الجزائريون بصوت واحد:

لا للتدخل في شؤوننا

لا للتدخل في شؤوننا
  • القراءات: 555
رشيد كعبوب / ت: ياسين. أ رشيد كعبوب / ت: ياسين. أ

شهدت العاصمة أمس، مسيرة ضخمة للتنديد بلائحة البرلمان الأوروبي التي تعد تدخلا سافرا ووقحا في الشؤون الداخلية، حيث رفع المشاركون في هذه الهبة الشعبية التي دعا إليها الاتحاد العام للعمال الجزائريين، شعارات ترفض التدخل الأجنبي وتساند جهود الجيش الوطني الشعبي في الذود عن البلاد، ومرافقة الانتقال السلمي نحو ”الجزائر الجديدة”، كما تشجب كل محاولات التشويش عن الحراك الشعبي في الجزائر، والعملية الانتخابية التي صارت على الأبواب، مطالبين نواب البرلمان الأوروبي بالكف عن ”حشر أنوفهم” في أمور لا تعنيهم في شيء، ونصحهم بالاكتفاء بحل مشاكل بلدانهم الداخلية، مثلما يحدث في فرنسا مع ”أصحاب السترات الصفراء”.

المسيرة الحاشدة التي انطلقت وسط تعزيزات أمنية مشددة، من مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، بشارع عيسات إيدير بسيدي امحمد بقلب العاصمة، شاركت فيها عدة نقابات عمالية ومنظمات شعبية، جابت شارع حسيبة بن بوعلي، وصولا إلى ساحة البريد المركزي ورفعت خلالها الراية الوطنية ولافتات كتبت عليها عبارات ركزت في أغلبها على ثلاثة نقاط رئيسية، وهي رفض التدخل الأجنبي، الوقوف إلى جانب الجيش والتأكيد على إجراء الانتخابات.

وقال أحد المتظاهرين متحدثا لإحدى الفضائيات الأجنبية بلهجة قوية ومدوية، إن الاتحاد الأوروبي الذي تحرك عن طريق الحركى وأصحاب المصالح ممن باعوا خيرات الجزائر، أخطأ التقدير وتجاوز الخط الأحمر بإصداره بيانا يعلق فيه بالسلب على حقوق الإنسان في الجزائر، وتوجه المتحدث ناصحا الاتحاد الأوروبي بالقول: ”أمامك أصحاب السترات الصفراء، وعليك أن تتكفل بشؤونهم أما الجزائر فلا شأن لك فيها”.

ولم تخل مسيرة أمس، من بعض المناوشات مع بعض الأشخاص الذين أرادوا أن يتسللوا وسط المتظاهرين، والانحراف بهم إلى رفض الانتخابات والتهجم على الجيش، وقد نجح أفراد الأمن الذين انتشروا بالزي الرسمي والمدني قصد تأطير المسيرة في منع حدوث أي شجارات، حيث تم إبعادهم والتحدث معهم، كما سعى المؤطرون للمسيرة لتجنيب المتظاهرين الوقوع في شجارات والانسياق وراء محاولات أشخاص يؤكدون بتصرفاتهم أنهم ضد الديمقراطية، وقال أحدهم لشخص حاول التأثير على مجموعة كانت تهتف بحياة الجيش، إنه لا فرق بين الشعب والجيش، وراح يوريه لافتة كتبت عليها عبارة ”الجيش من أبناء الجزائر”، داعيا إياه أن يكف عن مثل هذه التصرفات التي لا تفيد في شيء.

وردد متظاهرون آخرون عبارات تؤكد تشبث الجزائريين بمسعى الانتخابات الرئاسية رغم محاولات التشويش، حيث كرروا عبارات ”الجزائر تنتخب، وفرنسا تلتهب وتنتحب”، ” ننتخب من أجل الجزائر”، ”يوم 12 ديسمبر موعد مع الجزائر” في إشارة واضحة إلى أن الشعب الجزائري مع خيار المسار الانتخابي لكونه المسلك الوحيد نحو الشرعية الدستورية، وبناء دولة بأبعاد جديدة ومتجددة استلهمت مبادئها من مطالب الحراك الشعبي، كما رفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارة ”لا مكان للخونة في بلاد الشهداء”.

وفي تصريح له على هامش هذه المسيرة أكد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، سليم لعباطشة، أن ”القوى الأجنبية المعادية للجزائر لم تعجبها سليمة الحراك الشعبي”، مما جعلها تلجأ ـ كما قال ـ إلى ”سياسة الاستفزاز تجاه الشعب الجزائري”. مضيفا أن الجزائر تعيش ”تحولا ديمقراطيا عميقا، وهي مقبلة على استحقاق رئاسي هام سيفضي إلى اختيار رئيس للبلاد بطريقة شفّافة ونزيهة”.

وأجمع من تحدثنا إليهم حول الهدف من هذه المسيرة أن الاتحاد الأوروبي بتصرفه هذا، إنما حرك مشاعر الجزائريين، وأبان عن حقد دفين لأبناء الشعب الجزائري، وأن رأس الحربة فيه هو فرنسا التي يسعى منتخبوها للتأثير على الوضع في الجزائر، بعد أن تأكدوا أن قطار ”الجزائر الجديدة” انطلق بدون توقف، وفي هذ السياق ذكر لنا أحدهم أنه ”رب ضارة نافعة”، مفسرا ذلك بكون هذه المحاولة زادت في تعلق الجزائريين بوطنهم، وجيشهم ومسيرة التغيير السلس، بعيدا عن الطرق غير المأمونة المحفوفة بالمخاطر، وهي تلك التي تدعو إليها بعض الأطراف في الداخل قبل الخارج، من أجل تأمين مصالحها الضيقة على حساب مصلحة الشعب والوطن.