ندوة حول "المسرح الأمازيغي.. حركية وتفاعل"

اتسام بالمواجهة ونقد السلطة

اتسام بالمواجهة ونقد السلطة
  • القراءات: 605
دليلة مالك دليلة مالك

قال المسرحي عمر فطموش خلال ندوة "المسرح الأمازيغي، حركية وتفاعل" المندرجة ضمن نشاطات أيام المسرح الأمازيغي التي ينظمها المسرح الوطني الجزائري، إن المسرح الناطق بالأمازيغية لم تتغير موضوعاته، وبقي في مجمل العروض التي شاهدها والتي عددها بحوالي 70 مسرحية، لصيقا بالمواضيع السياسية ونقد السلطة. وأضاف أن المسرح الأمازيغي يتسم بما يُعرف بمسرح المواجهة.

 

هذا اللون المسرحي فرضت وجوده جمعيات وتعاونيات، وكانت ديناميكية كبيرة أدت إلى تنظيم مهرجانات، ومنها مهرجان "أمزغون ن جرجرة" بتيزي وزو في الثمانينات. وذكر فطموش أن مسرح بجاية الجهوي كان من الأوائل الذين بادروا بإنتاج مسرحيات بالأمازيغية بشكل محترف ورسمي؛ لما كان محمد فلاق مديرا للمسرح وأنتج في البداية مسرحية "سين اني" لمحند أويحيى المعروف فنيا باسم "موحيا"، وكان ذلك قبل الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة وطنية رسمية.وولّدت هذه الحركة مبدئيا رغبة في التعبير. وثانيا هذا المسرح يُعتبر من الوسائل الأساسية في التعبير. ووجد الممارسون والمبدعون أن المسرح هو أفضل طريق لذلك، حسبما أورد فطموش في مداخلته.

ومن جهته، تكلم الدكتور مفتاح خلوف في الجانب النقدي الأكاديمي (وهو المعروف بتتبعه لحركة المسرح الأمازيغي)، عن المسرح الأمازيغي. وقال إنه خطا في الجزائر خطوات عملاقة رغم الصعوبات وولادته المؤلمة، إلا أن آماله أكبر من آلامه، "والفرصة الآن سانحة لنقدم بديلا عالميا ينبع من المسرح الأمازيغي".

وتحدّث فطموش عن استراتيجية الخطاب في المسرح الأمازيغي بين تحديات المتلقي والحفاظ على الهوية. وقبل ذلك يجب أن نفرق بين المسرح الناطق بالأمازيغية والمسرح الأمازيغي. وحسب تجربته أكد أن معظم العروض المسرحية ناطقة بالأمازيغية وليست مسرحا أمازيغيا، "ولهذا يجب أن نعيد النظر في الكثير من الأعمال المسرحية؛ إما بإعادة مسرحتها بإعطائها بعدا أمازيغيا، وإما بإعادة ربطها بالأفكار". وأكد أن النص يجب أن يكون منبعثا من الثقافة الأمازيغية، "وقد نعطيه بعدا عالميا ونقتبس أفكارا، لكن الأولى أو القاعدة يجب أن تكون من الثقافة الأمازيغية". وأضاف لزوم الاشتغال على استراتيجية العرض أو استراتيجية زمن العرض، فضلا عن استراتيجية بناء الشخصية.  وأدار اللقاء الأستاذة ليلى بن عائشة، التي أكدت أن المسرح الأمازيغي كان سباقا في نقد السلطة، ومواجهة الأوضاع السياسية بالتعبير عنها بشكل فني مسرحي.