لا شيء يسير على ما يرام داخل الرابطة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، التي تشهد هذه الأيام، توترا كبيرا، بسبب رفض أعضاء مكتبها مواصلة التعايش والتعامل مع رئيسهم عبد الكريم مدوار الموجود اليوم في عين الإعصار، حيث يتهمونه باتخاذ قرارات انفرادية في تسيير هذه الهيئة الرياضية، وهم متذمرون جدا من موقفه الأحادي في طرح المسائل الشائكة التي تعرفها الرابطة.

إلى حد الآن، رفض مدوار الرد بشكل واضح على اتهامات مناوئيه داخل الرابطة، لاعتقاده أن الأمر سيعرقل كل ما يقوم به من عمل يتجه إلى المتابعة الجيدة لمنافسة البطولة في الرابطتين الاحترافيتين الأولى والثانية. بالنسبة إليه، الحديث عن وجود توجه انفرادي في اتخاذ قرارات الرابطة، ما هو إلا كلام فارغ يريد بعض الأعضاء ترويجه في الوسط الرياضي والإعلامي بشكل خاص، من أجل إقناع الجميع بوجود سوء تفاهم داخل مكتب الرابطة.

غير أن الأمور قد تتسارع هذه الأيام، حيث ينوي أعضاء من مكتب الرابطة سحب الثقة من رئيسهم، رغم أن هذه الخطوة مستبعدة، كونها تعرقل مسيرة البطولتين الاحترافيتين، فضلا عن أنها تخلق فراغا قانونيا داخل الرابطة يصعب ملؤه في ظرف قصير، في حين تعتقد أطراف أخرى داخل المكتب، أن أية خطوة في هذا الاتجاه يتطلب دراستها بإمعان قبل تطبيقها على أرض الواقع.

«القوانين المسيرة للرابطة لا تسمح لنا بسحب الثقة من عبد الكريم مدوار، دون مراعاة بعض موادها، كضرورة استدعاء جمعية استثنائية يشارك فيها رؤساء الأندية المحترفة التي يكون لها حق معرفة ما يجري من مشاكل داخل الرابطة الوطنية، والموافقة على سحب الثقة من الرئيس أو معارضته.. نحن نعرف أن مدوار ارتكب أخطاء كثيرة في تسيير الرابطة، منها اتخاذ قرارات انفرادية دون استشارة أعضاء مكتب الرابطة، فضلا عن أن بعض هذه القرارات يتم اتخاذها بعد ساعات العمل في الرابطة، وفي بعض الأحيان، في ساعات متأخرة من الليل، في وقت يكون الأعضاء خارج مقر الرابطة الوطنية"، قال أحد الأعضاء المنتمي إلى هذه الأطراف.

غير أن الرئيس عبد الكريم مدوار لا يبدو معزولا داخل الرابطة الوطنية الاحترافية، حيث تقول بعض المصادر المطلعة على ما يجري داخل هذه الهيئة الكروية، إنه يحظى بتأييد بعض أعضاء مكتبه، فضلا عن أن باستطاعته الحصول على مساندة قوية من بعض رؤساء الأندية في الرابطتين. كل هذا يوحي بأن القبضة الحديدية بين مدوار ومعارضيه ستستمر إلى غاية نهاية الموسم الرياضي، حيث سيتم تنظيم جمعية عامة انتخابية جديدة بسبب التنظيم الجديد للبطولة الاحترافية الذي صادقت عليه مؤخرا، الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم. كما أن تغيير المكتب الحالي قبل نهاية البطولة، يبدو غير ممكن بسبب معارضة رئيس "الفاف"، خير الدين زطشي، وقوع أي خلل في تسيير منافسة الرابطتين الاحترافيتين، رغم أن رئيس "الفاف" لم يدل بعد بموقفه الرسمي من الأزمة الحادة التي تتخبط فيها الرابطة الوطنية الاحترافية.

كما أن من بين أعضاء مكتب الرابطة الاحترافية الوطنية من لم يوافقوا على قرار الرابطة، الرامي إلى التمسك بتنظيم مباراة مولودية الجزائر واتحاد الجزائر في التاريخ المحدد لها مسبقا، دون أخذ بعين الاعتبار، نقص التعداد الحاصل داخل تشكيلة سوسطارة، بسبب مشاركة ستة من لاعبيها مع الفريق الوطني العسكري في دورة الألعاب العسكرية التي تجري أطوارها بالصين.

كما قالت مصادر مطلعة على الأوضاع داخل الرابطة، إن هذه الأخيرة تعيش هذه الأيام حالة من الفراغ في العمل، بسبب التوتر الحاصل بين الرئيس عبد الكريم مدوار وبعض أعضاء هذه الهيئة الكروية.