فيما سُجل نمو كبير في مشاهدة الفيديوهات رغم مشاكل الشبكة

نقص الترددات يرهن إطلاق الجيل الخامس من الهاتف النقال

نقص الترددات يرهن إطلاق الجيل الخامس من الهاتف النقال
  • القراءات: 517
❊حنان حيمر ❊حنان حيمر

واصل استخدام الأنترنت عبر الهواتف النقالة نموه بالجزائر في سنة 2019، مسجلا انفجارا حقيقيا، يظهر خصوصا في الارتفاع المسجل بعدد مرات الدخول إلى الأنترنت يوميا وكذا تضاعف حصة مشاهدة الفيديو بثلاث مرات في غضون عامين، فضلا عن الزيادة المعتبرة في مستخدمي الجيل الرابع، مقارنة بالجيل الثالث، وذلك بالرغم من مواجهة عدد هام من مستخدمي الأنترنت عبر النقال لمشاكل في الربط بالشبكة أو في استخدام الأنترنت.

هذا أهم ما كشف عنه تقرير مخبر المستهلكين التابع لشركة "إيركسون"، ضمن الدراسة التي أُجريت في جوان الماضي حول سلوك مستخدمي التقنيات الجديدة للأنترنت عبر الهاتف النقال، والتي أُعلن، أمس، عن أهم نتائجها في ندوة نُظمت بالجزائر العاصمة.

ووفقا لما توصلت إليه الدراسة التي أجريت على شكل سبر آراء أكثر من 1000 زبون يستخدمون الأنترنت عبر الهاتف النقال على مستوى 6 ولايات، هي الجزائر العاصمة والبليدة وقسنطينة ووهران وسطيف وورقلة، فإن الواضح أن الأنترنت المستخدم في الهواتف النقالة يواصل اقتحامه المجتمع الجزائري بشكل يدعو إلى الاقتناع باستمرار نمو سوق الهاتف الذكي والأنترنت بشكل كبير.

وتشير الدراسة التي قام المكلف بالحسابات في الشركة لمين وردي بعرضها على الصحفيين، إلى أن أكثر من 40 بالمائة من المستجوَبين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و59 سنة والذين هم عينة من 13 مليون مشترك في الأنترنت عبر الهاتف النقال ببلادنا، يستخدمون الأنترنت عبر هواتفهم 30 مرة يوميا، فيما يستخدمه 37 بالمائة بين 10 و30 مرة يوميا، و17 بالمائة بين مرة و9 مرات، فيما لا يستخدم البقية؛ أي 4 بالمائة، الأنترنت عبر الهاتف النقال.

كما يؤكد الاستطلاع الذي أجري من خلال استبيان عبر الأنترنت ومقابلات مباشرة، أن 77 بالمائة من المستخدمين يستعملون تقنية الجيل الرابع، مقابل 21 بالمائة للجيل الثالث، وهو ما يُعد تطورا كبيرا لاستخدام الجيل الرابع ببلادنا، حيث تضاعف العدد ثلاث مرات تقريبا، إذ لم تكن النسبة تتعدى 25 بالمائة في 2016، تاريخ الدراسة الأخيرة التي أجراها مخبر "إيركسون".

ورغم هذا التطور فإن المستخدمين يواجهون عددا من المشاكل عند الربط بالأنترنت، حيث أظهر الاستطلاع أن 62 بالمائة منهم يواجهون أكثر من مشكلة في اليوم، من بينهم 20 بالمائة يواجهون مشكلتين اثنتين يوميا، و15 بالمائة يواجهون 7 مشاكل يوميا، فيما عبّر 18 بالمائة من المستجوبين عن عدم مواجهتهم أي مشاكل تُذكر على الشبكة.

ومن المشاكل الأكثر ترددا حسب الاستطلاع، ذكر المستجوبون "سعة البطارية" بنسبة 52 بالمائة، و«الوقت المستغرق للوصول إلى المعلومات المطلوبة" بنسبة 50 بالمائة، و«نقص التغطية" بنسبة 49 بالمائة.

