في اليوم العالمي لداء السكري

شهية الجزائري للغذاء غير الصحي وراء إصابته بالداء

شهية الجزائري للغذاء غير الصحي وراء إصابته بالداء
  • القراءات: 465
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

أحيت جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، بالتنسيق مع مجمع "صيدال"، اليوم العالمي لداء السكري المصادف لـ14 نوفمبر من كل سنة، تحت شعار "داء السكري يعني كل العائلة"، وهو الشعار الذي أقرته المنظمة العالمية للصحة هذه السنة، لحث كل أفراد العائلة على الاهتمام بنظامهم الغذائي والتقليل قدر الإمكان من الأغذية الغنية بالسكريات.

اختارت جمعية مرضى السكري أن تنظم هذه السنة أبوابها المفتوحة بحديقة الحامة في العاصمة، التي تعرف عادة إقبالا كبيرا خلال أيام العطل، حيث تم نصب عدد من الأجنحة التي أشرف عليها أخصائيون في الطب الداخلي والسكري والطب النفسي، للتواصل مع الزوار وتزويدهم بجملة من المعلومات الصحية حول كل ما يتعلق بداء السكري، كما تم أيضا، خلافا لباقي السنوات الماضية، تخصيص جناح لطرح أخصائيين أسئلة على الزوار، ومعرفة ثقافتهم حول كل ما يتعلق بداء السكري وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة.

عرف اليوم التحسيسي، حسب فيصل أوحدة، رئيس جمعية مرضى السكري في معرض حديثه مع "المساء"، على هامش الأبواب المفتوحة، إقبالا يبعث على الارتياح، ويعكس مدى حاجة المواطنين إلى تنظيم مثل هذه الأيام التوعوية، التي تذكرهم في كل مرة ببعض العادات الغذائية السيئة التي تقودهم إلى الإصابة بالداء، وحسب محدثنا، فإن الهدف من الأبواب المفتوحة، هو التأكيد في كل مرة على ضرورة أن يتحلى المواطن بثقافة صحية، قوامها التقليل قدر الإمكان من تناول السكر، وهذه الثقافة لا تتحقق إلا بالتخلي عن العادات الغذائية السيئة".

من جهة أخرى، أكد رئيس الجمعية بأن المشكل المطروح اليوم، يتمثل في أن لعدد كبير من المواطنين معلومات هامة حول كل ما يتعلق بداء السكري ومضاعفاته، غير أنهم ـ للأسف ـ يتعمدون استهلاك الغذاء غير الصحي لضعف الإرادة من جهة، وعدم قدرتهم على مقاومة شهواتهم، عندما يتعلق الأمر بما تعرضه المحلات من مغريات، خاصة محلات الأكل السريع من أغذية مشبعة بالسكريات والدهون، لافتا في السياق، إلى أن كل هذه المعطيات جعلت الجمعية من خلال محطاتها التحسيسية، تطلب من المواطنين التقليل من تناول السكريات عوض الإقلاع عنها نهائيا، لمحاولة تعوديهم تدريجيا على التخلي عنها.

التحلي بإرادة قوية لاكتساب ثقافة غذائية صحية، حسب محدثنا، ليست بالأمر السهل، خاصة أن نمط حياة المواطن الجزائري اليوم، يتسم بالسرعة والاعتماد على تناول مختلف الوجبات خارج المنزل، كل هذا لا يساعده على التحلي بالشجاعة الكافية لقول عبارة "لا للأغذية غير الصحية"، مما يتطلب تدخل كل من وزارتي التجارة والصناعة للعب دورهما في مراقبة والحد من نسبة السكري في مختلف الأغذية التي تعرف إقبالا كبيرا عليها، مثل المشروبات الغازية"، يقول محدثنا.

من جملة النصائح التي تم تقديمها بمناسبة الأبواب المفتوحة، للفئة غير القادرة على التحلي بالإرادة الكافية من أجل الحد من الأغذية غير الصحية، قال محدثنا "ممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي على الأقل لمدة ثلاثين دقيقة في اليوم، لمحاربة مشكل السمنة، والعمل قدر المستطاع على الحد من تناول الأغذية غير الصحية"، لافتا إلى أنه في كل مرة يجري تنظيم أبواب مفتوحة، يتم تسجيل حالات جديدة لا يعرف أصحابها إصابتهم بالداء.

بلغة الأرقام، أوضح محدثنا أن عدد المصابين بداء السكري في ارتفاع مستمر في الجزائر، وهو ما تعكسه الأرقام المسجلة التي تشير إلى وجود أكثر من خمسة ملايين مصاب، 20 بالمائة منهم أطفال مصابون بالنوع الأول، و80 بالمائة مصابون بالنوع الثاني من الذين يتناولون الأقراص، منهم 35 بالمائة ممن يستعملون في علاجهم الأقراص نهارا والأنسولين ليلا، مشيرا إلى أن 10 بالمائة من الجزائريين لديهم قابلية الإصابة بداء السكري، مما يجعلنا نؤكد في كل مرة، على أهمية الفحص الدوري والسنوي المنتظم، وإعادة النظر في المنظومة الغذائية ككل.

المجتمع الجزائري، حسب رئيس الجمعية، لا زال بحاجة إلى المزيد من التحسيس، خاصة خارج العاصمة، وهو ما ينتظر أن تشرع الجمعية في العمل عليه كعادتها، حيث سيتم في الأيام القليلة القادمة، تنظيم عدد من الخرجات التوعية إلى بعض ولايات الوطن للحديث حول داء السكري، مضاعفاته وطرق الوقاية منه.