الملتقى الوطني للشعر الشعبي

"أثر الشعر الشعبي في كتابة التاريخ"

"أثر الشعر الشعبي في كتابة التاريخ"
  • القراءات: 1305
❊ن.ج ❊ن.ج

خرج المشاركون في أشغال الملتقى الوطني للشعر الشعبي ببسكرة الموسوم بـ "أثر الشعر الشعبي في كتابة التاريخ"، بعدد من التوصيات، أهمها التأريخ للأشعار وتدوينها حتى يتعرف جيل الحاضر على ماضي الأجداد، ومساهمة السمعي البصري في نشر الشعر الملحون وتنويره، إلى جانب طبع الدواوين الشعرية والكلمات القديمة وتوضيحها.

ودعا المشاركون في بسكرة ليومين بدعوة من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالتنسيق مع الرابطة الوطنية للأدب الشعبي ومديرية الثقافة لولاية بسكرة، دعوا إلى التحفيز المادي والمعنوي للشعراء والمطربين في هذا المجال، ناهيك عن توسيع وتعميم الملتقيات عبر ربوع الوطن، وكذا العمل الأكاديمي بمشاركة المبدعين.

واختُتم الملتقى الوطني للشعر الشعبي ببسكرة بقاعة "الفكر والأدب" التابعة لدار الثقافة "أحمد رضا حوحو" بمشاركة مجموعة من الشعراء والأكاديميين والمهتمين بهذا المجال،  بالتأكيد على أن القصيدة الشعرية الشعبية "تُعد بمثابة وثيقة تؤرخ لحقب تاريخية متعاقبة".

وفي هذا الشأن، أوضحت الأستاذة شامة درويش من جامعة سطيف في مداخلة بعنوان "استثمار الشعر الشعبي في التاريخ"، أن الموروث الثقافي متعدد المشارب في مجال الشعر الملحون، يمكن أن يكون أحد المصادر الهامة في تدوين التاريخ؛ من خلال نقله الوقائع والأحداث بدقة أحيانا عبر مختلف الحقب والعصور؛ إذ لاتزال هذه القصائد شاهدة على وقوعها". وأضافت أن الباحث في مجال التاريخ "مطالب باستنطاق النماذج الشعرية، وتتبّع مساراتها الزمانية والمكانية، وإخضاع النص للدراسة الميدانية للوصول إلى حقيقة الظروف التي وقعت فيها، بالإضافة إلى دراسة الجانب الفني والجمالي وقوة كلماتها".

وفي عرضه نماذج شعرية لبعض أعلام الشعر الملحون بالجزائر على غرار لخضر بن خلوف وعيسى الأغواطي، أبرز الباحث في الأدب الشعبي خالد ياسين شهلال من مستغانم، أن الملحون هو علم ونوع أدبي في آن واحد، حيث يمكن من خلال استيعابه، فهم معاناة الناس، التي هي جزء من التاريخ"، مشيرا إلى "ضرورة تتبّع حقيقة المفردات اللغوية التي كُتبت بها هذه القصائد، والتي قد تضيع مفاهيمها مع مرور الزمن".

وفي نفس السياق، اعتبر الدكتور مولود خلف الله من جامعة بسكرة، أن "ميزتَي العفوية والصدق كانتا مرافقتين للقصائد الشعرية في الملحون، التي روت ملاحم وبطولات الشعب الجزائري على مر العصور؛ حيث نقلت أفراحه وأحزانه، ويمكنها أن تشكل مراجع تؤرخ لتاريخه وثقافته عبر ما تناقله الآباء والأجداد".

وعرف الملتقى ضمن أشغاله وبرنامجه الثري، مداخلات ومحاضرات أكاديمية من مجموعة من الدكاترة والأساتذة، على غرار شامة درويش وخالد شعلال ياسين وجلال خشاب، بالإضافة إلى برمجة قراءات شعرية من شعراء الملحون كعمار بوعزيز وبوبكر خيضر وصالح بدري وعبد المجيد عناد. كما تم عرض فيلم وثائقي تكريما للشاعر الشعبي الشيخ إبراهيم العرجاني.