تبون يعد بفتح حوار جاد مع الحراك ويطمئن:

لا تهميش ولا إقصاء ومحاربة الفساد ستتواصل

لا تهميش ولا إقصاء ومحاربة الفساد ستتواصل
  • القراءات: 806
شريفة عابد شريفة عابد

الفساد لا يقبل العفو الرئاسي

تغيير عميق للدستور ومراجعة قانون الانتخابات

حوار جاد مع الحراك من أجل مصلحة الجزائر

حكومة بوزراء شباب


تعهد عبد المجيد تبون، الفائز في النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية  لـ12 ديسمبر الجاري، بفتح الحوار مع الحراك وممثلي الطبقة السياسية وحتى المترشحين الأربعة الذين نافسوه في هذه الرئاسيات، وذلك من أجل الذهاب بطريقة استعجالية إلى وضع دستور جديد يؤسس للجمهورية الجديدة، ويصوت عليه الشعب عبر استفتاء شعبي، مشيرا إلى أنه رجل إجماع وليس رجل انتقام، فيما أبدى استعداده الكامل على مواصلة مكافحة الفساد بكل أشكاله وتشجيع رجال الأعمال الجادين الذين يلتزمون بأداء مستحقات الخزينة العمومية.

عبد المجيد تبون، وفي أول ندوة صحفية عقدها أمس، بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، بعد الاعلان عن فوزه بانتخابه رئيسا جديدا للجزائر بنسبة 58,15 بالمائة من الأصوات، قال إنه رجل إجماع ولم يأت للانتقام، موضحا أنه تأثر كثيرا للثقة التي وضعها فيه الشباب المنتسب للمجتمع المدني، حيث جدد التزامه بإنصافهم في المستقبل من خلال تلبية مطالبهم التي وصفها بالمشروعة.

وأكد تبون، بالمناسبة أن "الوقت قد حان لتكريس الالتزامات التي تم تقديمها خلال الحملة الانتخابية دون إقصاء أو تهميش أو أي نزعة انتقامية"، مشددا على أنه سيعمل "مع الجميع على طي صفحة الماضي وفتح صفحة الجمهورية الجديدة بعقلية ومنهجية جديدة".

وتوجه الرئيس الجديد للحراك الشعبي، الذي وصفه بـ«المبارك" ، قائلا "أمد له يدي لحوار جاد من أجل الجزائر والجزائر فقط"، مرجعا له الفضل في الوصول إلى حالة الانفراج، والتي مرت عبر تنظيم انتخابات رئاسية، حيث قال في هذا الصدد "الحراك انبثقت منه آليات الحوار والسلطة مما أعاد الجزائر لسكة الشرعية.. وانتشلها من الأزمة التي كادت تعصف بالبلاد"، مغتنما الفرصة لتوجيه الشكر والتحية للمرافقة والتأطير والحماية والصبر الذي تحلت به مؤسسة الجيش الوطني الشعبي وفي مقدمتها قيادة الأركان ممثلة في رئيسها الفريق أحمد قايد صالح.

وقال تبون، في هذا الخصوص إن الجيش الوطني الشعبي "سير الأزمة بحكمة وتبصر دون أن تزهق أية قطرة دم من جزائر.. مفشلا بذلك أهداف كل من كان يخطط في الظاهر والخفاء وبالداخل والخارج لضرب الدولة و حلم الشهداء".

كما توقف الرئيس الجديد للجزائر، عند تثمين الدور الكبير الذي قام به رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، "لما تحمله من تجريح من أجل الدولة"،  مشيدا أيضا بعمل السلطة الوطنية للانتخابات التي تمكنت في ظرف وجيز من تجسيد انتخابات حرة ونزيهة.

وتعهد تبون، بدعم رجال الأعمال الشرفاء الذين يقومون بدفع مستحقاتهم تجاه الخزينة العمومية، موضحا أنهم جزء من الجزائر الجديدة وطريق لصنع مجدها، كما أكد أنه سيكون للمرأة الجزائرية حصة في برنامجه متعهدا بحمايتها وصيانة حقوقها كاملة، سواء كانت عاملة أم ماكثة في البيت، فضلا عن التزامه بإعادة الجامعة لمكانتها وجعلها عنصرا فعالا في صناعة الاقتصاد والنمو وقاطرته مستقبلا.

فئة المهمشين هي الأخرى كانت ضمن كلمة السيد تبون، في أول ندوة صحفية له، حيث التزم بتأمين العيش الكريم لكل من المتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة وباقي الفئات الهشة. ولم يستثن الجالية الجزائرية بالخارج التي حيا فيها الروح الوطنية العالية، مبديا أسفه وتضامنه تجاه ما عانته خلال تنظيم الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

كما أكد أنه سيقوم بإنشاء صندوق خاص على مستوى رئاسة الجمهورية، لنقل جثامين الجزائريين المتوفين بالخارج إلى أرض الوطن مجانا.

سأرفع الغبن عن من ظلمتهم العصابة

ودائما في إطار الالتزامات التي تعهد بها تبون، أمام أسرة الإعلام الوطنية والأجنبية ومن ورائها الشعب الجزائري، أكد أنه سيواصل مكافحة الفساد دون هوادة، وأنه سيرفع الغبن والظلم عن ضحايا "العصابة" على حد تعبيره، مشددا على أن حملة مكافحة الفساد لن تتوقف وستستمر بالاعتماد على القانون الحالي رقم 06/01" لأنه صالح وفيه من النقاط الايجابية ما يكفي لردع المفسدين"، حيث حصر تبون، الإشكالية في التطبيق وليس في النصوص.

