الطبعة الأولى لمعرض العروس

"الصخرة السوداء” تحتضن ”زيان السعد” أسبوعا كاملا

"الصخرة السوداء” تحتضن ”زيان السعد” أسبوعا كاملا
  • القراءات: 735
حنان. س حنان. س

تستضيف دار الثقافة لمدينة بومرداس معرض العروس زيان السعد، بمشاركة 28 عارضا يمثلون مختلف الفنون الحرفية والألبسة التقليدية والتحف، وكل ما تحتاجه العروس ضمن ما يُعرف في مجتمعنا الجهاز. ويُعد المعرض الأول من نوعه بولاية بومرداس، ثم الوجهة ولاية بجاية خلال فيفري المقبل.

على وقع الزرنة التقليدية افتُتح معرض زيان السعد أول أمس بدار الثقافة رشيد ميموني، وتستمر الإيقاعات التقليدية لمدة أسبوع كامل، سيكون فيه زوار المعرض لاسيما الزائرات، على موعد مع كل الحرف التقليدية الجميلة التي تعكسها الأصالة الجزائرية؛ حيث تتنوع أجنحة المعرض ما بين الألبسة التقليدية على اختلاف مناطقها، والحلي التقليدية والعصرية، منها التي أحسنت الأيادي المبدعة تهذيبها بطريقة تزاوج التقليدية منها، على غرار خيط الروح و«كرافاش بولحية والجوهر بكل أنواعه وغيرها.

المعرض من تنظيم مؤسسة خاصة، قالت ممثلة عنها إنه سبق أن تم تنظيم معرض مشابه بساحة أودان بالعاصمة بداية العام الجاري. وجاءت فكرة تنظيمه بولاية بومرداس بالنظر إلى وجود عدد من الأسر المنتجة والحرفيين في الولاية، طلبوا في أكثر من مناسبة، تنظيم معارض بصفة دورية من أجل تسويق المنتوج.

فرصة للالتقاء بالزبون

وهو ما تشير إليه الحرفية في الحلي العصرية حواء من بومرداس، التي قالت إن المعارض تبقى دائما أحسن فرصة للالتقاء بالزبون، لاسيما إذا كانت موجهة للنساء، كونها تتعامل بشكل مباشر مع النساء في صناعة الحلي حسب ذوق كل امرأة، ناهيك عن اعتبارها فرصة للتعريف بالنفس وباللمسة الشخصية لها كحرفية، وهو نفس ما ذهبت إليه الحرفية في الكروشي والطرز التقليدي رزيقة عباد من ولاية تيزي وزو، التي أضافت أن مثل هذه التظاهرات تسمح لها بالحصول على زبونات من ولايات أخرى، لاسيما أنها تصنع أفرشة مطرزة خاصة بالعروس. وأكدت كذلك على أهمية الإكثار من المعارض، للسماح للحرفي عموما، بتسويق منتوجه، والتشبث أكثر بالحرفة اليدوية، بينما اعتبرت هانية ـ وهي حرفية في الديكور بالمرايا ـ أن المشاركة بالمعارض تكسبها نوعا من التشجيع، وتفتح أمامها آفاقا أخرى؛ إذ أحس بأن لي هدفا معيّنا أريد الوصول إليه بفضل الاحتكاك بالآخرين وتلقي الملاحظات، تقول الحرفية، مؤكدة أن لكل جيل من الحرفيين بصمته الخاصة، ولا داعي للترويج؛ لكون الحرفة اليدوية آيلة للزوال، بل على العكس، تزداد تجذرا في مجتمعنا، بدليل الإقبال الكبير للنساء تحديدا، على تعلم حرفة تفتح أمامهن آفاق الاستقلال المادي، تقول، من جهتها، الحرفية في فن الرسم على الزجاج عائشة العوام، التي عرضت لوازم زجاجية كثيرة ومتعددة الألوان بجناحها، مؤكدة أن ذواق الفن لا يتراجع أمام الأسعار؛ كونها تحفا مصنوعة بالكثير من الإتقان، وموضحة أنها تعمل ضمن أسرة منتجة، تضم كذلك ابنتها نور الهدى وكنّتها مروة. وقالت إن الأنترنت فتحت أمامها سوقا افتراضية واسعة لتسويق إبداعاتها، وهو نفس ما أكدته حواء صانعة الحلي العصرية، التي قالت إن الفضاء الأزرق مكنها من نسج علاقات مع زبائن من مختلف الولايات؛ ما سمح لها بتحقيق ربح مادي مرض، يجعلها تتشبث بصنعتها أكثر فأكثر.

العرس ليلة وتدبارو عام

وبالنسبة لزائرات زيان السعد تحدثت المساء إلى بعضهن ممن أحببن الفكرة، خاصة أنه يجمع كل ما قد تحتاجه العروس في جهازها لاسيما اللباس التقليدي والأفرشة المطرزة، التي كثيرا ما تعرض بالمحلات بأسعار باهظة بعيدا عن المتناول، تقول الشابة صبرينة المقبلة على الزواج في الصائفة المقبلة، والتي أضافت أن المعرض يمنح لها فرصة الاطلاع على المعروضات، ومحاولة التفاوض على الأسعار بغية شراء هذه القطعة أو تلك بالتقسيط، بينما قالت نسرين المقبلة على الزفاف في الربيع المقبل، إنها بالمعرض للبحث عن لباس تقليدي معين، وهو الكراكو العاصمي، متمنية أن تجد القطعة التي تبحث عنها بسعر في المتناول. وإلى جانبه تبحث عن الحلي التقليدية أو القطع العصرية منها التي تُصنع بإتقان شديد ومنظر جميل يمكن مزاوجتها باللباس التقليدي، وحجتها هنا أن الذهب اليوم أصبح بعيد المنال بالنظر إلى السعر الباهظ له في الأسواق، ولا بأس من استعمال الجوهر المرصع بالأحجار نصف الكريمة؛ فالمعروض منها اليوم جميل وبسعر في المتناول، تقول الفتاة، بينما أكدت مواطنة أخرى أن المبادرة في حد ذاتها، جميلة، وتساعد الأسر ذات الدخل المحدود، كما صارت الأعراس على مدار السنة. وكل معرض مرحب به، خاصة أن العرس ليلة وتدبارو عام، كما يقال.