كتاب ”السفر في قلب التراث الجزائري”

مرجع سياحي للباحثين عن المتعة

مرجع سياحي للباحثين عن المتعة
  • القراءات: 892
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

أثار كتاب سفر في قلب التراث الجزائري، الذي عرض في الصالون الدولي للكتاب مؤخرا، اهتمام العديد من الزوار الذين اتخذوا الكتاب مرجعا سياحيا لهم في الجزائر، التي تزخر بكنوز كبيرة، منها الطبيعية التي أبدع الخالق في إعطائها أحسن صورة، وأخرى اجتهد فيها الإنسان، إذ جعل مناطقا منها تحفا فنية بفضل تصاميمها المعمارية والعادات والتقاليد التي يعكسها التراث المحلي لكل منطقة.

الكتاب حصيلة عمل مشترك بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، في إطار تثمين التراث الجزائري والمحافظة عليه، لاسيما المناطق المحمية من طرف المنظمة العالمية اليونسكو، وصنفت العديد من مناطق الجزائر ضمن التراث العالمي المحمي، نظير جمالها وميزتها الخاصة عن باقي المناطق.

تم تصميم وكتابة هذا الجزء في برنامج الإخراج الفني للتخطيط والتراث من طرف كل من لوير ديب، رياض حامد عبد الوهاب وسعد بن خليف، ويحمل الكتاب في صفحاته، نبذات تاريخية عن كل منطقة مصنفة ضمن التراث المحمي العالمي، وجاء تصميمه على شكل صور فوتوغرافية لرواية تتمثل في حكاية لثلاثة إخوة؛ سهام، نادية وسليم، المغامرين الذين انطلقوا خلال عطلتهم السنوية لزيارة جدهم ديدو، الذي ابتكر آلة للسفر عبر الزمن، سماها تقدم إلى الوراء، المقولة الشهيرة للجزائريين التي استمدوها من التعبير العامي لأصحاب النقل العمومي عند ركوب المسافرين، لشغور أماكن إضافية، ودعوة المزيد من الركاب إليها، إذ تأخذهم تلك الآلة إلى مناطق مختلفة من الجزائر، يشرحون من خلال الكتاب الذي يشبه الشريط الهزلي عبر فقاعات تاريخ كل معلم سياحي هام في الجزائر.

من أهم المناطق الذي ذكرت في الكتاب على الترتيب؛ منطقة الطاسيلي المصنفة ضمن التراث العالمي المحمي من طرف اليونسكو، عرض خلالها المنطقة قبل مئات السنين، حين كانت جنة خضراء وتعيش فيها العديد من الحيوانات، طرح فيها مشكل أشجار السرو المهددة بالانقراض، والتي تعد من الأشجار النادرة التي نجدها فقط في هذا النوع من البيئة. كما تم ذكر العدد الكبير للرسومات القديمة التي خلف البعض منها الإنسان البدائي، والتي توضح عبور الحضارة من هناك، بعدها تم عرض منطقة امدغاسن بولاية باتنة، حيث تتواجد أعجوبة إنسانية تتمثل في الأحجار المصممة هناك المطيعة لقانون رقم سبعة، عبارة عن ضريح ملكي مصنف ضمن الـ100 معالم العالمية المهددة بالانقراض.

كما كانت مدينة تيبازة الساحلية حاضرة في كتاب التراث، ثم مدينة تيمقاد بباتنة، وتلمسان، حيث ذكر جامع علي بن يوسف المبنى سنة 1136، ثم مدينة بني مزاب بغرداية، وأخيرا العاصمة الجزائر الساحلية ومختلف الحضارات التي عبرت هذه المنطقة، والشعوب التي حاولت انتزاع السلطة منها.

يشمل هذا الكتاب أيضا، العلاقات التي تربط بين الاتحاد الأوروبي ومختلف الدول، فيما يتعلق بتثمين المعالم السياحية العالمية والمحافظة عليها وحمايتها من أي تخريب، وبالنسبة للجزائر، يتلخص البرنامج في تعزيز حماية وتثمين التراث الثقافي في الجزائر الذي يمثل عملا مشتركا منذ 2012، بين الاتحاد الأوروبي ووزارة الثقافة بالجزائر.