خبراء يؤكدون على خيار الحل السياسي في ليبيا

الجزائر تشارك في اجتماع برلين من موقع قوة

الجزائر تشارك في اجتماع برلين  من موقع قوة
  • القراءات: 727
مليكة.  خ مليكة. خ

❊ العربي شريف: على الجزائر أن تستغل تقدير القبائل الليبية لها لتكريس الحل السّلمي


❊ اسماعيل دبش: الجزائر تشارك في اجتماع برلين من موقع قوة

أجمع الخبيران عبد الحميد العربي شريف، و إسماعيل دبش، أمس، على ضرورة أن يأخذ الشعب الليبي بزمام أموره من أجل البحث عن حل سلمي لأزمة بلاده، بعد عدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النّار بين حكومة الوفاق الوطني والمشير حفتر بموسكو، مؤكدين أن دور الجزائر بات قويا من أجل مساعدة الأطراف الليبية للوصول إلى حل توافقي يضمن أمن ووحدة و استقرار البلد الجار، بعيدا عن الأجندات الخارجية التي لا تهمها مصلحة ليبيا، في حين تسعى للتشويش على الجهود الأممية من أجل فرض وجهات نظرها التي لا تخدم بتاتا دول الجوار.

وقال الخبير الأمني عبد الحميد العربي شريف، لـ"المساء" إنه على الجزائر التحرك قبل اجتماع برلين المزمع عقده يوم الأحد المقبل، من أجل البحث عن مقترحات سلمية للأزمة الليبية، من منطلق أنها تحظى بالقبول بين القبائل الليبية التي تقدّر مواقفها في البحث عن حل يضمن وحدة وسيادة ليبيا.

ويرى السيد العربي شريف، في تعليقه على رفض حفتر، التوقيع على قرار وقف إطلاق النّار، أن  ما يعرف بقائد الجيش الليبي لا يملك قراره بيده بل هو تابع لحلف دول أخرى موالية له، مضيفا أن تحرك وزير الخارجية السيد صبري بوقدوم، إلى الخليج منذ يومين يندرج في إطار إقناع "الأصيل" في الملف قبل "الوكيل".

وأضاف أن الطرف المصري تفهم وتعاطى بإيجابية مع مسعى الجزائر، المرتكز على ايجاد حل سياسي للأزمة الليبية، مؤكدا على ضرورة التحرك في كل الاتجاهات قبل ندوة برلين، لحلحلة الأوضاع من خلال شحذ إرادة الشعب الليبي وإدخاله بقوة في صناعة قراره، بعيدا عن الحسابات الخارجية لأنه كان المغيّب الأكبر في هذه القضية، مضيفا أن ذلك يعد السبيل الأكثر نجاعة لسحب البساط من تحت الكل.

أما المحلل السياسي إسماعيل دبش، فقد أكد في اتصال مع "المساء" إن الجزائر نجحت في تحريك الملف الليبي بسرعة وبقوة على المستويين الاقليمي و الدولي، مستدلا في هذا الصدد بالتقارب الجزائري المصري الذي بدا يجد طريقه، والأمر ذاته مع الدول الداعمة لمؤتمر برلين،  التي ترفض أي تدخل دولي أو أجنبي في المسألة الليبية.

وأضاف دبش، إن الجزائر استطاعت بالتنسيق مع روسيا أن تبعد التدخل التركي في ليبيا، وأن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، عندما يتوجه إلى برلين سوف يطرح الموقف نفسه من خلال تأكيده على أن الحل يبقى ليبيا محضا، ولا يمكن أن يسوى مع أطراف خارجة عن البلد، والتي مازالت تتصارع حول المصالح  ووحدة واستقرار ليبيا، مما يعني أن الحل السياسي ليس أولوية بالنسبة لها بينما ترى الجزائر أن في أمن ليبيا واستقرارها أولوية قصوى كونها لم تكن طرفا في الصراع منذ 2011، ورفضت حينها  التدخل الاجنبي، فضلا عن أنه ليس لها مصالح اقتصادية في البلد الجار.

ويرى المحلل السياسي، أن الجزائر أصبحت محل ثقة الشعب الليبي والأطراف المتصارعة على السواء، مضيفا أن ذلك ما يجعلها تذهب إلى مؤتمر برلين من موقع قوة.

وأوضح أن الشعب الليبي موحد وأن الذين يريدون تفريقه هي العصابات المتنازعة حول السلطة  والتي جاءت بعد 2011، حيث لم تنجح في لم الشمل، مضيفا أن الحل يكمن في إبعاد المتسببين في الأزمة.

وفي تعليقه على لقاء موسكو الأخير أكد دبش، أن حفتر لم يرفض المبدأ في حد ذاته، بل إنه رفض عدم قبول حكومة الوفاق الوطني المدعمة من قبل تركيا بحل المليشيات، في حين يفترض أن تكون للجيش وحده أحقية رفع السلاح لحماية وحدة ليبيا ضد الإرهاب وليس الأطراف الأخرى.

كما أشار إلى أن بعض الأطراف الدولية والاقليمية لا يهمها الحل في البلد الجار، كون مصالحها  محققة سواء تأجج الوضع في ليبيا أم لا، مضيفا أن  الذي يدفع الثمن هو الشعب الليبي والدول المجاورة مثل تونس الجزائر ومصر التي ستعاني بلا شك من تفاقم ظاهرة اللاجئين وتفشي الإرهاب في حال تأزم الوضع أكثر، ليستطرد قائلا "لهذا فإن الجزائر ترى أن الحل يجب أن يكون سياسيا وبين الليبيين أنفسهم في أسرع وقت".