الإعلامية نرمين نادين المختصة في صحافة حقوق الطفل لـ«المساء”

التخصص يحول الإعلامي من ناقل للخبر إلى حامل لقضية

التخصص يحول الإعلامي من ناقل  للخبر إلى حامل لقضية
الإعلامية نرمين نادين المختصة في صحافة حقوق الطفل
  • القراءات: 934
حاورتها: رشيدة بلال حاورتها: رشيدة بلال

تحدثنا الإعلامية الأردنية نرمين نادين، المتخصصة في صحافة حقوق الطفل، في هذا اللقاء، عن وجوب توخي الإعلامي الحذر عند التعامل مع المادة الإعلامية التي يكون موضوعها الطفل، لما يتمتع به من خصوصية تفرض دائما مراعاة مصلحته الفضلى، لتجنب جملة الأخطاء التي عادة ما يقع فيها بعض الصحفيين، بحثا على السبق الصحفي أو للإثارة، حيث التقتها المساء، بمناسبة إشرافها مؤخرا، على تنشيط دورة تكوينية لفائدة إعلامي الشبكة الجزائرية للدفاع على حقوق الأطفال، التي بادرت إلى تنظيمها الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، بالتعاون مع منظمة الإصلاح الجنائي، والتنسيق مع وزارة الاتصال، فكان هذا اللقاء.

بداية، من هي نرمين نادين؟        

❊❊ إعلامية من الأردن، صاحبة خبرة ميدانية في مجال الإعلام المكتوب تقدر بـ15 سنة، اخترت التخصص في مجال صحافة الطفل  سنة 2011، وكان الدافع عائليا، فبعد أن تزوجت وأنجبت، تغيرت نظرتي نحو المادة الإعلامية التي أتناولها... أعتقد أنه الشعور بالأمومة الذي حرك في داخلي مشاعر جعلتني أسخر قلمي للكتابة عن قضايا الطفولة، حيث بدأت بمعالجة بعض الملفات المتعلقة بهذه الفئة، ورغم خبرتي القليلة، غير أن شغفي وحبي الكبير للأطفال جعلني أولي أهمية كبيرة لهذه الفئة، من حيث تسليط الضوء على كل ما من شأنه أن يمس بها كشخص وليس كمادة إعلامية، وعليه فهدفي هو معالجة القضية بطريقة احترافية تخدمها.

هل تعتقدين أن أي صحفي يمكن أن يتخصص في مجال الطفولة؟

❊❊ في رأيي، مسألة التخصص في مجال صحافة الطفولة تتطلب أن يكون هناك شغف بهذه الفئة، والصحفي إن أراد حقيقة أن يتعامل مع ملف الطفولة، لابد أن لا ينظر إلى مهنته على أنها عمل إداري، إن رغب فعلا في أن ينجح، خاصة في مجال الطفولة. وبالمناسبة، أوضح في هذه النقطة بأني مثلا، إلى جانب كوني صحفية في جريدة الغد، أنشط في مجالات أخرى تعنى بقضايا الطفولة في مجال الاستشارات والتدريب، وكسب التأييد ومناصرة قضايا الطفولة مع منظمات دولية.

كصحفية متخصصة في الطفولة، كيف تنظرين إلى المادة الإعلامية حول الطفل في الدول العربية؟

❊❊ بحكم تجربتي الفتية، أعتقد أنه آن الأوان لتعميم فكرة التخصص في المجال الإعلامي، حيث يكون لدينا إعلام متخصص في قضايا الطفولة والبيئة والعمل وغيرها من المواضيع الأخرى، لأن التخصص  يزود الإعلامي بالمعلومات في المجالات التي يكتب فيها، وتبعده أيضا عن مجموعة الأخطاء التي قد يرتكبها، والتي قد لا تكون مقصودة بسبب ضعف المعرفة أو التدريب، أو نتيجة للضغوط أو التسرع أو البحث عن السبق الصحفي، مما يسيء إلى مادته الإعلامية التي قد تسيء هي الأخرى لما تناوله من مادة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالطفل، وهو ما يطرح فكرة تكوين الإعلاميين في المجالات التي اختاروا التخصص فيها.

هل الصحفي بحاجة إلى تكوين للحد من الأخطاء؟

❊❊ حقيقة، بالنظر إلى حجم الأخطاء الإعلامية التي ترتكب في الإعلام العربي، كإظهار صور الأطفال في المقابلة، أو الكشف عن هويتهم.. أصبح من الضروري الاهتمام بتكوين الإعلامي وتزويده بجملة من المعارف التي يوظفها في مادته الإعلامية، حتى لا تكون مسيئة، فمثلا عند عرض بعض الصور على بعض القنوات لأطفال جرحى أو قتلى، رغم أنها مهنيا مرفوضة، لأن فيها انتهاك لكرامة الطفل، وفي حالة الأطفال القتلى هناك إساءة إلى مشاعر أهلهم، فكثرة تكرارها يقتل الشعور والإحساس والتعاطف لدى المشاهد الذي تتحول لديه صور الجثث أو الأطفال الموتى إلى أحداث عادية، وهو ما يدخل في خانة المخالفة المهنية.

هل الأخطاء الإعلامية موجودة بكثرة في الإعلام المرئي أو المكتوب؟

❊❊ عندما نقارن بين الإعلام المكتوب والمرئي من حيث مبادئ عمل الإعلامي، نجد أنها نفسها، ربما الاختلاف في فنيات العمل، لكن عند البحث في الأخطاء، يمكن القول، إن ما يجعل الأخطاء واضحة في الإعلام المرئي، هو أنه يعتمد على الصورة أكثر من الإعلام المكتوب، لكن هذا لا يعني أنها غير موجودة في الصحافة المكتوبة، على العكس نجد أن المكتوب قد ينشر بعض الصور أو يذكر بعض الأسماء، أو يكشف عن الهوية التي تسيء لأصحابها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال.

ما انطباعاتك حول شبكة الإعلاميين الجزائريين لتعزيز حقوق الطفل كتجربة نموذجية؟

❊❊ هي تجربة فريدة من نوعها، كانت هناك محاولات لإطلاق شبكات مماثلة في بعض الدول العربية، ولم يكتب لها النجاح، وعلى العموم، انفراد الجزائر بإنشاء هذه الشبكة يرسخ فكرة التخصص في المجال الإعلامي، مما يقود ـ أكيد ـ إلى الحد من الأخطاء والسير نحو تقديم مادة إعلامية تحمل قضية، وبالمناسبة نتمنى أن يتم تعميم فكرة الشبكة على مستوى باقي الدول العربية، وفتح المجال لتبادل التجارب فيما يتعلق بالمواضيع الخاصة بالطفولة.

هل من كلمة أخيرة؟

❊❊بودي أن أوجه كصحفية، رسالة إلى كل إعلامي يرغب في أن يتخصص في قضايا الطفولة، مفادها أن يضع دائما مصلحة الطفل الفضلى في المقام الأول، وأن لا يتعامل معه كمادة إعلامية، الغرض منها الحصول على سبق صحفي، وأن يضع دائما نفسه في محله، لأن الصحفي ليس ناقل خبر فقط، إنما حامل قضية.