في اليوم العالمي لداء فقدان المناعة المكتسبة 

المجتمع المدني يؤكد استعداده لمحاربة الداء

المجتمع المدني يؤكد استعداده لمحاربة الداء
  • القراءات: 547
❊رشيدة بلال  ❊رشيدة بلال 

أحيت الجزائر هذه السنة، على غرار باقي دول العالم، اليوم العالمي للقضاء على السيدا، بتثمين الشعار الذي اختارته المنظمة العالمية للصحة "المجتمع المدني شريك للقضاء على السيدا"، وعن دور المجتمع المدني في العمل التحسيسي والوقائي، تحدثت "المساء" إلى عدد من الجمعيات الفاعلة، على هامش مشاركتها في اليوم الاحتفالي، مؤخرا.

البداية مع أحسن بوفنيسة، رئيس جمعية "تضامن إيدز"، الذي أوضح في معرض حديثه، أنه أصبح من المستحيل الحديث عن الوقاية في المجال الصحي، دون الحديث عن المجتمع المدني الذي تمكن بفضل نشاطه الجواري من إخراج الخدمات الصحية من إطارها الاستشفائي المؤسساتي إلى الشوارع والأحياء، وحث أفراد المجتمع على ضرورة القيام بالفحوصات والتحاليل وتحفيزهم على العلاج، والمجتمع المدني، حسبه، أصبح يوفر لوزارة الصحة كل المعطيات الضرورية لأخذ فكرة عامة عن الوضع الصحي أو الوبائي أو الوقائي، من خلال الوصول إلى الأماكان التي لا يمكنها أن تصل إليها في مختلف ربوع الوطن، ويوضح قائلا "للمجتمع المدني اليوم دور محوري، بل أصبح أكثر من شريك بفضل عقود الشراكة التي تم عقدها مؤخرا، بين الجمعيات مع بعض المراكز الصحية لتوسيع عمليات الكشف والتحليل".

أكد محدثنا، أنه رغم الدور الذي يلعبه المجتمع المدني، غير أن عمله لا زال بحاجة إلى تثمين، بالنظر إلى حجم العراقيل الكبيرة التي يواجهها في الميدان، فضلا عن قلة الدعم المادي، الأمر الذي ينقص في بعض الأحيان من أدائه، مشيرا إلى أن المجتمع المدني في الميدان قادر اليوم على تقديم خدمات نوعية في مجال الوقاية والتوعية الصحية، خاصة بعدما تمكن من كسب ثقة المواطنين من خلال الحملات التحسيسية التي جعلت الإقبال على طلب المعلومة والتوجيه أو القيام بالتحاليل كبيرا، وهو ما لا نلاحظه بالمؤسسات الاستشفائية، يقول محدثنا.

من جهته، أكد عادل زدام، أن الجزائر سجلت ارتفاعا في عدد الإصابات بداء فيروس فقدان المناعة المكتسبة، وهو ما تشير إليه الأرقام المسجلة، التي تفيد بتسجيل 1300 حالة جديدة، وخلال الفترة الممتدة بين سنتي 2010 و2018، هناك زيادة بنسبة 29 بالمائة، مما يستدعي بذل المزيد من الجهود في مجال الوقاية، ويقول في حديثه مع "المساء"، إن "الدور الذي يفترض أن تشارك فيه حركات المجتمع المدني، التي يعول عليها في الوصول إلى الشرائح الأكثر عرضة للإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة".

أكد محدثنا أن الجمعيات مطالبة اليوم بمضاعفة الجهود، خاصة بعد القرار التنفيذي الذي بموجبه تحول المجتمع المدني إلى عضو فعال في العملية الوقائية، بالتالي هو مطالب بتقديم نتائج أعماله الميدانية، لافتا إلى أن هذا الأمر يتطلب من جهة أخرى، دعمه وتمويله ليتمكن من الوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة.

حسب المتحدث، السيدا لا زال من الطابوهات التي تتطلب تضافر جهود كل الفاعلين من أجل التأكيد على أنه مرض مزمن غير معد، إنما ينتقل ببعض الطرق المعروفة، وهذا لا يتحقق إلا بحث المجتمع المدني على المساهمة في محاربة التهميش والتمييز ضد المصاب، خاصة أنه أثبت على مدار سنوات من العمل، قدرته على تشجيع عدد كبير من المصابين على العلاج.

أوضح عثمان بوروبة، رئيس جمعية "آيدز الجزائر" في معرض حدثه "أن المجتمع المدني لم يعد دوره محصورا في التوعية والتحسيس فقط، إنما أصبح شريكا لقطاع الصحة في العملية الوقائية، ودوره أصبح تكامليا، خاصة بعد أن أثبت قدرته على الوصول إلى الفئات الأكثر عرضة، التي لا يمكن لوزارة الصحة الوصول إليها، مشيرا إلى أن تفعيل دور المجتمع المدني مرهون اليوم في مجال محاربة السيدا على جعل التشخيص، يتم بمقر الجمعيات، وهو ما يتطلب تدعيم الجمعيات بالتجهيزات وتكوين إطاراتها، لافتا إلى أن الجمعية تمكنت خلال هذه السنة، من القيام بأكثر من 4 آلاف تشخيص وتوجيه إلى المصالح المختصة.

أكدت من جهتها نوال لحول، رئيسة جمعية "الحياة"، أن العملية الوقاية اليوم في المجال الصحي، خاصة ما تعلق بالأمراض المزمنة، مثل السيدا، لا يمكن القيام بها دون مجتمع مدني، أصبح أكثر من شريك، خاصة عندما يتعلق الأمر بالفئات الأكثر عرضة، مضيفة أن المجتمع المدني يحتاج إلى الدعم السياسي لتسهيل مهامه في الميدان، والدعم المادي لتفعيل العملية الوقائية على مستوى الجمعيات.

أوضحت في السياق، أن التحدي الذي يواجه الجمعيات، هو تغيير العقليات اتجاه هذا المرض، وهذا لا يتحقق إلا بتوفير الدولة لمختلف الأدوية الحديثة التي تحول دون انتشار الفيروس، ليتسنى رفع حالة التهميش والتمييز التي لا زالت تعيق عمل الجمعيات في حث الأشخاص على التشخيص، مشيرة إلى أنها تمكنت خلال هذه السنة، من تشخيص ألف حالة، تم توجيه 30 حالة مصابة إلى المراكز المتخصصة.