الفساد لا يقبل العفو الرئاسي

وبدد السيد تبون، المخاوف التي أثيرت من قبل بعض الأطراف حول احتمال لجوئه إلى إصدار عفو رئاسي على بعض رؤوس الفساد، بقوله إن "الفساد لا يقبل العفو الرئاسي"، موضحا في المقابل أن هذا العفو قد يمس بعض الأشخاص المحبوسين في قضايا أخرى سياسية أو اجتماعية.

وبعد أن جدد التأكيد على أن أولى أولويات عمله كرئيس للجمهورية هو إجراء تعديل عميق على الدستور، حيث أوضح بأن هذه الوثيقة سيتم إثراءها وتعديلها باشراك الجميع، ثم بعدها اللجوء إلى تعديل قانون الانتخابات، "حتى تكون للجزائر مؤسسات منتخبة ذات مصداقية". تعهد تبون، بالعمل على الفصل التام بين السياسة والمال، داعيا الشباب إلى التقدم للاستحقاقات المقبلة، حيث ستكون مصاريف الحملة الانتخابية ـ حسبه ـ على عاتق الدولة.

لا رد على ماكرون والتعامل بالمثل في القضايا الدولية

ورفض تبون، الرد الرئيس الفرنسي الذي قال أمس، "إن الرئيس الجديد للجزائر عليه أن يتحاور مع الحراك"، مشددا على أنه انتخب من قبل الجزائريين ولا يهمه إلا الشعب الجزائري، قبل أن يضيف بلهجة حادة بأنه لا يغفر لأحد يمس السيادة الوطنية، قائلا في هذا الإطار "الجزائر لا تقبل الوصاية من أية دولة أجنبية، فهي دولة سيّدة".

أما فيما يتصل بإمكانية إعادة فتح الحدود البرية مع المغرب جدد تبون، أن موقفه من موقف الدولة الجزائرية وأن هذه الأخيرة سيّدة وتعمل وفق  منطق المعاملة بالمثل ولن تقبل أن تتنازل عن سيادتها، مشيرا إلى أن زوال العلّة بزوال أسبابها"، في إشارة منه إلى أنه يتعين على المغرب الذي بادر إلى اتهام الجزائر تقديم الاعتذار عن الأمر حتى تعود الأمور إلى نصابها، مذكرا في سياق متصل بأن الشعبين الجزائري والمغربي تربطهما علاقات أخوة وود قوية.

لست ضد الاستيراد وإنما ضد تضخيم الفواتير

وفي الشق الاقتصادي أبرز الرئيس الجديد، أن تنمية الاقتصاد الوطني تعتبر بالنسبة له من أولويات تسيير الدولة، على اعتبار أن "السياسة لا تملء خزائن الدولة"، مجددا بالمناسبة التزامه باسترداد الأموال المنهوبة داخليا وخارجيا، حيث تحفّظ في هذا الخصوص عن الكشف عن خيوط خطته حتى لا يتكيف معها مهربو تلك الأموال على حد تعبيره .

كما نفى تبون، أن يكون ضد الاستيراد قائلا إنه "لن يحرم أي جزائري من أي غرض يرغب في اقتنائه "لكن العبرة، ليست في الاستيراد وإنما في تضخيم الفواتير، والتي إن حاربناها سنربح 25 بالمائة من ميزانية الاستيراد".

وشملت انتقادات تبون، الأشخاص الذين يستفيدون من الإعفاءات الضريبية دون وجه حق، موضحا أنه يحمل برنامجا تقويميا وليس تخويفيا أو ترهيبيا مثلما يسوّق له البعض.

ونفى تبون، وجود أية نية لديه لإنشاء حزب سياسي، مبديا في المقابل دعمه في المستقبل للمجتمع المدني الفعال، حيث ذكر أنه كان مرشح المجتمع المدني، مشددا على أن "مهمته الأساسية هي استرجاع هيبة ومصداقية الدولة والثقة فيها من قبل الشعب".

تشكيل الحكومة سيمر على المجهر

واعتبر عبد المجيد تبون، أن تشكيل الحكومة القادمة من بين المهام الصعبة التي يضطلع بها، موضحا أن أعضاءها سيمرون على المجهر قبل الكشف عنها، في إشارة منه إلى أن القرارات لن تتخذ بمفرده وإنما بإشراك جهات فاعلة في مفاصل الدولة، ومع ذلك وعد الشعب بمفاجأة كبيرة لأن الحكومة ـ حسبه ـ "ستضم شبانا وشابات وعناصر من المجتمع المدني الفعال والجاد".

وإذ شدد على أنه سيعمل على إعلاء الحوار مع كل الجزائريين "دون إقصاء أو تهميش أو نزعة انتقامية"، أكد تبون، أنه متشوق لزيارة منطقة القبائل (تيزي وزو وبجاية)، التي قال إنها منطقة عزيزة على قلبه. أما بالنسبة لعدم تصويت فئة من الشعب عليه فقال إن ذلك لا يؤثر في شرعيته.


تبون يشكر الجزائريين

وجه السيد عبد المجيد تبون، الفائز في الانتخابات الرئاسية من خلال تغريدة له أمس، شكره لجميع الجزائريين على "الثقة الغالية" التي وضعوها في شخصه، داعيا إياهم إلى التحلي باليقظة لبناء الجزائر الجديدة.

وعقب الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات التي أسفرت عن فوزه برئاسة الجمهورية، دوّن السيد تبون، على صفحته بموقع تويتر تغريدة جاء فيها "بالتغيير ملتزمون وعليه قادرون... أشكر جميع الجزائريين على الثقة الغالية التي وضعوها في شخصي، وأدعوكم جميعا إلى اليقظة والتجند لنبني معا الجزائر الجديدة".

ق. و