سهرة الجمعة القادم بأوبرا الجزائر

عبد الكريم دالي يكرم فضيلة الدزيرية

عبد الكريم دالي يكرم فضيلة الدزيرية
أوبرا الجزائر
  • القراءات: 1221
❊ دليلة مالك ❊ دليلة مالك

تستقبل أوبرا الجزائر "بوعلام بسايح" يوم الجمعة المقبل 27 ديسمبر، حدثا جميلا، يخص تكريم سيدة الطرب الحضري الفنانة الراحلة فضيلة الدزيرية (1917، 1970)، في سهرة فنية طربية تنظمها مؤسسة الشيخ الحاج عبد الكريم دالي بمناسبة الذكرى الخامسة بعد المائة لميلاده.

في البرنامج، مشاركة مهمة لأصوات نسائية تتقدمهن الفنانة نرجس، ونادية بن يوسف، ومعهما كل من لمياء معديني وإيمان سهير وحسناء هيني، وبمشاركة الحكواتية سهام عرفة كنوش. وقبل ذلك ستكون لرئيسة مؤسسة الشيخ عبد الكريم دالي، وهيبة دالي كلمة افتتاحية بالمناسبة، والأمر نفسه بالنسبة لنور الدين سعودي مدير دار الأوبرا.

ويسهل الحفل بعرض فيلم وثائقي من إخراج السيدة صبرينة صفطة حول حياة ومسيرة الفنانة القديرة فضيلة الدزيرية، ثم يتم المرور للسهرة الفنية التي تنطلق بتوشية في طبع رصد الذيل، ويليه الدخلي المسامعي، ثم تقديم أغاني "هوني كانو" و«يا البلارج" و«إزعبلي وميلي"، وبعدما سيتم تقديم سلسلة انقلابات. وفضيلة الدزيرية، مغنية جزائرية اسمها الحقيقي هو فضيلة مداني، ولدت يوم 25 جوان 1917 بالجزائر العاصمة، وتوفيت يوم 6 أكتوبر 1970. ويطلق الجزائريون تسمية (الدزيري أو الدزيرية) على كل من ينحدر من الجزائر العاصمة، وهو ما ارتبط مباشرة بالاسم الفني لفضيلة مداني.

ولدت فضيلة مداني عام 1917 بجنان بيت المال بالقرب من حي السيدة الإفريقية في الجزائر العاصمة. والدها مهدي بن عبد الرحمان، ووالدتها فطومة خلفاوي، وكان لها أخت شقيقة اسمها قوسم، وآخ غير شقيق اسمه عمار. كانت منذ صغرها مهتمة بالغناء، وكان قربها من الشيخة يامنة بنت الحاج مهدي سببا أكبر في ذلك.

وكانت بدايتها الفنية بإحياء الحفلات العائلية، وذلك ما جعلها تتدرب على غناء الحوزي وتتقنه فيما بعد. تم اكتشافها لأول مرة من خلال برنامج إذاعي كانت تبثه آنذاك إذاعة الجزائر العاصمة بعنوان "من كل فن شوية" للأستاذ جيلالي حداد والذي لحن لها بعد ذلك العديد من الأغاني.  لم يمنع عمل فضيلة الفني من أداء واجبها الوطني خلال ثورة التحرير، حيث كانت تجمع الأموال وترسلها عبر الفدائيين إلى المجاهدين في الجبال لمساعدتهم على شراء الأسلحة والذخيرة، وكان هذا سببا في زجها في سجن سركاجي من طرف السلطات الاستعمارية، هذا السجن الذي لم يكن يزج فيه إلا بالخطرين في نظر الاستعمار والذي شهد غطرسة استعمارية دامت سنين طويلة. وبعد خروجها من السجن واستقلال الجزائر كوّنت فرقتها الموسيقية الخاصة.

أما الشيخ عبد الكريم دالي (1914- 1978) فيعدّ أحد أهم شيوخ الحوزي، ولد بتلمسان (الجزائر) سنة 1914 أوّل من اكتشف مواهبه هو الشّيخ عمر بقشي الذي علّمه مبادئ الموسيقى الأندلسيّة. واصل رحلته الموسيقيّة مع عبد السلام بن ساري، أخ العربي بن ساري ومع الشّيخ يحيى بندالي الذي كان يمثّل حينئذ الموسيقى الغرناطيّة عزف على آلة المندولين. ثمّ على الكمان والنّاي وأخيرا على العود، انضم إلى أهمّ الفرق آنذاك وهي فرقة العربي بن ساري حيث أدّى أغاني أم كلثوم ومحمّد عبد الوهاب.

واصل مسيرته بعد ذلك مع رضوان بن ساري (ابن العربي) ثمّ انضمّ إلى فرقة الشّيخة تتمة، سجّل سنة 1930 استخبار موّال مع ناري هيهات تنتفة ثمّ عراق مع كيف أملي وهلتي. سجلّ سنة 1938 ما يقارب العشرين اسطوانة في شركة ألجيريافو) قدّم عروضا مع فرقة إذاعة الجزائر تحت قيادة محمّد فخارجي ثمّ إنضّ إليها نهائيّا سنة 1952 ،شارك في القيام بإنطولوجية الموسيقى الأندلسيّة، حيث قام أيضا بتسجيل نوبات مدرسة تلمسان.