اضطراب جوي يجند السلطات المحلية عبر عدة ولايات

الأمطار والثلوج تقطع الطرقات

الأمطار والثلوج تقطع الطرقات
  • القراءات: 1860
نوال. ح نوال. ح

شهدت عدة ولايات ساحلية وداخلية خلال الـ48 ساعة الأخيرة موجة من التقلبات الجوية نجم عنها تهاطل غزير للأمطار مصحوبة بالبرد، بالإضافة إلى تساقط الثلوج على المرتفعات التي يزيد علوها عن 1000 متر، وهو ما أدى إلى غلق محاور عدة طرق رئيسية وفرعية، وتسرب مياه الأمطار إلى العمارات والمباني الإدارية، مما استدعى تدخل أعوان الحماية المدنية لمد يد العون للمواطنين وامتصاص المياه، وذلك من دون تسجيل خسائر بشرية.

وحسب حصيلة أولية لمصالح الحماية المدنية ـ تلقت "المساء" نسخة منها ـ فقد تمت مباشرة بعد وصول نشرية خاصة لمصالح الأرصاد الجوية، تجنيد كل فرق الحماية المدنية للتدخل السريع في حالة طلب المساعدة، ليتم بولاية الشلف التدخل ببلدية بني حواء إثر انهيار جزئي لسقف قسمين بابتدائية مقران معمر، وذلك من دون تسجيل خسائر. وببلدية الأصنام بولاية البويرة، تم إجلاء أربعة أشخاص كانوا على متن سيارة سياحية عالقة بالثلوج. 

كما شهدت ولاية تيسمسيلت تساقط كميات معتبرة من الأمطار وأولى كميات الثلوج مصحوبة بموجة من البرد القارس. وحسب مسؤول خلية الإعلام والاتصال بالمديرية الولائية للحماية المدنية، مجاهد سليمان، فلم يتم تسجيل أي تدخلات بالمنطقة على اعتبار أن تساقط الثلوج كان خفيفا وخلال الفترة الليلية، في حين تم التدخل على مستوى بلدية تيسمسلت لامتصاص المياه بالطريق العام من دون تسجيل خسائر.

من جهتها، عرفت ولاية النعامة هبوب رياح قوية محملة بالأتربة اشتدت قوتها لتصل إلى 65 كلم في الساعة تبعها تساقط كميات من الأمطار المصحوبة بالبرد وثلوج خفيفة على المرتفعات.

وبولاية سيدي بلعباس، سجل أعوان الحماية المدنية تدخلين لامتصاص مياه الأمطار بكل من حي 80 مسكنا و100 مسكن وذلك من دون تسجيل خسائر، في حين شهدت بعض محاور الطرقات بجنوب الولاية تذبذبا في حركة السير بفعل تساقط أولى الثلوج لهذا الموسم. وحسب مديرية الأشغال العمومية، يتعلق الأمر بالطريق الوطني رقم 13 الرابط بين بلديتي رأس الماء وتلاغ، مرورا ببلدية وادي السبع والضاية، ومحور الطريق الوطني رقم 109 المار بقريتي كل من عين الجوهر وعين بنت السلطان التابعتين لبلدية وادي توريرة بدائرة مرين.

كما عرفت المناطق الجبلية بولاية باتنة تعطل في حركة المرور بسبب التساقط الكثيف للثلوج.. وباستثناء هذه المناطق، كانت حركة السير على باقي الطرقات "عادية"، حسبما أكده لوكالة الأنباء الجزائرية رئيس مصلحة استغلال وصيانة شبكة الطرقات بمديرية الأشغال العمومية عبد الكريم بلقاسم، الذي أكد تجنيد 7 كاسحات للثلوج و10 شاحنات صغيرة وكذا 70 عامل صيانة، منذ الساعات الأولى لتساقط الثلوج، لرش الملح على أغلب الطرقات التي عادة ما يتأثر السير بها بفعل الثلوج وتراكم الجليد، مشيرا إلى أن المديرية ستبقى في تأهب إلى غاية تحسن أحوال الطقس.

ومن بين المحاور التي شهدت عمليات تدخل سريع، الطرق الوطنية رقم 31 بين باتنة وبسكرة مرورا بتازولت ومركونة وآريس، ورقم 87 بين باتنة وثنية العابد مرورا بوادي الطاقة، رقم 77 بين مروانة وحيدوسة مرورا بنافلة.

كما تسببت الثلوج المتساقطة بولاية خنشلة في غلق الطرق الرئيسية أمام حركة المرور. وحسب تصريح المدير الولائي لمديرية الأشغال العمومية، مراد سعيدي، فقد سجلت مصالحه شللا في حركة المرور على مستوى الطريق الولائي رقم 172 بالمنطقة المسماة بولغمان، وذلك في جزئه الرابط بين بلديتي بوحمامة وقايس.

