تبحث عن ممولين أجانب لعصرنة المكننة الفلاحية

”الفاو” تهنّئ الجزائر على بلوغ الاكتفاء الذاتي

”الفاو” تهنّئ الجزائر على بلوغ الاكتفاء الذاتي
  • القراءات: 1233
نوال. ح نوال. ح

هنّأ ممثل منظمة التغذية والزراعة الدولية ”فاو” بالجزائر، نبيل عساف، الجزائر لما حققته إلى حد الآن من نتائج فيما يتعلق ببلوغ الاكتفاء الذاتي، حيث أكد أن نسبة الجزائريين الذين يعانون من الجوع حددت بـ3,9 بالمائة حسب تقديرات هذه المنظمة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وإذ أشار إلى أن هذه النسبة غير مقلقة بالمقابل أعلن المتحدث، عن استعداد المنظمة لتمويل إستراتيجية وطنية لمكننة المستثمرات الفلاحية بما يسمح ببلوغ رهان الفلاحة العصرية.

وأوضح نبيل عساف، الذي حل أمس، ضيفا على القناة الأولى بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتغذية تحت شعار” أفعالنا هي مستقبلنا، نحو نظم غذائية صحية من أجل القضاء على الجوع في العالم”، أن الجزائر حققت أمنها الغذائي منذ قرابة سنتين، مبرزا أهمية الحفاظ على هذا الإنجاز والسهر على القضاء بصفة كلية على الجوع، والتحول إلى الاكتفاء الذاتي بالنسبة للمنتجات الزراعية مع تصدير الفائض من الإنتاج. 

وأكد ممثل ”الفاو” أن المنظمة عازمة على مواصلة عملية مرافقة مصالح وزارة الفلاحة في مسعاها الرامي إلى الرفع من قدرات الإنتاج، وحماية هامش ربح الفلاح والمربي بهدف استقطاب أكبر عدد من المهنيين والمستثمرين لمزاولة النشاط الزراعي، مبرزا حرص ”الفاو” على نقل الخبرات والمعارف للطرف الجزائري لتثمين البرامج التنموية.

وفي تصريح لـ«المساء” أعلن نبيل عساف، عن اقتراح ”الفاو” تمويل كل المشاريع المتعلقة بمكننة النشاط الفلاحي، بشرط أن تحضر وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري إستراتيجية وطنية لعصرنة عتاد ونظم الإنتاج، ليتم تحديد الأولويات والشروع الفعلي في دعم الفلاحين والموالين بالعتاد العصري. وعن مصدر التمويل المالي المقترح، في ظل افتقار المنظمة العالمية للأغذية والزراعة للأموال الضرورية لتنفيذ مثل هذه المشاريع، ذكر عساف، بتنظيم لقاء بالجزائر مؤخرا، لعرض المشروع على الدول المانحة بهدف إيجاد ممولين دوليين، حيث ينتظر حاليا الرد من الدول والهيئات المانحة، على أن تشرع مصالح وزارة الفلاحة في إعداد الإستراتيجية الوطنية لمكننة المستثمرات الفلاحية خاصة تلك المتخصصة في إنتاج القمح والخضر والفواكه.

وأرجع عساف، سبب اهتمام المنظمة بهذا الجانب إلى انعكاسات التغيرات الجوية الأخيرة التي خلّفت اضطرابات كبيرة في حجم تساقط الأمطار، مع جعل العديد من النشاطات الفلاحية بحاجة إلى دعم ومرافقة لعصرنة أنظمة السقي الفلاحي التي ينبغي أن تكون مقتصدة للثروة المائية.

على صعيد آخر، أكد ممثل ”الفاو” أهمية التفكير في إنشاء مراكز جوارية لصيانة الجرارات والحاصدات لتجنيب الفلاحين عناء التنقل من ولاية إلى أخرى، بالإضافة إلى اقتراح عتاد جديد وعصري للمزارع التي تقع بالمناطق الجبلية والتي انتشرت بشكل كبير في الصحراء.

ومن بين النقاط السوداء التي رفعها خبراء ”الفاو” خلال زيارتهم لعدد من المزارع الجزائرية، أشار عساف، إلى تسجيل بأسف شديد التبذير الكبير عند سقي المحاصيل الزراعية، وهو ما اعتبره إهدارا للثروة المائية، حيث تم ببعض المستثمرات الفلاحية تسجيل استغلال 7 أضعاف ما تحتاج إليه بعض الزراعات، وهو الأمر الذي يتطلب ـ حسبه ـ التدخل العاجل من المصالح المختصة لإرشاد المهنيين، مع تعميم أنظمة السقي بالتقطير والسقي التكميلي للحفاظ على المياه.

في نفس السياق كشف السيد عساف، عن مشروع اقليمي ممول من طرف الوكالة السويدية للتنمية، ويتعلق بحوكمة المياه، حيث تم اختيار الجزائر لتكون من ضمن الدول الثماني التي ستستفيد من المشروع الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 10 ملايين دولار، ويهدف إلى مرافقة الدول المعنية في إعداد استراتيجية حوكمة المياه من خلال دعم مجالي إنتاج المياه والحد من ندرتها.

على صعيد آخر نوّه ممثل ” الفاو” بالأشواط التي قطعتها الجزائر في مجال الزراعة الأسرية والتي  تمثل اليوم 80 بالمائة من قطاع الفلاحة في الجزائر، وهو النشاط الذي تعوّل عليه المنظمة للحد من الجوع والفقر في العالم.