الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية ببسكرة

إبراز "صدى المعارك الكبرى لجيش التحرير في الأدب الشعبي"

إبراز "صدى المعارك الكبرى لجيش التحرير في الأدب الشعبي"
  • القراءات: 850
نور الدين. ع نور الدين. ع

نظمت الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية ببسكرة، أشغال الملتقى الوطني 16 "بسكرة عبر التاريخ"، الذي يتناول موضوع "المعارك الكبرى لجيش التحرير الوطني ببسكرة وصداها في الأدب الشعبي"، ليومين، حيث كانت قاعة "الفكر والأدب" بدار الثقافة "أحمد رضا حوحو"، على موعد مع نخبة من الأساتذة  والباحثين في مجال التاريخ، ووجوه ثورية من منطقة الزيبان.                                                                                                                                                                                                                                                                                                

قال عبد المالك عتيق حمود رئيس الجمعية في كلمته، إن الملتقى الوطني في طبعته السادسة عشرة "بسكرة عبر التاريخ"، قسّم عنوانه الرئيس "المعارك الكبرى لجيش التحرير الوطني ببسكرة وصداه في الأدب الشعبي"، على محورين أساسيين؛ المعارك والكمائن والاشتباكات لجيش التحرير ببسكرة، وكيف خُلدت المعارك في الأدب الشعبي. وأضاف أنه تم دعوة كوكبة من الباحثين والدكاترة والأساتذة المحاضرين، على غرارالدكتورة دليلة مكسح من جامعة باتنة، والدكتورة فتيحة غزالي من جامعة قسنطينة، والدكتورة سامية بن فاطمة من جامعة بومرداس.

وأوضح الأستاذ الباحث في التاريخ فوزي مصمودي في مداخلة موسومة بـ "بطولات في ربوع الزيبان، من معارك وعمليات وكمائن ملحمة نوفمبر 54 بولاية بسكرة"، أن بسكرة احتلت الريادة لاحتضانها 5 عمليات بطولية ليلة أول نوفمبر الخالدة، استهدفت مصالح العدو الحيوية بقلب المدينة، وبذلك يحتفظ رصيدها، حسبه، بسدس العمليات العسكرية التي نُفذت عبر التراب الوطني في تلك الليلة، وهي عمليات نوعية، يقول الأستاذ مصمودي، قامت بها 5 أفواج بقيادة البطل الشهيد حسين برحايل، وبتوجيه من البطل الشهيد مصطفى بن بولعيد، الذي سلّم لهذه الأفواج 18 قطعة سلاح. واستهدفت تلك العمليات محطة القطار ومركز الشرطة والمولد الكهربائي ومركز البريد.

وألقى الدكتور سليم كرام أستاذ بجامعة "محمد خيضر" ببسكرة، مداخلة بعنوان "الثورة والشعر محطات للبطولة وأخرى للتأريخ". وبالمناسبة قال: "أقوال الشعراء المستمدة في حينها من وقائع حية، لها مصداقية كبيرة ترقى إلى مستوى لا يمكن التشكيك في الأحداث، خلافا للمعلومات التي تُستقى في مرحلة لاحقة".  ومن جانبه، أثار الدكتور فريح لخميسي أستاذ بجامعة بسكرة، مسألة برمجة 7 عمليات في ليلة نوفمبر، لم تنفَّذ منها سوى 5، مشيرا إلى أحد المجاهدين المدعو "لاجودان" الذي لم يذكر اسمه في المذكرات، وغاب عن الساحة تماما رغم صيته آنذاك، بل كان محل تخوين، لكن الوقائع تثبت أن العمليات التي بُرمجت في تلك الليلة الخالدة، نُفذت بنجاح، ومن هنا يبقى الإشكال قائما، حسب الدكتور فريح.

الكاتب محمد الصالح حثروبي مسيّر الجلسة الصباحية، أشار في مداخلته إلى العمليات النوعية التي نفذها المجاهدون ليلة نوفمبر، مضيفا أن عمليتين نُفذتا في منتصف الليل، ولم يتأخر الأبطال ولو بدقيقة، وهذا يعكس الشجاعة التي كانت ميزة هؤلاء المجاهدين الأوفياء للوطن، مؤكدا أن نوعية وحجم العمليات 6 من أصل 37 عملية عبر الوطن، استهدفت مصالح العدو بعاصمة الزيبان، وهو دليل على  إصرار جيش التحرير على دحر المستدمر وتلقينه درسا في البطولة.   

تجدر الإشارة إلى أن من بين المدعوين الإعلامي خليفة بن قارة، الذي روى قصته مع والده الذي بلغ من السن عتيا 74 سنة، والذي أجبره على مغادرة أعالي بوزريعة بالعاصمة، والتنقل إلى أحد القرى ببلدية ليوة، حيث عايش أحداثا ثورية مؤلمة ولم تكن تتعدى سنه بضع سنوات، ولم يتردد في القول إن الجمعية بحاجة إلى الدعم المادي من الجهات المعنية؛ لأنها تساهم في نفض الغبار، وتعيد نفحات الماضي وعبق تاريخ المنطقة.