منتدى الدول المصدّرة للغاز بمالابو

بن صالح يدعو إلى توسيع العضوية وتكثيف التعاون البيني

بن صالح يدعو إلى توسيع العضوية وتكثيف التعاون البيني
رئيس الدولة عبد القادر بن صالح
  • القراءات: 441

دعا رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، أمس الجمعة، إلى توسيع نطاق التمثيل في منتدى الدول المصدرة للغاز ليشمل بلدانا أخرى خاصة الأفريقية، مؤكّدا أنّ الساحة الغازية العالمية تمر حاليا بمرحلة جد صعبة تتطلب تكثيف التعاون والحوار لرفع حصة الغاز الطبيعي في المزيج الطاقوي العالمي.

قال رئيس الدولة في كلمة قرأها نيابة عنه وزير الطاقة محمد عرقاب، خلال افتتاح أشغال القمة الخامسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز المنعقدة بعاصمة غينيا الاستوائية مالابو، إنّ المنتدى يجب أن يسارع العمل لضمان توسيع عضويته إلى بلدان أخرى، خاصة الدول الأفريقية سيما تلك المقبلة على أن تصبح عما قريب مصدرة للغاز الطبيعي، موضّحا أنّ هذا التوسّع لأعضاء جدد سيعزّز دور ومصالح البلدان المنتجة في مشهد الغاز العالمي الذي هو في تغير مستمر.

العمل لضمان زيادة حصة الغاز الطبيعي

كما دعا رئيس الدولة، إلى استكشاف السبل والوسائل الكفيلة لضمان مكانة بارزة للغاز الطبيعي في مزيج الطاقة العالمي، وتحسين تثمينه في الأسواق الدولية، وتابع يقول إنّ الغاز الطبيعي سيكون له مستقبل واعد، فهو طاقة متوفرة، مرنة يمكن الوصول إليها، بل هو أيضا الطاقة المفضّلة لحماية البيئة، بالتوازي مع الطاقات المتجددة، لكن ـ يضيف رئيس الدولة ـ الغاز الطبيعي تواجهه اليوم العديد من التحديات سيما البيئية منها. 

وبالنسبة للسيد بن صالح، فإنّ "سوق الغاز تسجّل اليوم فائضا ووجود ضغط لتخفيض الأسعار، مع ظهور فاعلين في السوق يمنحون الأولوية في الإنتاج على المدى القصير، دون الاهتمام بأمن الإمدادات على المدى البعيد، لذلك يجب على المنتدى العمل لضمان زيادة حصة الغاز الطبيعي في حصيلة الطاقة العالمية بشكل ضروري وجوهري"، وبناء على هذه المعطيات،  فإنّ الغاز الطبيعي يلعب دورًا متميزًا في العلاقات الاقتصادية الدولية، وهو ضروري للتنمية المستدامة لبلدان المنتدى ـ يضيف رئيس الدولة ـ 

وتابع السيد بن صالح، يقول "بلداننا تمتلك معظم احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم، وحصة كبيرة من إنتاج الغاز وتجارته، ولكن ذلك لن يكون فعّالا وإيجابيا إلا إذا اقترنت هذه الوضعية بتثمين جيد لهذا المورد الطبيعي، خاصه وأنّه قابل للنفاد وغير قابل للتجديد وتطويره يتطلب استثمارات ضخمة".

في هذا الصدد، دعا أمانة المنتدى إلى "تجنيد كل وسائل الدراسة لاكتشاف في روح من التعاون والحوار، السبل والوسائل الكفيلة لتحسين تثمين هذا العنصر الفعال للتقدم والانتقال الطاقوي وهو الغاز الطبيعي".

