تواصل معرض سعيد رحماني بصربيا

حينما تلامس الأحلام الواقع

حينما تلامس الأحلام الواقع
  • القراءات: 704
❊  لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

"أتمنى أن تتحقق أحلامي"، هكذا اختار الفنان التشكيلي سعيد رحماني أن يعنون معرضه الذي يقيمه حاليا في جمهورية صربيا، بعد دعوة تلقاها من السيد ماركو رئيس جمعية أصدقاء الجزائر، مشيرا في حديثه مع "المساء"، إلى حلمه أن يرى مدن الجزائر في حلة لائقة تلائم شموخها وجمالها.

يعرض الفنان التشكيلي الجزائري سعيد رحماني، عشرين لوحة من الحجم الكبير بتقنية أكريليك على القماش، في رواق فني بجمهورية صربيا. وقد جرت مراسم الافتتاح في ظروف جيدة بحضور سفير الجزائر في صربيا السيد عبد الحميد شبشوب وممثلين عن سفارة تونس ومصر والكويت وفلسطين.

وفي هذا السياق، قال الفنان سعيد رحماني لـ« المساء"، إنه يعالج في معرضه هذا، موضوعا حساسا جدا يمس ثقافة المجتمع الجزائري، ويتمثل في نشر الملابس في الشرفات؛ مما يسيء للمظهر الخارجي للمنازل الجزائرية، وبالأخص الشقق الواقعة في العمارات، مضيفا أنه تناول مساهمة المرأة في هذه الفعلة غير المستحبة وفي نفس الوقت قدرتها على تغيير الأمور لو شاءت؛ لتساهم في تشكيل مظهر جميل ولائق للمدن الجزائرية. وشبّه المتحدث نشر الغسيل في الشرفات، بفضح الإنسان أسراره أمام الملأ وعدم الاحتفاظ بخصوصياته التي من الضروري الحفاظ عليها وعدم كشفها أمام الداني والقاصي. كما اعتبر أن مهمة الفنان هي تسليط الضوء على مشاكل ومشاغل المجتمع، ومحاولة تصحيحها بشكل غير مباشر؛ أي بطريقة فنية تؤثر في الوضع وتصحّحه. وأضاف سعيد أن أحلامه يستمدها من الواقع؛ فهي جزء لا يتجزأ منه، كما أنها قادرة على التنقل من عالم الخيال إلى "حقيقة" مجسدة، مؤكدا إمكانية تغيير واجهات المدن الجزائرية خاصة من طرف المرأة القادرة على إحداث المستحيل. وبالمقابل تحدّث الفنان عن حلم نشر الغسيل، الذي يدل على زوال الهم والحزن، وهي نقطة أخرى تطرق لها في هذا المعرض الذي عنونه: "أتمنى أن تتحقق أحلامي".

سبق للفنان أن شارك في أكثر من معرض دولي، آخرها في ديسمبر الماضي في بينالي بتونس. أما المعارض الأخرى فهي معرض جماعي بملقا بإسبانيا، وآخر بجزيرة ميوركا هناك أيضا. وقبلهما في فيينا بالنمسا، الذي كان سبقه معرض إيطاليا. كما ظفر الفنان خريج المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، بجائزة القصبي بالمملكة العربية السعودية سنة 2013، في حين يشتغل أستاذا في التربية الفنية. وقد تم التواصل مع الفنان؛ من خلال الجمعية الصربية "أصدقاء الجزائر" التي يرأسها السيد ماركو، الذي، بدوره، اتصل بالسيدة بودرا مديرة رواق بصربيا وبالسفارة الجزائرية بصربيا السيد شبشوب، كما تكفلت الجمعية بمصاريف الإقامة وبالعرض والنقل.

وفي إطار آخر ولأول مرة يشارك الفنان في معرض بالخارج بشكل فردي، وبعدد كبير من اللوحات؛ فهو في العادة يرسم في البلد الذي يستضيف أعماله، ضمن معارض جماعية. وفي هذا السياق، لن يتمكن بحكم القانون الجزائري، بيع لوحاته التي جلبها معه من الجزائر.

كما تجاوب الجمهور بشكل رهيب، مع عرض لوحات الفنان الجزائري سعيد رحماني، مما فاجأ هذا الأخير، الذي قال لـ "المساء"، إنه يلقى خلال مشاركاته في معارض بالخارج، اهتماما كبيرا وتجاوبا معتبرا، متمنيا أن يكون في الجزائر سوق منظم للفن التشكيلي رغم صعوبة تحقيق هذا الأمر الذي يعاني منه كل الفنانين في العالم.