سينمائيات يتحدثن عن واقعهن في عالم الفن السابع

عراقيل بالجملة والتحدي قائم

عراقيل بالجملة والتحدي قائم
  • القراءات: 613
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

في إطار الطبعة العاشرة لمهرجان الجزائر الدولي للسينما، احتضنت قاعة "فرانس فانون"، أمس، ندوة بعنوان "نساء سينمائيات ونساء في السينما"، نشطتها كل من أمينة بجاوي حداد وآنا بوكا وأبولين تراوري وجاكلين غوزلاند ولوسيانا كاستلينا.

بهذه المناسبة قالت المنتجة أمينة بجاوي حداد، إنها لا تشعر بوجود فرق في التعامل مع السينمائيين الرجال والنساء في الجزائر؛ لأن الجميع يعانون الكثير لأجل إنتاج وإخراج أعمالهم، بفعل نقص التمويل وغياب صناعة سينمائية حقيقية، مضيفة أن الذين يشتغلون في عالم الفن السابع، قلة، ومنشغلون جدا بتجاوز كل العراقيل التي تواجههم؛ فليس لهم وقت للصراع فيما بينهم.

كما اعتبرت المنتجة التي تعمل حاليا على إنتاج الفيلم الوثائقي "متّحدون من أجل كاتب"، أن التصحر الثقافي الذي عانت منه الجزائر في العشرية السوداء، مس الجميع، لتعيد وتؤكد أن المشاكل المتعلقة بالفن السابع والتي تحاول أن تجد لها حلولا، لا ترتبط بجنسها، بل تمس الرجال والنساء سواء.

ومن جهتها، تحدثت الكاتبة والصحفية الإيطالية لوسيانا كاستلينا، عن كفاح المرأة في جميع مجالات الحياة وليس في السينما أيضا، مشيرة إلى تزايد نسبة الجرائم ضد النساء، والسبب يعود، حسبها، إلى عدم تقبل الرجال مطالب المرأة في تحقيق حريتها والتحليق بجناحيها. واعتبرت لوسيانا أن كفاح المرأة يجب أن يكون لإثبات أنوثتها وليس للتشبه بالرجل، ممثلة بالمرأة الأمريكية التي تعمل "مناجير"؛ أي مكلفة بالمسار الفني للفنانين. وقالت إن ثلاثين بالمائة من النساء لديهن أطفال، في حين أن 95 بالمائة من الرجال "المناجير" لديهم أطفال؛ أي أن المرأة التي تعمل في هذا المجال في هوليوود، تتخلى في أغلب الأحيان، عن الأمومة؛ أي عن الأنوثة.

وبالمقابل، أكدت المنتجة والمخرجة أبولين تراوري من بوركينا فاسو، تعرضها للكثير من العراقيل بعد أن تركت الولايات المتحدة الأمريكية وعادت إلى بلدها. وأضافت أن الرجال في عالم السينما، استخفّوا بها، واعتبروها "شابة غير جادة"، ولا يمكنها صنع أفلام جيدة.  وأكدت أبولين صمتها أمام أمور رهيبة حدثت لها في عالم الفن السابع، فقط لأنها صاحبة مشاريع يعمل فيها أكثر من ستين شخصا، وبالتالي فضلت السكوت عن فشل مشاريعها التي دفعت أموالا طائلة لأجلها.

أما المخرجة والمنتجة المولودة بقسنطينة جاكلين غوزلاند، فتحدثت عن صعوبة تمثيل المرأة بالصور، خاصة في الثقافة اليهودية التي تنتمي إليها، لتنتقل إلى ضرورة أن تشمل حركة "أنا أيضا" الأمريكية، والتي تعنى بالتحرش الجنسي ضد الممثلات، كل السينمائيات اللواتي ينتمين إلى دول المغرب وإفريقيا؛ أي الضفة الجنوبية لكوكبنا، في حين تطرقت الناشطة في جمعية "باليرمو" آنا مفلاح، لضم السينما الأمريكية في بداياتها، عددا كبيرا من النساء، عكس ما يحدث اليوم، مضيفة أن المرأة حينما تُخرج فيلما ما فإن ذلك يستغرق وقتا أطول مما يأخذه الرجل؛ نظرا للعراقيل التي تجابهها في مسارها.