تطلق المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية خطين جديدين يربطان الجزائر العاصمة بتقرت، وتقرت ببسكرة مرورا بقسنطينة ابتداء من يوم الأحد المقبل، على أن يدخل الخط الجديد الرابط بين وهران ومشرية حيز الخدمة يوم الخميس 17 أكتوبر الجاري، حسبما أعلن عنه السيد ياسين بن جاب الله المدير العام للمؤسسة.

وأوضح السيد بن جاب الله خلال استضافته أمس، في حصة ”ضيف التحرير” للقناة الإذاعية الأولى بأن الخط الأول الرابط بين الجزائر وتقرت سيكون عبارة عن قطار مجهز بأماكن للنوم، يشتغل يوم بيوم على أن يكون الانطلاق من تقرت بورقلة، باتجاه الجزائر العاصمة، مشيرا إلى أن هذا القطار أعيد تأهيله بورشة التصليح والصيانة بسيدي بلعباس. أما القطار الثاني، فهو عبارة عن قطار كوراديا يربط يوميا بين تقرت وقسنطينة مرورا ببسكرة. وباستلام هذين الخطين، ستنتقل شبكة السكك الحديدية من 3800 كلم إلى 4000 كلم، تم تجهيز عدة خطوط منها بقطارات قديمة أعيد تأهيلها وتصليحها، كخيار جنب المؤسسة اقتناء أخرى جديدة تكون مكلفة من الناحية المالية ـ حسب المتحدث ـ الذي أوضح أن إعادة تأهيل قطار قديم يمكن من اقتصاد الأموال، حيث تعد تكلفته أقل بـ30 بالمائة من شراء قطار جديد. فيما تطمح المؤسسة إلى توسيع شبكتها لتصل إلى 6000 كلم في أجل أقصاه سنة إلى سنة ونصف، بعد استلام بعض المشاريع الموجودة قيد الانجاز.

وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية سطرت إستراتيجية لإعادة تأهيل وإصلاح القطارات القديمة المتوقفة وعصرنتها واستغلالها، حيث صرح المسؤول الأول عن المؤسسة أنه من ضمن ميزانية مقدرة بـ127 مليار دينار، المخصصة للاستثمار خلال الخمس سنوات، تم صرف ما يعادل 68 مليار دينار في إعادة التأهيل خلال المرحلة الأولى من المخطط الخماسي، فيما يجري العمل حاليا على تنفيذ المرحلة الثانية من المخطط الذي يخص إعادة التأهيل والتصليح بورشات الصيانة التابعة للمؤسسة بالرويبة والمحمدية بالعاصمة.

وأضاف المتحدث بأن مؤسسته تفضل إعادة تأهيل القطارات القديمة عن طريق إعادة هيكلة وعصرنة ورشاتها القديمة من خلال اقتناء عتاد عصري ومتطور لمواكبة التكنولوجيات الجديدة في مجال الميكانيك والسكك الحديدية بكل ورشاتها بالعاصمة وبسيدي مبروك وسيدي بلعباس والمشرية والتي تخصص قطار كوراديا.

كما ذكر بن جاب الله بأن المؤسسة تعمل حاليا على تطوير خط السكة الحديدية الرابط بين الجزائر ووهران لتقليص ساعات الرحلة حتى لا تتجاوز 4 ساعات. وتضمن المؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية حاليا نقل 35 مليون مسافر و5 ملايين طن من البضائع سنويا، وفقا لما أعلن عنه مسؤولها الأول، الذي أكد أن المؤسسة تتوفر على إمكانيات للرفع من قدرة شحن ونقل البضائع، لتصل إلى 17 مليون طن سنويا، ”غير أن الطلب عليها لا يزال ضعيفا”.  وأشار إلى أن الرفع من هذه القدرة يستدعي تظافر جهود عدة وزارات لتطوير سلسلة اللوجيستيك، علما أن المؤسسة تستغل حاليا 11 قطارا لنقل البضائع الخاصة لفائدة مركب الحجار، ومن المنتظر أن تعزز هذا الخط بقطار آخر في جانفي المقبل ليصل العدد الإجمالي إلى 12 قطارا.