وبالنسبة لهؤلاء فإن سبب مشاكلهم تتعلق أولا بمتعامل الهاتف النقال بنسبة 46 بالمائة، والمباني المحيطة التي تعيق التغطية بنسبة 29 بالمائة، فيما يأتي في المرتبة الأخيرة مصنّعو الهواتف النقالة بنسبة 21 بالمائة. وقال أغلب الذين شملهم الاستطلاع إنهم غير راضين عن شبكة متعاملهم، لاسيما في المنزل والأماكن العامة، معتبرين أن موثوقية الشبكة هي من أهم عوامل الرضا عن المتعامل. إضافة إلى ذلك فإن من بين الأسباب التي تدفع إلى تغيير المتعامل، ذكر هؤلاء "ارتفاع سعر العروض"، و«تغطية منخفضة للشبكة" و«اتصال بطيء بالجيلين الرابع والثالث".

ويقيّم أغلب مستخدمي الهواتف الذكية فعالية الشبكة بحساب الوقت المستغرق لفتح صفحة واب، أو مدى وضوح الصوت عند الاتصال عبر الأنترنت.

وبخصوص الأنشطة التي يقوم بها مستخدمو الأنترنت عبر النقال، فإن حصة الأسد كانت لتصفح مقاطع الفيديو القصيرة بأكثر من 80 بالمائة، لتأتي بعدها شبكات التواصل الاجتماعي وتصفح المواقع والمراسلة الفورية.

وتعليقا على هذه النتائج، أكد الرئيس المدير العام لإريكسون الجزائر ياسين زروقي، أن هذه الدراسة تدل على استمرار نمو السوق، وتدعو إلى تحسين أداء الشبكة، مشيرا إلى أن تكنولوجيا الجيل الرابع هي الطاغية اليوم في الجزائر، إلا أن هناك بحثا متزايدا لدى الزبائن عن سرعات أعلى، وهو ما يتزامن والاستثمارات التي تقوم بها الهيئات المعنية من أجل التفاوض بنجاح في الانتقال إلى مرحلة الجيل الخامس من الأنترنت. لكن المتحدث شدد، في المقابل، على أن المشكل الحقيقي الذي يعيق هذا المطلب والذي يساهم في احتلال الجزائر مراتب متدنية في التصنيفات العالمية حول سرعة التدفق، هو "محدودية الترددات"، حيث أكد أن التجهيزات والوسائل المادية متوفرة حاليا للانتقال نحو الجيل الخامس، لكن نقص الترددات الممنوحة لمتعاملي الهاتف النقال ستحول دون تحقيق ذلك، لاسيما أن الجزائر ـ كما أضاف ـ تشهد حاليا تشبعا تاما في استعمال الترددات المتوفرة، وهو ما أدى إلى تدهور حالة الشبكة وتراجع سرعة التدفق. ولم يتردد زروقي في القول: "إذا لم يتم حل هذا الإشكال وتحرير الترددات، فإنه لا داعي لإطلاق الجيل الخامس"، مع العلم أن إطلاقه مرتقب في 2022.

ولا يقتصر مشكل توفر الترددات على الجزائر وإنما يُطرح كذلك في بلدان عديدة، تعمل هي الأخرى على تحسين شبكاتها والانتقال نحو الجيل الخامس، الذي راجعت "إريكسون" توقعاتها بشأن سرعة انتشاره، نحو الارتفاع، مثلما أوضح المكلف بالحلول الهندسية في الشركة أحمد رضا براح، الذي قدّم عرضا عن أهم التطورات التي سيشهدها العالم في هذا المجال في آفاق 2025.

وحسب التوقعات، فإن العالم سيشهد قفزة نوعية نحو استخدام تقنية الجيل الخامس في السنوات الخمس المقبلة، حيث يُرتقب أن يتم 45 بالمائة من حركة البيانات في الأنترنت على المستوى العالمي عن طريق هذه التقنية في 2025. ويُتوقع أن تصل نسبة المشتركين في أمريكا الشمالية إلى 74 بالمائة، بينما لا يتعدى عددهم اليوم على المستوى العالمي، 30 مليون مشترك.

ويعرف الاشتراك في الجيل الخامس نموا أسرع من المتوقع؛ ما جعل الشركة تغيّر توقعاتها في كل تقرير جديد، وهو ما لم يسجل عند الانتقال من الجيل الثالث إلى الجيل الرابع.

ويُُنتظر أن يتطور استخدام الجيل الخامس بشكل كبير ـ وفقا للخبراء ـ بسبب الاهتمام الكبير من الصناعيين بهذه التقنية؛ لما توفره من إمكانيات لتحديث النشاط الصناعي، لاسيما عبر استخدامات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والاتصال بالأشياء.