الفيلم الإسباني ”يولي” للمخرجة إيثيار بولين

سيرة الراقص العالمي كارلوس أكوستا في منجز سينمائي بديع

سيرة الراقص العالمي كارلوس أكوستا في منجز سينمائي بديع
  • القراءات: 442
دليلة مالك دليلة مالك

عرض الفيلم الروائي الطويل يولي للمخرجة الأسبانية إيثيار بولين، مساء الأربعاء الأخير، بحضور المنتج خوان غوردن، لحساب المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي العاشر للسينما في الجزائر، الذي يقام في قاعة ابن زيدون في ديوان رياض الفتح.

يروي فيلم يولي (2018) قصة حياة الراقص الكوبي من أصل إفريقي كارلوس أكوستا، الذي يشتهر عالميا، وهو الذي نشأ فقيرا بأحد الأحياء المعدمة في العاصمة الكوبية هافانا. العمل مقتبس عن كتاب سيرة ذاتية للراقص نفسه، عنوانه نو واي هوم (لا عودة للمنزل/ 2007).

«كارلوس أكوستا طفل يكره المدرسة ويفضل بدلها، التسكع والرقص في أزقة هافانا الفقيرة رفقة أقرانه، بيد أن والده بيدرو يرى فيه موهبة رقص حقيقية، فيدخله الباليه الكوبي الوطني في هافانا، لتبدأ بعد ذلك رحلة نجاحه المليئة بالصعاب والأحزان، إلى غاية وصوله إلى الباليه الملكي في لندن، ليصبح بعدها واحدا من أشهر راقصي الباليه في العالم.

لعل ما يميز هذا العمل، حبكته الفنية العالية وقوة نصه وتمثيله، وكذا جمال رقصه وروعة موسيقاه التصويرية، كما أنه مليء بصور المثابرة والتضحيات والقيم العائلية ومختلف المشاعر الإنسانية الصادقة والمؤثرة.

قدم أيضا هذا الفيلم -الذي اعتمد تقنية الفلاش باك وصور على طريقة أفلام هوليود الدرامية- صورة رائعة عن كوبا التناقضات في الأربعين سنة الماضية، بفقرها وجمالها وبساطة شعبها وبهاء طبيعتها، وتاريخها وسياستها وثورتها وفنها وحياتها الاجتماعية وتعددها الثقافي والعرقي.

بعد نهاية العرض، قال المنتج خوان غوردن عندما بدأنا بتصوير فيلم يولي، أوضحنا تماما أن هناك ثلاثة أشياء مهمة يجب مراعاتها، وهي الرقص والموسيقى والضوء، وأضاف لقد قمنا بعمل قبل عدة أشهر من بداية تصوير الفيلم، بالاشتغال على إعداد الموسيقى والكوريغرافيا، كارلوس (بطل الفيلم)  راقص محترف في باليه كلاسيكي، لكن كان من المهم بالنسبة لنا جميعا أن نأخذ الرقص المعاصر في الاعتبار.

استطرد قائلا، إنه من خلال هذا الفيلم حاولنا أيضا إبراز وضع كوبا في 30 أو 40 عاما الأخيرة. عندما قدمنا هذا الفيلم العام الماضي في مهرجان هافانا السينمائي، اعتبره الكوبيون تحية لهم ولبلدهم. وأضاف في الواقع، كانت نيتنا في إظهار أنه في كوبا، يمكن أن يكون هناك مستقبل لبعض الناس، مثل كارلوس الذي ازدهر بشكل احترافي وحتى شخصي، دون مغادرة هافانا. نيتنا كذلك، نشر فخر معين من خلال الانتماء إلى كوبا، بغض النظر عن الوضع السياسي في البلاد.

لما عرض فيلم يولي في كوبا، أكد المنتج أنه تم انتقادهم لبعض المشاهد التي تظهر الفساد في هافانا، والحقيقة أنه لم يرد ذلك، بل إظهار كوبا التي يحبونها، وقال لكن رغبتنا هي أن نرى كوبا تزدهر، مع نهاية الحصار وحياة لا تدخل فيها الولايات المتحدة.

بالنسبة لاختيار الممثلين، قال المنتج كان الاختيار صعبا، لأنه يروي حياة كارلوس وهو لا يزال حيا، ويظهر أيضا في نهاية الفيلم. كان الأمر الأكثر صعوبة، تصور كارلوس يقول؛ إن مدينتي لم تكن كذلك، أو أن هناك شيء خاطئ، غير أن كارلوس قرر احترام الرؤية التي يمكن أن تكون لدى المخرجة.

وشارك في أداء هذا العمل -الذي كتب له السيناريو بول لافيرتي (زوج المخرجة)- كل من الراقص الحقيقي وصاحب الكتاب كارلوس أكوستا في دور كارلوس الأربعيني، وإدلسون مانويل أولبيرا في دور كارلوس الطفل، وكذا كيفن مارتينز في دور كارلوس المراهق، بالإضافة إلى سانتياغو ألفونسو في دور الأب بيدرو صاحب الفضل في نجاح كارلوس.