تعزيز للتعاون بين مخابر منطقتي المتوسط والساحل لمواجهة الظاهرة

دورة دولية لرسم الخرائط المتعلقة بالأمراض المنقولة بالحشرات

دورة دولية لرسم الخرائط المتعلقة بالأمراض المنقولة بالحشرات
  • القراءات: 542
رشيدة بلال رشيدة بلال

أشرف مدير معهد باستور، زبير حراث أمس، بملحقة معهد باستور بسيدي فرج بالعاصمة، على افتتاح أشغال الدورة الدولية حول رسم الخرائط والنماذج المتعلقة بالأمراض المتنقلة عن طريق الحشرات، والتي تندرج ضمن المشروع الأورو متوسطي الذين يضم 22 دولة من المنطقة.

وفي كلمته الافتتاحية، أوضح السيد حراث بأن هذه الورشة التكوينية المنظمة من طرف معهد باستور، بالتنسيق والتعاون مع معهد باستور الفرنسي، تستعرض العمل الذي ستقوم به الجزائر على مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط والساحل، فيما يخص الوقاية من الأمراض المنقولة عبر الحشرات، مضيفا بأن هذه الورشة تهدف أيضا إلى تحديد المجالات التي يمكن أن يتم فيها التنسيق بين مخابر البحر الأبيض المتوسط ودول الساحل في إطار برنامج الترصد ومراقبة الأمراض الناشئة الفيروسية.

وإذ أشار إلى أن الورشة التكوينية عبارة عن أعمال تطبيقية تقدم للمتكونين المشاركين من 14 دولة من دول البحر الأبيض المتوسط، منها تونس والمغرب وموريتانيا، ودول أوروبية كفرنسا وتركيا، لاعتمادها كآليات موجهة لرسم الخرائط والنماذج المتعلقة بالأمراض المتنقلة عن طريق الحشرات، والوصول بالتالي إلى وضع خريطة توزيع الحشرات بالمنطقة ومن ثمة تهيئة هذه الدول للقيام بتشخيص لوضعية تواجد هذه الحشرات حتى يتسنى لها ولدول الجوار أخذ الاحتياطات اللازمة.

في نفس السياق، أوضح ذات المصدر بأن الغاية من تنظيم هذه الدورات التكوينية التي تدخل ضمن المشروع الأورو متوسطي "الذي انطلق في 2014 وأعطى نتائج جد إيجابية وتم تمديده إلى غاية 2022"، هي الوصول إلى تعريف المتكونين بالوسائل والآليات التي تمكنهم من تصميم خرائط توزيع الحشرات الناشئة والناقلة للأمراض، وتكوين نظرة عامة حول توزيع الحشرات عبر بلدان البحر الأبيض المتوسط ودول الساحل، لافتا إلى أن معهد باستور يتطلع من خلال هذه الدورة التكوينية التي تدوم 5 أيام إلى تعزيز العلاقات بين المخابر التي تعمل في ميدان محاربة الحشرات وتعزيز شبكة الترصد ضد الإمراض المتنقلة عبرها.

من جهته، أبرز فيسنت روبرت أستاذ بمعهد بحوث التنمية بفرنسا، أهمية هذا التكوين الموجه لفائدة ممثلين عن 14 دولة، لارتباطه برسم الخرائط المتعلقة بالأمراض المنقولة عبر الحشرات، والتي يتوخى منها الوصول إلى وضع مخطط لمحاربة الأمراض المنقولة عن طريق الحشرات مثل زيكا وشيكوغونيا، حماية لصحة الإنسان والحيوان ومحافظة على البيئة.

بدوره، أوضح الأستاذ عبد الله سامي، من كلية العلوم بجامعة عين شمس بمصر وهو مختص في علم الحشرات، بأن تنظيم هذه الأيام التكوينية يرمي إلى معرفة مختلف العوامل المناخية التي تحفز على انتشار نوع معين من الحشرات الوبائية، وذلك من خلال تصميم الخرائط التي تساعد على التنبؤ بوجود هذه الحشرات في بلد معين من دول الساحل أو دول البحر الأبيض المتوسط ووضع برنامج لمحاربتها.

وأشار المتحدث في نفس السياق إلى أن البحث في العوامل المناخية يمكنه أن يعطي صورة عن توزيع الحشرات الوبائية وتسهيل معرفة نوعية الخطر الذي يهدد بلدا ما، قبل أن يؤكد بأن رسم الخريطة انطلاقا من بعض العوامل والآليات، يسهل في وضع برنامج وقائي لمكافحة الحشرات الناقلة للفيروسات قبل انتشارها، مقدرا في هذا الصدد بأن انتشار الحشرات في الجزائر لا يشكل خطرا على الصحة في الوقت الراهن.