العقيد المتقاعد عبد الحميد العربي شريف لـ"المساء":

واشنطن أنهت مهمتها في المنطقة بعد تصفية البغدادي

واشنطن أنهت مهمتها في المنطقة بعد تصفية البغدادي
  • القراءات: 513
مليكة. خ مليكة. خ

أكد العقيد المتقاعد عبد الحميد العربي شريف أمس، أنه بإعلان استهداف زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي في سوريا، تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد أنهت مهمتها في بلاد الرافدين، بعد أن مددتها هناك بحجة محاربة الإرهاب، حيث جاء الدور هذه المرة على "البغدادي" الذي لم يختلف مصيره عن مصير أسامة بن لادن المغتال منذ 8 سنوات ومختار بلمختار الذي لقي حتفه في 14 نوفمبر 2016 ،بعد أن ظلوا لسنوات بمثابة اذرع للاستخبارات الأمريكية.

وقال العقيد المتقاعد إن الولايات المتحدة الأمريكية قد انتقت البغدادي الذي مارس الإمامة قبل التحاقه بالمخطط الأمريكي، حيث أدخل سجن بوكا العراقي، المعروف بتبعيته لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية رفقة ضباط سابقين من الجيش العراقي من اجل إخضاعهم لتدريبات معينة، قبل أن يفرج عنهم سنة 2016.

ويرى السيد العربي شريف أن البغدادي فسح المجال لعودة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تصعيده للنشاط الإرهابي، رغم أن عهدتها في العراق قد انتهت سنة 2011 لاسيما بعد أن رفض الوزير الأول العراقي السابق نوري المالكي تجديد عقده مع واشنطن التي كان هدفها الأول، إسقاط مفهوم الدولة الوطنية و خلق دولة عربية فاشلة لتعزيز شوكة إسرائيل و من ثم تدمير سوريا والعراق ومحور المقاومة.

وأوضح المتحدث أنه بعد انتهاء صلاحيته، أضحى من الضروري التخلص من البغدادي خاصة بعد فشل محاولة اغتياله على يد احد أتباعه المدعو ابو معاذ الجزائري في 10 جانفي الماضي بقرية حجين بالفرات شرق سوريا مثلما أوردته صحيفة "الغارديان" البريطانية.

واستغرب السيد العربي شريف طريقة اغتياله في منطقة عادة ما يتمركز فيها غريمه ابو محمد الجولاني القائد العام لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، بادلب وتحت سيطرة الجيش والمخابرات التركية والفصائل الموالية لتركيا، بمنزل ابو البراء الحلبي القيادي في حراس الدين، حيث نفذت الطائرات المروحية الأمريكية عملية إنزال جوي فوق منزل "الحلبي" على مسافة منخفضة، لتبدأ في عملية قصف المنزل بقنابل "أر جي سي"، قبل أن يقوم البغدادي بتفجير نفسه بحزام ناسف مع زوجتيه.

وأوضح محدثنا أن أمريكا تحدد دائما الأهداف متى شاءت ومباشرة بعد انقضاء مصلحتها، متبعة نفس التكتيك في عمليات التصفية التي طالت بن لادن ومختار بلمختار.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى للانسحاب من الشرق الأوسط  لان تركيزها ينصب حاليا على حماية مصالحها في جنوب شرق آسيا (بحر الصين) بعد أن نجحت في  إتمام مهمة إضعاف العراق وسوريا، موازاة مع تامين إسرائيل، مضيفا أن الصين أضحت الهاجس الأكبر لأمريكا لذلك تستعد لمحاصرتها و شل توسعها. كما يرى العقيد المتقاعد أن الأكراد باتوا أيضا ورقة منتهية الصلاحية ،إذ لم تعد تراعي ظروفهم.