مبرزا موقف الجيش الثابت للحفاظ على أمن الجزائر

قايد صالح: قيادة الجيش حريصة على توفير كل عوامل نجاح الإنتخابات

قايد صالح: قيادة الجيش حريصة على توفير كل عوامل نجاح الإنتخابات
  • القراءات: 661
ق. و ق. و

أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، أن الموقف الثابت للجيش الوطني الشعبي خلال هذه المرحلة، "نابع من إيمانه الراسخ بضرورة الحفاظ على أمن واستقرار الجزائر، في ظل الشرعية الدستورية"، مضيفا أن الجيش "رافق الشعب الجزائري في تطلعاته لتجسيد خياره في تحقيق المشروع الوطني المنشود الذي أراده الشهداء الأبرار وحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها"، في حين جدد حرص القيادة العليا للجيش على "توفير كل عوامل نجاح هذه الانتخابات خاصة من الجانب الأمني".

وقال الفريق قايد صالح في افتتاح ندوة تاريخية بعنوان "دور ومكانة الجيش في المجتمع" التي نظمت يوم الخميس الماضي بفندق بني مسوس، إن الجيش "رافق الشعب الجزائري في تطلعاته لتجسيد خياره في تحقيق المشروع الوطني المنشود الذي أراده الشهداء الأبرار وحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها، مؤكدا مرة أخرى أنه وطني العقيدة، شعبي الجذور والمنبت، نوفمبري المبادئ والقيم، وهو موقف يؤكد أصالة جيشنا وأنه من صلب الشعب ويعكس بجد  مدلولات تسميته بالجيش الوطني الشعبي".

وأوضح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أنه في "هذه الظروف بالتحديد، تدفق وعي الشعب الجزائري الذي وجد في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني وقيادته الوطنية النوفمبرية كل السند والدعم وكل التجاوب المطلق مع مطالبه المشروعة، فازدادت بذلك هذه العلاقة التفاعلية الوطيدة بين الجيش وكافة مكونات المجتمع الجزائري متانة وصلابة".

وذكر نائب وزير الدفاع الوطني بأنه "بعد استرجاع السيادة الوطنية، أدرك أعداء الأمس واليوم أن الجيش الوطني الشعبي هو امتداد طبيعي لجيش التحرير الوطني الذي نسف مخططاتهم الدنيئة، يحمل نفس القيم والمبادئ ولا ينتصر لغير المصلحة الوطنية"، مبرزا أن الجيش الوطني الشعبي "عرف تطورا كبيرا على مستوى التنظيم والتكوين والتسليح".

وقال في هذا الصدد إن المؤسسة العسكرية اضطلعت بمهامها بفعالية ونجاعة بما فيها الإسهام في بناء وحماية الاقتصاد الوطني، الأمر الذي جعلها عرضة لحملات مسعورة، من خلال النقاشات والجدل الذي أثارته وتثيره دوائر مشبوهة، حول دور ومكانة الجيش في المجتمع، خاصة بعد مواصلة الجيش الوطني الشعبي مساهمته المشهودة في مسيرة بناء الدولة. ومواكبة الإرادة الوطنية الرامية إلى إعادة مجد الجزائر ومنحها المكانة المشرفة المستحقة بين الأمم".

العصابة تحاول تغليط الرأي العام الوطني بأفكار خبيثة

وفي هذا الإطار - يقول الفريق قايد صالح - "من الواضح أن الرهان اليوم كما كان بالأمس، هو محاولة إخراج الجزائر من البيئة الطبيعية التي أحاطت بمسارها التطوري بكل ما يحمله من قيم تاريخية وثقافية ودينية. ومحاولة تقديم بدائل تستهدف ضرب الثقة القوية التي تربط الشعب بجيشه وإحداث قطيعة  بينهما، لكي يسهل التلاعب بمصير الجزائر ومقوماتها، ومحاولة استغلال الظرف الراهن الذي تمر به البلاد، من أجل تهديم أسس الدولة الوطنية، من خلال شعار "دولة مدنية وليست عسكرية"، تحاول العصابة من خلاله تغليط الرأي العام الوطني عبر نشر هذه الأفكار الخبيثة، التي ليس لها وجود إلا في أذهان ونوايا من يروج لها، لأن الجيش الوطني الشعبي المتمسك بمهامه الدستورية الواضحة والمدرك لحساسية الوضع وخطورة التحديات والرهانات الحالية، يعمل على حماية الدولة والحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة الوطن والشعب، مهما كانت الظروف والأحوال".