دور رائد للتفعيل السريع لمعهد أبحاث الغاز

من جانب آخر دعا السيد بن صالح، إلى تسريع وتيرة  إنجاز معهد أبحاث الغاز التابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز ومقره الجزائر، وقال "لقد تبنّينا واعتمدنا هذه المبادرة ونحن مقتنعون بأنّ الابتكار والتحكّم في التكنولوجيا يلعبان دورا استراتيجيا في صناعة الغاز"، مؤكدا أنّ التقدّم التكنولوجي أدى إلى حدوث تحولات وتغيرات كبيرة في المشهد العالمي للطاقة، ويتّضح ذلك من خلال تطوّر إنتاج وصناعة الغاز الصخري، واكتشاف موارد غازية هامة في بعض الأحواض البحرية باستخدام تكنولوجيا المعلومات، وتابع يقول "ستستفيد بلداننا استفادة كاملة من تعاونها في مجال البحث والتطوير التكنولوجي، وتبادل الخبرات وتعزيز القدرات البشرية، ونحن فخورون بأن الجزائر لعبت دورًا رائدًا للتفعيل السريع لتطوير معهد أبحاث الغاز".

كما لم يفوت السيد بن صالح، الفرصة للتذكير بأنّ العديد من الإطارات الأفارقة بما في ذلك إطارات من غينيا الاستوائية، تلقوا تكوينهم في الجامعات الجزائرية وخاصة في المعهد الجزائري للبترول، والمعهد الوطني للمحروقات والمعهد الإفريقي للطاقة والمياه، ما يعزّز أواصر التعاون الافريقي البيني.

وجدّد السيد بن صالح، خلال افتتاح هذه القمة التذكير بإنجازات الجزائر في مجال الطاقة عموما والغاز خصوصا، موضّحا أنّ الجزائر كانت رائدة في صناعة الغاز الطبيعي، بإنجازها في أرزيو لأول وحدة لتمييع الغاز ومحطة للتصدير التجاري للغاز في العالم قبل أكثر نصف قرن.

وبعد الاستقلال بفترة وجيزة - يضيف رئيس الدولة - استعادت الجزائر سيادتها الكاملة على مواردها من الغاز، وطوّرتها لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة وتمويل تنميتها الاجتماعية والاقتصادية، وقد اقترب اليوم معدل إيصال الكهرباء في الجزائر إلى 100 % وتوصيل المساكن بشبكة الغاز الطبيعي إلى أكثر من 63%، كما أن الجزائر ومنذ أكثر من نصف قرن، تعتبر موردا موثوقا فيه للغاية بالنسبة للغاز الطبيعي، يضيف رئيس الدولة، وتابع يقول "طموحنا هو مواصلة تطوير مواردنا الهائلة من الغاز الطبيعي التقليدية وغير التقليدية، وسنسعى لذلك من أجل مصلحة شعبنا على النحو الأمثل بروح من التعاون والشراكة، وبالحفاظ على صحة مواطنينا وحماية البيئة".

إعطاء ديناميكية جديدة للتعاون

وأضاف بن صالح "الجزائر تعتبر بأن المنتدى في ظل المشهد الطاقوي اليوم، مدعو للقيام بدور حاسم وأكثر نشاطا (..) قمتنا هي فرصة لإعطاء ديناميكية جديدة لتعاوننا، بهدف الاستفادة بشكل خاص من أوجه التآزر القائمة بين الدول الأعضاء بتعزيز تبادل وجهات النظر، التجارب والخبرات وبذل الجهود الملائمة لتعزيز استخدامات الغاز الطبيعي، وإقامة حوار بناء ومثمر بين مختلف الأطراف الفاعلة في أسواق الغاز".

وأكّد بن صالح، أنّ دول المنتدى مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتعزيز استقرار واستدامة صناعة الغاز، وأن تدافع عن مبادئ تقاسم المخاطر والتثمين العادل والمنصف للغاز الطبيعي، وبما أنّ الجزائر ـ يضيف رئيس الدولة ـ كانت وستبقى دائما مؤيدة للحوار وتبادل الأفكار، ستعمل على تدعيم كل الجهود التي يتبنّاها المنتدى، ما من شأنه أن يسهم في إعطاء المزيد من القوة لتكامل أعضائه في أسواق الغاز من أجل تعزيز مصالحهم  المشتركة.