرة

إصدار جديد لمعهد الجزيرة
  • القراءات: 682
وكالات وكالات

تتخذ بعض وسائل الإعلام موقفا متحيزا خلال تغطياتها، وقد تسعى بذلك إلى تأطير جماعات وأفراد في صور نمطية سيئة، مما دفع معهد الجزيرة للإعلام إلى إصدار دليل تجنب التمييز وخطاب الكراهية في الإعلام، والذي يقدم مرجعا مهنيا لا غنى للصحفيين عنه.

يعد الدليل -الذي جاء في أربعين صفحة- أحدث إصدارات معهد الجزيرة للإعلام، التي تثري المكتبة العربية في شتى مجالات الإعلام والصحافة، وكان من بينها صحافة البيانات، فن التقصي، إنتاج الفيديو لشبكات التواصل الاجتماعي و«الصحافة في زمن الحرب.

يقول الدليل، إن التمييز مصطلح قانوني متعارف عليه دوليا، لتعريف أية حالة يحدث فيها استثناء أو تقييد أو تمييز لشخص أو جماعة على أساس العرق أو اللون أو النسب، بما يؤدي إلى تقييد ما يتمتعون به من حقوق الإنسان، وقد يحدث التمييز من قبل الصحفيين بشكل غير مقصود، أما مصطلح الكراهية، فظهر في أواخر الثمانينيات لتعريف الخطاب الإعلامي الذي يتعمد نشر أو تبرير الكراهية تجاه جماعة عرقية أو قومية.

حسب الدليل، يأخذ التحيز في الإعلام ثلاثة أشكال رئيسة، هي التحيز التحريفي الذي يشمل الأخبار التي تسعى إلى تحريف الحقيقة، التحيز المتعلق بالسياق عندما يبرز في الخبر توجه سياسي أو إيديولوجي محدد، وفي قرار التحرير، وهي دوافع المحرر التي توجهه إلى اتخاذ موقف مسبق، فينتج محتوى متحيزا.

قد يأتي التحيز بناء على مواقف وقناعات الصحفي نفسه، أو بسبب الأجندات التي تفرضها الجهة الممولة للوسيلة الإعلامية، أو حتى بناء على توجهات الشريحة المستهدفة من المتابعين.

ويكشف الدليل عن خطورة التحيز ونشر الكراهية في الإعلام، من خلال عدة أحداث، منها ما ذكرته دراسة سويدية من ارتباط بين ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي من منشورات معادية للاجئين والمهاجرين، وبين الاعتداءات ضدهم.

في العالم العربي، نشرت عدة وسائل إعلام لبنانية وأردنية تغطيات متحيزة ضد اللاجئين السوريين، مما ساهم في خلق نظرة سيئة تجاههم داخل المجتمع. ففي موقع تابع لإحدى القنوات اللبنانية، تم نشر تقرير يربط بين انتشار السرطان في لبنان وزيادة أعداد اللاجئين، استنادا إلى رأي أحد الأطباء ودون سرد أدلة تؤكد ذلك.

في هذا السياق، يشرح الدليل مفهوم الذعر الأخلاقي الذي تتخذ فيه وسائل الإعلام موقفا تتعدى فيه المخاوف العامة، التهديدَ الموضوعي الذي يشكله المجتمع تجاه فرد أو جماعة. فدرجت بعض وسائل الإعلام طوال عقود على بث الذعر من بعض العصابات ومظاهر العنف المدرسي، لتصل مؤخرا إلى تنميط المهاجرين واللاجئين بصفتهم مصدر الجرائم والأمراض والفقر والكثير من مشاكل المجتمع.

وبعد التأصيل النظري، ينتقل الدليل إلى الجزء التطبيقي، مقدما سلسلة المراحل التي يجب على الصحفي أن يعتمدها خلال إنتاج مادته الصحفية، بداية من اختيار الموضوع، وصولا إلى التقييم الأخلاقي للمادة قبل نشرها، كما يقدم الدليل نماذج للتقييم، تمكن الصحفي من حل المعضلات الأخلاقية التي قد تواجهه.

يعرض الدليل في فصله الأخير، قائمة أسئلة يطرحها الصحفي على نفسه في كل مرحلة من مراحل إعداد المادة، لتجويدها موضوعيا وأخلاقيا، تساعده على تجنب الخطاب التمييزي أو التحريض على الكراهية.