المونودرام السويسري "لبنى" بالمسرح الوطني

بحث ضائع عن الهوية

بحث ضائع عن الهوية
  • القراءات: 427
❊دليلة مالك ❊دليلة مالك

استقبلت قاعة حاج عمار بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي، سهرة الأربعاء المنصرم، العمل المونودرامي السويسري "لبنى"، الذي بدأ بتقديم الشكولاطة السويسرية عسى أن يكون العرض حلوا على الحاضرين، غير أنه بعد تتبّع أطوار قصة لبنى الفتاة المغتربة بسويسرا، لمسنا نظرة دونية إلى وطنها الأم، وانتقادا ساخرا لأصولها، وهما موضوعان غير مبررين في المنحى الدرامي للمسرحية؛ إذ لم تحاول في نصها أن تكون متوازنة في مقاربتها والحياة في سويسرا ومقارنتها بالجزائر. 

العمل من تأليف وإخراج وأداء ناستاسيا تانر من أصول جزائرية من جهة الأم، تروي قصة لبنى التي تذهب للقاء هويتها الجزائرية في منطقة أولاد جحيش شرقي البلاد بعد وفاة جدتها. العرض ثمرة كل هذه الآثار التي جمعتها،  وجعلتها مشكلة لها إلى جانب مشكلة الشعور بالغربة.

تحكي لبنى قصصا بسخرية لطيفة بالنسبة لسويسرا وهي تستحضر اللحظات الرهيبة في العقد الأسود، والكوابيس التي عاشتها الجزائر؛ إنها تشرب قصصهم وإيماءاتهم، وطريقة التحدث واللباس، وتترك جانباً ملابسها الأوروبية لزي "الجبة" (اللباس التقليدي).

ودعت الممثلة الجمهور الذي جلس على الأرض، للمشاركة في قصتها، وشيئا فشيئا تنجرف شخصيتها كشخصية جزائرية جيدة، وتفسح المجال أمام لبنى الحقيقية المضطربة، للشعور بأنك قريب جدًا وبعيد عن هذا البلد، في أغنية منفردة مليئة بالمرح واللطف. وتدعو الممثلة الحاضرين إلى غرفة معيشتها للقيام برحلة بين سويسرا والجزائر.

وروت ناستاسيا جزءا من الفترة الاستعمارية، ثم مرت مباشرة إلى العقد الأسود؛ وكأن الجزائر لم تعرف فترة جميلة. وفي هذا الشأن ردت: "لا يجب أن يكون العرض طويلاً". وقالت إن هذه الفترات هي التي رويت لها. وأضافت: "اليوم الجزائر أفضل بكثير، لديّ الكثير من الأمل بالنسبة لها، وأنا أحب هذه البلاد، وآمل أن تكون جيدة جدًا في المستقبل". وأضافت: "قررت أن أضع النص الخاص بي، لأنه يأتي أكثر من القلب، مثل البحث عن الهوية، لأنني لم أعرف بلد والدتي، إنها وسيلة للاقتراب من هذا النصف من العالم. أنا أعمق قليلاً، من الصعب أن أشرح". وقالت إن العرض يعتمد على الفيديو، لكن شروط تقديمه في قاعة حاج عمار غير ممكنة، وأن القاعة الكبرى تعرف أشغالا. وتابعت: "آمل أن أفعل ذلك في المرة القادمة". وختمت: "لقد قدمت هذا العرض في سويسرا، تأثر الناس كثيرًا، وفكروا أيضًا في أسرهم وأجدادهم التي ألهمتهم حتى لو لم تكن الثقافة نفسها".