حققت مولودية وهران ما كان مطلوبا منها، وفازت على ضيفها الجريح نجم مقرة بهدف وحيد، لكنه ثمين من توقيع المهاجم الشاب فريفر، الذي استغل خطأ دفاعيا فادحا في الد38، وبالتالي قوّى من حظوظها في البقاء فوق المنصة في انتظار المزيد؛ إذ لم يعد يفصلها عن صاحبي الريادة مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، إلا أربع نقاط.

لم تكن مأمورية الوهرانيين سهلة أمام مقرة خاصة في الشوط الثاني الذي نشط فيه الضيف، محاولا تدارك تأخره في النتيجة، ومستفيدا من التغييرات المتتالية التي أجراها طاقمه الفني بقيادة المدرب الرئيس خزار. وكادت هذه التغييرات أن تؤتي أكلها في الد58 لولا يقظة حارس المولودية ليتيمن، الذي صد ببراعة قذفة المهاجم دراجي، وسلمت أيضا شباك "الحمراوة" من الاهتزاز في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للمباراة، لما مرت رأسية عبد الحفيظ بقليل عن القائم الأيمن للحارس ليتيم. لكن، بالمقابل، كادت حصة التسجيل أن ترتفع لمصلحة المحليين لولا براعة حارس مقرة كلوش من جهة، وسوء الحظ من جهة أخرى، خاصة في مخالفة لقطة لاعب الوسط الحمراوي منصوري، ومحاولة زميله ملال على مرتين، تألق فيها الحارس الزائر كلوش بشكل كبير، وأنقذ فريقه من هزيمة كادت أن تكون ثقيلة وقاسية.

هذا الانتصار أسعد المدرب مشري بشير، لكنه تأسف كثيرا في نفس الوقت مما سماها تصرفات بعض الأطراف من محيط الفريق، التي اتهمها بالعمل عكس رغبة الفريق، حيث قال عن ذلك: "انتصارنا اليوم كان منطقيا ونستحقه، وجاء بفضل إرادة وشجاعة لاعبينا. سيطرنا على مجريات المقابلة من بدايتها إلى غاية صافرة النهاية، وكان بإمكاننا هز شباك خصمنا مرات ومرات، لكن نقص الفعالية حدد فوزنا بهدف وحيد، والمهم أننا نلنا النقاط الثلاث، لكن ما حز في نفسي كثيرا وأتأسف عليه، هو تصرفات بعض الأطراف التي يظهر أنها لا تعجبها انتصاراتنا، وتعمل ضد مصلحة مولودية وهران، وترغب في بقائها في مؤخرة الصفوف، وهذا ما يؤكد على المحيط المتعفن الذي نعمل فيه. ومن جانبنا سنواصل عملنا بإخلاص، ونترك هؤلاء لضميرهم".

وما تجدر الإشارة إليه أن التيار الكهربائي انقطع فجأة عن ملعب "أحمد زبانة ". ولحسن الحظ أن هذا التوقف لم يطل، حيث أوقف المباراة خمس دقائق فقط. وليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر على ملعب "أحمد زبانة"، حيث يتوجب الحيطة والحذر من أن تدفع مولودية وهران ثمن أمور لا علاقة لها لا من بعيد ولا من قريب.

ومن جانب آخر، تنفست الإدارة الصعداء بعدما تسلّم بوبكر راجح المستشار الخاص للمشرف العام شريف الواني، صكا ماليا بقيمة 660 مليون سنتيم من متعامل الهاتف النقال "أوريدو"، يمثل الشطر الرابع من القيمة الإجمالية المتفق عليها، التي تقدَّر بمليارين و500 مليون سنتيم.

ويمثل هذا الفرج المالي مخرجا مؤقتا لجملة المشاكل المالية التي تعاني منها الإدارة، خاصة تسوية بعض الديون التي طفحت فجأة على السطح، وتجهيز راتبي شهري سبتمبر وأكتوبر للاعبين.