مسيرو اتحاد الحراش في مأزق
المدرب جليد يصر على عدم الاستقالة قبل استلام مستحقاته المالية

- 593

تطوّرت الأوضاع في نادي اتحاد الحراش، منذ انهزام الفريق في الجولة الأخيرة ضد أولمبي أرزيو بملعبه، وشكّل هذا الانهزام القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة للأنصار الذين توجّهوا مباشرة إلى مدرب الفريق جليد وطلبوا منه تقديم استقالته على الفور، حيث أرغموه على إلغاء الحصة التدريبية الأخيرة لزملاء اللاعب بن عبد الرحمان الذين كانوا قد سجلوا منذ انطلاق بطولة الرابطة الاحترافية الثانية أربعة انهزامات وتعادلا، بينما يتواجد الفريق في أسفل الترتيب.
وضع مؤلم جدا لم تتوقّعه الأوساط الرياضية الحراشية، وقد يزداد تأزما في الأيام القليلة القادمة ما دام أنّ المدرب جليد يرفض الانسحاب بمحض إرادته، حيث ردّ على الأنصار بأنّ إدارة النادي هي التي تتّخذ قرار إنهاء مهامه على رأس الفريق.
ويبدو بشكل واضح أنّ إسماعيل جليد، المرتبط مع النادي بعقد مدته سنتان لا يريد مغادرة الفريق بمحض إرادته وأحسن له أن يقوم بفسخ عقده حتى يتحصّل على كلّ حقوقه المالية. غير أنّ هذه العملية يصعب تطبيقها ما دام أنّ اتحاد الحراش يعاني من أزمة مالية خانقة لن تسمح له بدفع ما لا يقل عن مليارين للمدرب جليد في حالة ما إذا قررت إبعاده من العارضة الفنية.
أحد المسيرين في النادي، رفض الكشف عن اسم، قال إنّه يتوقع انسحاب المدرب جليد تحت تهديدات الأنصار لجوئه إلى العدالة لاسترجاع حقوقه، وأضاف أن خلافة هذا التقني لا تعدّ مسألة صعبة للمسيّرين، حيث كشف عن أنّ جليد سيتم استخلافه بمجرد توقّفه عن تدريب الفريق، وذكر في هذا الشأن قائلا «هناك تقنيان مرشحان لاعتلاء العارضة الفنية ويتعلّق الأمر بكلّ من فؤاد بوعلي وكمال بوهلال، حيث أنّ كلاهما حران من كل التزام... ولا شك أنّ نهاية الأسبوع الجاري ستأتي بمستجدات بخصوص مستقبل العارضة الفنية».
لكن ليست العارضة الفنية الجانب الوحيد الذي يتسبب فيما يحدث من مساوئ لاتحاد الحراش، حيث أصبحت أصابع الاتهام موجهة في هذا الجانب إلى رئيس النادي محمد العايب الذي تلقى في الآونة الأخيرة انتقادات لاذعة من أعضاء المجلس الإداري الذين حملوه مسؤولية ما وصل إليه اتحاد الحراش. نسبة كبيرة من المسيرين أعابوا على العايب تأخره في تحسين الأوضاع المالية للنادي الذي أصبح غير قادر على دفع مستحقات اللاعبين. وأكثر ما تخشاه الأوساط الرياضية لاتحاد الحراش هو دخول اللاعبين في إضراب عن التدريبات والحال لا يسمح بذلك بسبب الوضعية المخيفة للفريق في البطولة. الأمل الوحيد الذي سيسمح للنادي بالحدّ من أزمته المالية الخانقة هو استلامه حصته المالية الناتجة عن تعاقد لاعبه السابق بغداد بونجاح مع النادي الصفاقسي الذي لعب له هذا الأخير لموسمين، لكن دون أن يستفيد النادي الحراشي من تنقل اللاعب الجزائري إلى البطولة التونسية.
وقالت مصادر قريبة من اتحاد الحراش إنّ هذا الأخير سيستلم ما لا يقل عن أربعة ملايير سنتيم في حال ما إذا قرّر النادي التونسي الوفاء بالتزاماته. ويمثّل هذا المبلغ حصة مالية معتبرة تمكّن الرئيس محمد العايب من الاستجابة لمطالب اللاعبين ووضع النادي في وضعية مريحة على الأقل إلى غاية نهاية المرحلة الأولى من البطولة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ فريق اتحاد الحراش يستقبل في الجولة القادمة من الرابطة الثانية شبيبة بجاية التي توجد هي الأخرى في وضعية حرجة ضمن ترتيب البطولة. ويأمل أنصار «الصفراء» في أن تتوصّل تشكيلتهم إلى إحداث الاستفاقة بمناسبة هذه المباراة التي يعلقون عليها أمالا كبيرة.