وأبرز أن الجيش الوطني الشعبي "عرف تطورا كبيرا على مستوى التنظيم والتكوين والتسليح. واضطلع بمهامه بفعالية ونجاعة بما فيها الإسهام في بناء وحماية الاقتصاد الوطني، الأمر الذي جعله عرضة لحملات مسعورة، من خلال النقاشات والجدل الذي أثارته وتثيره دوائر مشبوهة، حول دور ومكانة الجيش في المجتمع، خاصة بعد مواصلة الجيش الوطني الشعبي مساهمته المشهودة في مسيرة بناء الدولة ومواكبة الإرادة الوطنية الرامية إلى إعادة مجد الجزائر  ومنحها المكانة المشرفة المستحقة بين الأمم".   

واستطرد بالقول إن "إدراكنا جميعا شعبا وجيشا لما يحمله عالم اليوم من  تحديات وتناقضات وتهديدات، ترمي في معظمها إلى المساس بأركان الدولة الوطنية دفعنا إلى بلورة إستراتيجية أمنية صلبة وفق مقاربة شاملة ومتكاملة ومدروسة، إستراتيجية يقر بنجاعتها العدو قبل الصديق ويلمس ثمارها الشعب الجزائري الذي يعيش والحمد لله، في كنف السكينة والطمأنينة رغم الظروف المحيطة بنا إقليميا، ليكون بذلك الجيش الوطني الشعبي قد حافظ على صوابية المسار التاريخي الوطني، الذي سطره السلف وصانه الخلف بكل افتخار جيلا بعد جيل".

وجدد نائب وزير الدفاع الوطني التأكيد بخصوص الانتخابات الرئاسية على "مرافقة السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في تأدية مهامها"، مثمنا "الجهود  التي تبذلها من أجل إنجاح هذا الموعد الانتخابي". كما أشاد كذلك بـ«جهود  المخلصين والوطنيين الذين يضعون نصب أعينهم مصلحة البلاد ومستقبلها".  كما جدد حرص القيادة العليا للجيش على "توفير كل عوامل نجاحِ هذه  الانتخابات خاصة من الجانب الأمني"، قائلا بأن الجيش الوطني الشعبي "سيرافق العملية الانتخابية بجميع مراحلها، مثلما تعهدنا به مرارا، عكس ما تروج له بعض الأبواق والأصوات المغرضة".

ولفت قايد صالح بالمناسبة إلى أن "الشعب الجزائري الذي يتطلع بكل شغف  لهذه الانتخابات لفتح صفحة مشرقة وواعدة في مسيرة الجزائر، هو الوحيد الذي سيختار بكل حرية وشفافية ونزاهة الرئيس الذي سيقود بلادنا لتشق طريقها وفق المسار الصحيح، نحو وجهتها المأمولة ومكانتها الطبيعية والحقيقية التي يجب أن تتبوأها".

جيش التحرير الوطني ولد من رحم معاناة الشعب

كما ذكّر الفريق قايد صالح بالملاحم البطولية لجيش التحرير الوطني إبان ثورة التحرير المظفرة، معرجا على مختلف المراحل الهامة لتطوره إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية والاستقلال، حيث قال في هذا الإطار بأن "جيش التحرير الوطني الأبي ولد من رحم معاناة الشعب ووضعت لبناته الأولى بإنشاء المنظمة الخاصة، شهر فيفري 1947 التي أرست المنطلقات والتصورات لميلاد النواة الأولى لتنظيم عسكري ثوري، شكل الإطار التأسيسي للثورة التحريرية، انطلقت ملحمتها الخالدة يوم الفاتح نوفمبر 1954 بمجموعات من الشباب المؤمن  بعدالة قضيته. وتعززت تباعا بالانخراط في صفوف الثورة الفتية، مشكلة تيارا  جارفا كله تضحيات وبطولات توج بعد سنوات من الكفاح المرير بالنصر المبين".

