المعلم مدعو للمساهمة في عملية التشخيص

عسر القراءة مشكل تعليمي يمكن علاجه

عسر القراءة مشكل تعليمي يمكن علاجه
الأخصائية النفسانية الدكتورة مونية دراحي
  • القراءات: 1357
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

دعت الأخصائية النفسانية الدكتورة مونية دراحي، المعلمين والأساتذة، إلى الإبلاغ عن مختلف صعوبات التعلم، سواء تمثلت في عدم التركيز أو عسر القراءة أو الكتابة، أو فرط الحركة التي يمكن أن يعاني منها بعض الأطفال، خاصة أن التلاميذ يمضون أكبر وقت مع معلميهم، بالتالي من الضروري على المعلمين أن يساهموا في العملية التشخيصية، من خلال الإعلان عن الحالة، للتسريع في عملية التشخيص المبكر والتكفل.

حسب الأخصائية النفسانية، فإن أكبر الأخطاء يمكن أن يرتكبها المعلم عن جهل بالحالة، عزل التلميذ وتهميشه، على اعتبار أنه ضعيف ولا يعرف  القراءة، لأن مثل هذه التصرفات قد تسيء إلى التلاميذ الذين يعانون من بعض صعوبات التعلم، في الوقت الذي يمكن تدارك الأمر بعلاجه، لاسيما أن أفراد هذه الفئة في حقيقة الأمر، لديهم درجة عالية من الذكاء، فضلا عن تمتعهم بخيال واسع ولديهم قدرة كبيرة على الإبداع.

أكدت الأخصائية في معرض حديثها مع "المساء"، بمناسبة مشاركتها مؤخرا، في ملتقى حول اضطرابات التعلم عند الأطفال، حيث عرضت دراستها الموجهة لعلاج مشاكل عسر القراءة التي تعتبر من بين صعوبات التعلم "أن ما ينبغي الاعتماد عليه لمعالجة عسر القراءة عند الأطفال، تطبيق اختبار "الغوغشاغ"، الذي هو عبارة عن اختبار يتكون من عشر بطاقات، ست بطاقات غير ملونة وأربع ملونة، حيث يكشف هذا الاختبار الخصائص النفسية للشخص بجميع جوانبها، ويبرز قدراته العقلية"، لافتة إلى أن ما جعلها تختار هذا الاختبار دون غيره، كونه يسمح بالكشف عن صعوبات القراءة ومعالجتها، مشيرة إلى أنها تدعو الأخصائيين بعد الدراسة التي قامت بها، إلى الاعتماد عليه للكشف عن صعوبات التعلم عند الأطفال، هذا الاختبار الذي لا يجري تطبيقه من الأخصائيين رغم أهميته، خاصة أنه يلعب دورا هاما في العملية العلاجية، وتقول "لأن اختبار "الغوغشاغ" يعتبر من أنجح الطرق في علاج مختلف صعوبات التعلم".

وخلافا لما يتصوره البعض، بأن الطفل الذي يعاني من صعوبات في التعلم يعتبر طفلا معاقا، أوضحت المختصة أنه من الخطأ وصف من يعاني من بعض الصعوبات التعليمية، أيا كان نوعها، بالطفل المعاق، لأنه في حقيقة الأمر لديه سلامة في الحواس وفي الجهاز العصبي، كل ما في الأمر أنه يعاني ـ حسب الدراسات ـ من خلل وظيفي في عملية الدماغ، أو في التواصل بين شقي الدماغ الأيسر والأيمن، الأمر الذي يجعله يقلب الحروف أو يغير حرفا بآخر، لصعوبة إدراكه لها، فيغيرها، أو أن لديه مثلا، مشكلة في الحروف المتشابهة، حيث يصعب عليه التفريق بينها.

عن مدى تفشي صعوبات التعلم في المؤسسات التربوية، أوضحت محدثتنا أن مشكل صعوبات التعلم على اختلاف أنواعه، موجود بكثرة في المؤسسات التعليمية، خاصة في الأطوار الابتدائية، أمام ضعف التكفل، بسبب غياب التشخيص المبكر، وتطرح صعوبات التعلم للمتمدرس مشاكل تعليمية تؤثر على كل مساره الدراسي، مشيرة إلى أن ما ينبغي معرفته، هو الحاجة المبكرة للتشخيص، الذي يعتبر أحسن علاج للتكفل بكل حالة على حدة، سواء كانت صعوبات الكتابة أو القراءة، وحسبها، فإن معظم حالات التلاميذ الذين سبق لها أن عالجتهم، كانوا يعانون من صعوبات في التعلم، مقارنة مع الفئة الأخرى التي جاءت لعلاج بعض المشاكل النفسية، حيث يمكن القول، إن من يعانون من صعوبات التمدرس تزيد نسبتهم عن 50 بالمائة، مما يتطلب التعجيل في العملية التشخيصية، قبل أن يتعزز الاعتقاد لديهم بأنهم غير قابلين للتعلم، الأمر الذي يدخل الأولياء في متاهة.