وقد تم تجنيد أعوان المديرية بمنطقة بوحمامة لفتح الطريق أمام حركة المرور، بالإضافة إلى التدخل عبر عدد من المسالك الريفية لإزاحة الثلوج وفك العزلة عن السكان لتموين المحلات بالمواد الغذائية وقارورات غاز البوتان للتدفئة. 

كما وجهت مصالح الحماية المدنية بولاية خنشلة نداء عبر الإذاعة المحلية إلى مستعملي الطرقات، لاسيما المحاور الجبلية ببلديات بوحمامة، شيلية، لمصارة ويابوس لتوخي الحيطة والحذر واحترام كافة قواعد السياقة السليمة، مع الالتزام بقانون المرور من خلال السير بسرعة معتدلة وعدم القيام بالتجاوزات الخطيرة وترك مسافة الأمان.

من جهته، أكد عاشور خليفي مدير ملحقة الديوان الوطني للأرصاد الجوية بخنشلة أن سمك الثلوج التي تساقطت على ولاية خنشلة ليلة الأحد إلى الاثنين تراوح بين 5 و10 سنتيمتر ، لاسيما بأعالي جبال شيلية ببوحمامة.

وأضاف المتحدث أن توقعات مصلحة الأرصاد الجوية تشير إلى توقف تساقط الثلوج مع تسجيل تساقط غزير للأمطار على مستوى ولاية خنشلة طيلة يومي الاثنين والثلاثاء مع انخفاض كبير في درجة الحرارة التي يتوقع أن تتراوح بين 3 و6 درجات مئوية. من جهتها، عرفت عدة بلديات بسعيدة، على غرار الحساسنة، المعمورة، سيدي أحمد، مولاي العربي، عين الحجر، تساقطا كثيفا للثلوج من دون تسجيل انقطاعات في حركة سير المركبات على مستوى الطرقات المؤدية لذات البلديات.

كما تسببت الثلوج المتساقطة بمرتفعات ولاية البويرة في انخفاض محسوس في درجة الحرارة عبر مختلف مناطق الولاية التي يرتقب تواصل تساقط الثلوج بها على المرتفعات التي يزيد علوها عن 1000 متر، خاصة بالنسبة لمرتفعات تكجدة شمال الولاية وديرة  بأقصى جنوبها، وهو ما تسبب في قطع 3 طرقات وطنية وشل حركة السير بها، علما أنها تربط البويرة بولاية تيزي وزو.

ويتعلق الأمر بالطريق الوطني رقم 15 الذي يربط بين بلدية بير أغبالو وعين الحمام بولاية تيزي وزو على مستوى فج تيروردة، بالإضافة إلى الطريق الوطني رقم 30 الذي يربط بين سحاريج وتيزي وزو وبالضبط على مستوى المكان المسمى تيزي نكولان، إلى جانب شل حركة السير على مستوى الطريق الوطني رقم 33 الذي يربط بين البويرة وحيزر عند النقطة الكيلومترية رقم 28.

وبولاية البيض، تم تسجيل صعوبة في حركة سير المركبات بالطريق الوطني رقم 47 على مستوى منطقتي لقرمى، والطريق المؤدي إلى بلدية أستيتن بسبب التساقط الكثيف للثلوج. وحسب مصالح الأشغال العمومية، فقد تدخل أعوان صيانة الطرق ليلة أول أمس باستعمال عدد من الآليات والملح لإذابة الثلوج من أجل تسهيل وإعادة حركة سير المركبات بهذه المنطقة.

من جانبها، قامت مصالح الحماية المدنية بعدة عمليات استطلاعية عبر مختلف الطرقات لمعاينة وضعية حركة السير والتأكد من عدم حدوث حوادث مرور بسبب الاضطراب الجوي، بالإضافة إلى وضع فريق متقدم لعناصرها على مستوى منطقة "لقرمي" من أجل التدخل السريع في حالة حدوث أي طارئ بسبب هذا الوضع الجوي.

انقطاع التموين بمياه الشرب بالبليدة

شهدت العديد من بلديات ولاية البليدة أمس، تذبذبا في التموين بالماء الشروب بسبب ارتفاع نسبة تعكر مياه عدد من التجمعات المائية نتيجة الاضطراب الجوي الذي تشهده الولاية منذ نهاية الأسبوع الفارط. وحسب المكلفة بالإعلام على مستوى الوحدة الجهوية لمؤسسة الجزائرية للمياه، سعاد بوقفة، يتعلق الأمر بالأحياء السكنية الواقعة بالجهة الغربية بولاية البليدة ووسط المدينة، وكذا تلك الواقعة ببلدية بوعرفة وحي سيدي المداني ببلدية شفة، وهذا بسبب ارتفاع تعكر مياه المجمعين المائيين بسيدي المدني وسيدي  الكبير.

نفس الوضعية سجلت ببلديتي بوقرة وحمام ملوان الواقعتين شرق الولاية، بسبب التوقف الإجباري للمجمع المائي بمقطع لزرق. ومن المنتظر أن تستأنف عملية توزيع المياه الصالحة للشرب بصفة عادية فور إعادة تشغيل المجمعات المائية المتضررة.