وأضاف أن "الأصفياء من المجاهدين المؤمنين بنصر الله وبعونه والمسنودين  بعمقهم الشعبي، هم من روضوا المستحيل وأكسبوا ثورتنا التحريرية ميزتها  العالمية، فأثروا أيما تأثير على مجرى الأحداث الدولية لفائدة الإنسانية جمعاء. ورغم نقص الإمكانيات إلا أن ثورتنا المجيدة استطاعت تحقيق الكثير من  الانتصارات طيلة مختلف مراحل الكفاح، فبهذا الوعي الكبير بمتطلبات تحقيق النصر وإدراك موجباته، جاءت هجومات الشمال القسنطيني في أوت 1955، التي كانت نصرا استراتيجيا بأتم معنى الكلمة، ازداد معه الالتحام الشعبي بثورته قوة وانتشارا، وحققت نقلة فعلية وشاملة في المسار الثوري، استوجبت التفكير في بلوغ مستويات ومحطات أخرى تستلزم بالضرورة وقفة تقييمية وتنظيمية، تبناها مؤتمر الصومام في شهر أوت 1956، الذي أرّخ لمرحلة جديدة في كفاح الشعب الجزائري، أرست أسس الثورة على عدة أصعدة، العسكرية منها والتنظيمية. ورغم ذلك، فقد كانت غير كافية نظرا لشساعة بلادنا وقلة الاتصالات والوسائل في ذلك الوقت".

وتابع الفريق قايد صالح قائلا "في سنة 1960، وبعد تأسيس هيئة الأركان  العامة لجيش التحرير بقيادة الرئيس الراحل العقيد هواري بومدين، اشتد عود  الثورة واتضحت معالمها التنظيمية والإستراتيجية، خاصة من خلال تعزيز مكونات ونشاط جيش التحرير الوطني في كافة المجالات، حيث شهد قفزة نوعية من حيث الهيكلة والتنظيم والتسليح والتموين والتكوين والتدريب ليصبح تنظيما عصريا متكاملا يعتمد عقيدة عسكرية راسخة شعارها "النصر أو الاستشهاد"، فانتقل من اعتماد أسلوب حرب العصابات إلى مرحلة جديدة نوعية تميزت بمركزية القرار القتالي من خلال توحيد هجومات عارمة ومنسقة شرقا وغربا وعبر كافة التراب الوطني باستعمال أساليب عسكرية حديثة والمواجهة المباشرة مع العدو بوحدات منظمة وأسلحة حديثة بما فيها الثقيلة تعكس التطور الذي أحرزه جيش التحرير الوطني، فتحقق الانتصار تلو الآخر على المستعمر الغاشم وأجبره على تقليص احتلاله لبلادنا والتعجيل بالتفاوض وبالتالي انسحابه مهزوما مدحورا".

وخلال الثورة التحريرية المجيدة، كان الجيش - كما أكد الفريق قايد صالح - "في الطليعة يحمل آمال الأمة وتطلعاتها ويحظى بالثقة المطلقة والدعم المادي  والمعنوي من أجل تجسيد تلك الآمال والتطلعات. ولنا في هذه الثورة المظفرة  المثال الساطع والصورة الجلية، حيث وقف جيش التحرير الوطني صرحا شامخا وندا عصيا في وجه المستدمر الغاشم، باذلا تضحيات نادرة في التاريخ، سنده في ذلك ولاء ووفاء الشعب الذي احتضنه بدوره وشد أزره بالعزيمة والصبر، في صورة من أبلغ صور التلاحم والانسجام والتضامن، حتى تحقق الهدف المقدس في الانعتاق والحرية وإعادة بناء الدولة الجزائرية المستقلة".

للإشارة، تابع الحضور شريطا وثائقيا بعنوان "قلب الجزائر وضميرها الحي"، من إنتاج المؤسسة العسكرية المركزية للسمعي البصري قبل الاستماع إلى مجموعة من  المداخلات حول موضوع الندوة، قدمها مجاهدون وأساتذة جامعيون تناولت "دور ومكانة الجيش في المجتمع"، تلتها مناقشة ثرية لمضامينها.