شعبة زراعة الزيتون بورقلة

السقي بالتقطير باستخدام الطاقة الشمسية... رهان مستقبلي للفلاحة بالجنوب

السقي بالتقطير باستخدام الطاقة الشمسية... رهان مستقبلي للفلاحة بالجنوب
  • القراءات: 2756

يخوض صاحب مستثمرة فلاحية في شعبة زراعة الزيتون بولاية ورقلة، أول تجربة بالمنطقة في تقنية السقي بالتقطير، باستخدام الطاقة الشمسية،  اعتبرها رهانا مستقبليا في الاستفادة من امتيازات الطاقات الجديدة في تطوير الفلاحة، لاسيما بمناطق الجنوب.

يخوض صاحب مستثمرة فلاحية في شعبة زراعة الزيتون بولاية ورقلة، أول تجربة بالمنطقة في تقنية السقي بالتقطير، باستخدام الطاقة الشمسية،  اعتبرها رهانا مستقبليا في الاستفادة من امتيازات الطاقات الجديدة في تطوير الفلاحة، لاسيما بمناطق الجنوب.

يرى السيد محمد الحاج عجابي، في تصريح لـ«وأج"، أن اعتماد الطاقة الشمسية في السقي الفلاحي "مسألة في غاية الأهمية بالنسبة للفلاحة العصرية، باعتبارها طاقة نظيفة وغير ملوثة، من شأنها المساهمة بشكل كبير في الاستغلال العقلاني للثروة المائية الجوفية، فضلا على أنها غير مكلفة مقارنة بتكاليف استعمال الكهرباء الفلاحية والأعباء المالية الشهرية الثقيلة، التي يتحملها الفلاح".

بالمناسبة، وجه السيد عجابي نداء لفلاحي ولايات الجنوب، للتوجه نحو استغلال الطاقات المتجددة المتاحة بوفرة في هذه المناطق الجنوبية، من أجل  تطوير القدرات الفلاحية، لما توفره هذه الطاقات النظيفة من امتيازات، من شأنها أن تساهم ـ كما أضاف ـ في تخفيف الكثير من الأعباء على الناشطين في المجال الفلاحي.

عزم السيد عجابي على اقتحام استعمال هذه التقنية الحديثة في سقي أشجار الزيتون في مزرعته، بهدف تجسيد رغبته في استخدام الطاقات الجديدة في مجال الفلاحة، علما أنه يحمل درجة مهندس في مجال البترول، وهو في نهاية العقد الخامس من عمره، وقد قضى 28 سنة في أنشطة التنقيب عن الذهب الأسود بالمنطقة، قبل أن يغير مساره المهني نحو الاستثمار في الذهب الأخضر.

السقي بالتقطير باستخدام الطاقة الشمسية... نموذج فلاحي ناجح

ويملك هذا الفلاح مزرعة الزيتون "زرهونة" الواقعة بمحيط الرويسات في منطقة كوم العظم (15 كلم شرق مدينة ورقلة)، التي استحدثت مؤخرا، ويعتبرها بمثابة ‘’تحد كبير’’ في مشواره الفلاحي الجديد، بالنظر إلى الخصوصيات الطبيعية الصعبة التي تتميز بها تلك المنطقة.

استفاد من قطعة أرض قاحلة بمساحة قوامها 5ر7 هكتارات، في إطار برنامج الاستصلاح الزراعي، وبذل بها جهدا كبيرا لتهيئتها وجعلها قابلة للزراعة، وقد خصصها لشعبة زراعة الزيتون، مع عزمه على خوض تجربة اعتماد تقنية السقي بالتقطير باستخدام الطاقة الشمسية.

صمم بمساعدة يد عاملة محلية، مسارات أنابيب السقي الفلاحي، وفق ما يتطابق مع الشروط التقنية لاستعمال الطاقة الشمسية، كما قام بحفر بئر (عمقه 103 أمتار) وإنجاز حوض للسقي، واستعان بشركة ألمانية مختصة في مجال تركيب الألواح الشمسية، حيث خصص سطح غرفة مبنية بنفس المزرعة لوضع 21 لوحة شمسية، بإمكانها تشغيل جهاز كهربائي بقدرة 4 آلاف واط، مثلما جرى شرحه.

