تناشد ثلاث عائلات، اضطرتها الظروف القاهرة منذ 28 أكتوبر الأخير على التشرد، باتخاذها الشارع مأواها الوحيد، السلطات المحلية، في مقدمتها والي سكيكدة، التدخل من أجل تمكينها من سكنات لائقة تأويهم، بعد أن وجدوا أنفسهم في العراء، بناء على حكم قضائي صدر ضدهم، ألزمهم بإخلاء شققهم الواقعة ببناية ملك لأحد الخواص تقع بالحي "العربي" العتيق، وسط سكيكدة، والتي كانوا يقطنونها منذ سنوات طويلة.

ولأن إمكاناتها المادية لا تسمح لها بكراء شقة بسبب الغلاء الفاحش، فإن تلك العائلات لم تجد حلا آخر سوى الشارع، بعد أن لجأت إلى إقامة خيمة تأويهم في عز البرد القارس، في انتظار أن تلتفت إليهم السلطات المحلية على الأقل من باب الإنسانية، لأنه من غير المعقول أن تظل عائلات بأبنائها ونسائها، ومنهم من يعانون من المرض، يعيشون في مثل تلك الظروف القاسية داخل خيمة، إن صحت تسميتها كذلك، تنعدم فيها أبسط مواصفات الحياة الكريمة.

المؤلم في كل ذلك، ورغم طول مدة تواجد تلك العائلات في الشارع، لاسيما في هذا الفصل المتميز بالبرودة والتساقط الكثيف للأمطار، فإن لا شيء إلى حد الساعة يلوح بقرب انفراج الأزمة.

العائلات ولدى اتصالها بالمسؤولين المحليين على مستوى الدائرة والولاية، طلبوا منهم الصبر ومحاولة إيجاد حل مؤقت لهم، ريثما تتم دراسة وضعيتهم، لكن السؤال الذي تبقى تلك العائلات تطرحه؛ ترى إلى متى سنلزم بالصبر؟.