لازال شباب بلوزداد مواظبا في مسيرته ضمن البطولة التي ما انفك يؤكد من جولة إلى أخرى، أنه يُعد من بين الفرق التي ستُلعب على لقب منافسة هذا الموسم. من كان يتوقع سقوط تشكيلة العقيبة في بلعباس أخطأ، بعدما اعتقد أن البلوزداديين سيكونون ضحية استفاقة العباسيين، الذين كانوا سجلوا انتصارين متتاليين في الجولتين الأخيرتين، وهو المعيار الذي لم يأخذه في الحسبان مدرب بلوزداد عبد القادر عمراني، الذي انتقل رفقة لاعبيه، إلى عاصمة "المكرة" للإطاحة بمستضيفيه؛ إذ إن هدفا يتيما سجله المدافع بوشار، كان كافيا للبلوزداديين للفوز بالمباراة.

أكثر ما يؤكد استحقاق شباب بلوزداد هذا الانتصار، هو مشاركته في هذا الموعد بدون عناصر من التشكيلة الأساسية كانت تعاني من إصابة، منها، بشكل خاص، زيتي وقاسمي وجرار وبلحول، بينما لعب صانع ألعاب الفريق أمير سعيود عشر دقائق الأخيرة من اللقاء، متأثرا بالإصابة التي تعرض لها خلال الحصة التدريبية التي جرت قبل المباراة.

مخاوف البلوزداديين من التعثر زالت بمجرد تمكنهم من تجاوز بسهولة، الضغط الأول من منافسيهم، قبل أن يفتحوا باب التسجيل عن طريق مدافعهم بوشار، الذي استغل في الدقيقة 18 مخالفة نفذها زميله عيبود لمخادعة الحارس البلعباسي عن قرب. وكان التقدم في النتيجة مفيدا كثيرا لشباب بلوزداد، إذ تمكنت عناصره من مراقبة اللعب، والتصدي بنجاح لكل محاولات الاتحاد.

وقد أظهر البلوزداديون خلال الشوط الثاني، قوة كبيرة في الصمود داخل منطقتهم بفضل توصلهم إلى تطبيق تعليمات مدربهم عبد القادر عمراني، الذي حثهم على إغلاق اللعب داخل منطقتهم، واللجوء إلى الهجومات المعاكسة عند الاستحواذ على الكرة. وقد استمروا على هذا الخيار الذي مكنهم من إبعاد الخطر من داخل منطقتهم رغم الضغط القوي الذي فرضه عليهم الزوار.

ولم يُخف المدرب البلوزدادي عمراني فرحته الكبيرة في نهاية اللقاء؛ إذ صرح قائلا: "جئنا إلى بلعباس من أجل تسجيل نتيجة إيجابية، تمثلت في النهاية في انتصار مفيد جدا. في الحقيقة استغللنا ضعف الفريق البلعباسي، الذي لم يشكل علينا خطرا كبيرا، لاسيما بعدما تقدمنا في النتيجة.. لاعبونا طبقوا تعليماتي بعدما طلبت منهم التمركز جيدا في منطقة الدفاع مع استعمال الهجومات المعاكسة التي لم نستغلها جيدا.. الآن من السابق لأوانه الحديث عن اللقب؛ لكون البطولة لازالت طويلة وشاقة.. لذا نفضل التفكير دائما في المباراة القادمة".

شباب بلوزداد يتواجد الآن في المركز الأول الذي يتقاسمه مع فريق مولودية الجزائر. ويؤكد احتلاله هذا المركز في هذه المرحلة من المنافسة، رغبته في لعب الأدوار الأولى التي تناسب مستوى تشكيلته، فضلا عن امتلاكه مدربا كفءا، استطاع أن يخلق ثورة حقيقية داخل الفريق من خلال المساهمة في رفع مستوى لاعبيه ومنح قاعدة حقيقية في اللعب للفريق.

أغلب الأنصار مرتاحون للوجه الجديد الذي يظهر به الفريق في البطولة، وقد جددت آمالهم في رؤية تشكيلتهم تتوج بلقب البطولة بعد أن تحسنت أحوال النادي في مجال التسيير بفضل المساندة القوية التي تقدمها مؤسسة "مدار" الممولة الرئيسة لشباب بلوزداد. أنظار الأنصار متوجهة حاليا إلى الجولة القادمة، التي سيستقبل فيها الفريق وفاق سطيف. والأمل يحذو الجميع في رؤية الفريق ينتزع انتصارا آخر يدعم به مركزه في مقدمة الترتيب رغم أن المهمة أمام السطايفية لا تبدو سهلة.