تحصي هذه المزرعة حاليا، 2121 شجرة زيتون من صنف "الشملال"، مغروسة على مساحة قوامها 5ر5 هكتارات، فيما يرتقب غرس 1800 شجيرة زيتون أخرى على مساحة 5ر1 هكتار المتبقية، في إطار زراعة الزيتون بالطريقة المكثفة.

تشكل هذه المستثمرة الفلاحية التي استحدثت في فترة وجيزة، واحدة من النماذج الفلاحية "الناجحة" بولاية ورقلة في شعبة زراعة الزيتون، وتنفرد باستعمالها الطاقات المتجددة في السقي الفلاحي.

يهدف هذا المشروع الفلاحي مستقبلا، إلى الاستغناء عن استغلال الطاقة الكهربائية في المجال الفلاحي، وترشيد الموارد المائية الباطنية، من خلال استعمال تقنية السقي بالتقطير، فضلا عن تطوير الإنتاج من زيت الزيتون بالمنطقة، بالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي، كما أشير إليه.

الجدير بالذكر، أن مسألة إدماج الطاقات المتجددة في الفلاحة تعد واحدة من تحديات الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية في الجزائر، باعتبارها بديلا مستقبليا ناجعا للمساهمة في الرفع من وتيرة الاستثمار الفلاحي والصناعي، ضمن التوجهات الجديدة للاقتصاد الوطني.

قطاع العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي ... إبراز أهمية تحسين الخدمة العمومية

أبرز مسؤول مركزي بوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي في ورقلة مؤخرا، أهمية تحسين الخدمة العمومية، بغية التكفل الأمثل بالمواطن والاستجابة لانشغالاته.

شدد المفتش العام للعمل بالوزارة الوصية، أكلي بركاتي، خلال زيارته للولاية على رأس وفد وزاري، من أجل الاطلاع على ظروف العمل واستقبال المواطنين بمختلف المرافق التابعة للقطاع، على أهمية تحسين الخدمة العمومية بهدف التكفل الأمثل بالمواطن والاستجابة لتطلعاته، فضلا عن ضمان الشفافية في تسيير ملف التشغيل، مؤكدا في هذا الصدد، أن الألوية تمنح لليد العاملة المحلية في مناصب الشغل.

في تصريح لـ"وأج"، أكد المسؤول المركزي أن مساعي القطاع تتجه إلى إدماج أزيد من 150 ألف شاب يستفيدون من عقود ما قبل التشغيل على المستوى الوطني قبل نهاية 2019، في إطار تطبيق قرار الحكومة الهادف إلى تسوية وضعية الشباب المستفيدين من عقود ما قبل التشغيل عبر الوطن، وبصفة نهائية، وستمتد هذه العملية تدريجيا على ثلاثة سنوات، حيث ستسمح بإدماج هذه الفئة في الحياة المهنية، يضيف المتحدث.

تجدر الإشارة إلى أن الوفد المتكون أيضا من المديرين العامين للصندوق الوطني لمعادلة الخدمات الاجتماعية والصندوق الوطني للتقاعد، تفقد عدة مرافق تابعة للقطاع على مستوى دائرة تقرت (160 كلم شمال ورقلة)، اطلع بها على ظروف سير العمل، لاسيما من حيث الاستقبال والتوجيه ومرافقة الشباب حاملي المشاريع، ويتعلق الأمر بالفروع المحلية للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، والوكالة الوطنية للتشغيل، بالإضافة إلى الديوان الوطني لأعضاء المعاقين الاصطناعية ولواحقها.

في الولاية، شمل برنامج زيارة الوفد لمقرات المفتشية الولائية للعمل والصندوق الوطني للتقاعد، والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني لمعادلة الخدمات الاجتماعية، قبل أن يختتم مهمته بعقد جلسة عمل مع إطارات القطاع المحليين لطرح انشغالاتهم.