ما زالت كلية الطب الجديدة بوهران، التي دشنها وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رفقة وزيري التشغيل والعمل والضمان الاجتماعي، والتكوين والتعليم المهنيين، تعاني الأمرين، رغم الأموال الباهظة التي خصصت لهذا المشروع الذي عرف تأخرا في التسليم، ولم يسلم من العيوب إلى غاية اليوم، وهو ما حال دون التحاق الطلبة والأساتذة للتدريس في هذه المنشاة الجديدة التي تضم 10 آلاف مقعد بيداغوجي.

بقيت كلية الطب الجديدة بوهران، التي احتضنت فعاليات افتتاح الموسم الجامعي الحالي، ووفرت لها الدولة كامل الإمكانيات والتجهيزات بما يتجاوز 300 مليار سنتيم، عاجزة عن استقبال الطلبة، وحسبما وقفت عليه لجان من الولاية، فإن الكلية تعاني إلى غاية اليوم، من انعدام الربط بشبكة المياه التي حالت دون استغلال المخابر العلمية من قبل الطلبة.

أكدت لجنة التعليم العالي والبحث العلمي بالمجلس الشعبي الولائي لوهران، في تقرير تحوز "المساء" على نسخة منه، أن الكلية الجديدة غير مزودة بشبكة المياه، رغم الأموال الباهظة التي استهلكها المشروع، خاصة أن شبكة المياه متواجدة على بعد 200 متر فقط من الكلية، ولم يتم توصيلها بالشبكة الداخلية لها.

وصف التقرير الوضعية التي تتواجد فيها الكلية بـ«وجود تعنت من قبل مديرية التجهيزات العمومية لوهران، ومؤسسة توزيع الكهرباء والغاز بالولاية"، دون تحديد الأسباب، خاصة أمام وصف "تعنت" ما يشير إلى وجود رفض وغياب التنسيق بين المتدخلين في القطاع.

كما كشفت اللجنة الولائية عن انعدام كلي للربط بشبكتي الأنترنيت والهاتف بالكلية، التي تعتمد كليا على الشبكتين بالنظر إلى نوعية التكوين في مجالات الطب والصيدلة وجراحة الأسنان، في وقت تفتقر الكلية للحراسة والأمن الداخلي، رغم وجود تجهيزات باهظة الثمن وعالية الجودة، تم اقتناؤها بالعملة الصعبة، مما يجعلها حسب اللجنة الولائية، عرضة للسرقة في غياب مسؤولين عن القطاع.