أمال عيسماوي الحرفية في الطرز التقليدي ل”المساء”

الصناعة التقليدية بطاقة هوية وطنية لابد من الاهتمام بها

الصناعة التقليدية بطاقة هوية وطنية لابد من الاهتمام بها
آمال عيسماوي، المختصة في الطرز التقليدي، في صناعة الأفرشة والألبسة التقليدية
  • القراءات: 680
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تبدع الحرفية من ولاية المدية، آمال عيسماوي، المختصة في الطرز التقليدي، في صناعة الأفرشة والألبسة التقليدية التي تتفنن في إضفاء لمسة عصرية على تلك القطع الأصيلة، بألوان وطرز يجعلها تتميز بإبداعاتها، وسط معرض الصناعة التقليدية والحرف المنظم بشارع أودان بالعاصمة.

أوضحت الحرفية في الثلاثين من العمر، أنها ترعرعت وسط عائلة لم تعرف شيئا غير الأعمال الحرفية، حيث كانت من أكثر الأسر المصنعة للأفرشة الخاصة بالعروس في المنطقة، ومنذ طفولتها، احتكت بأدوات العمل اليدوي التي كانت دائما تعطيها الرغبة في تجربة العمل بها، والقيام بما تقوم به كبيرات الأسرة.أشارت المتحدثة إلى أن الحرفة حملتها بطريقة جد عفوية على يدي أمها، التي كانت منذ أن حملت القلم للدراسة تحتها على حمل الإبرة ومحاولة طرز قطع بسيطة، كوسادة أو منديل اليد أو غيرهما.أكدت عيسماوي أن العمل التقليدي بالنسبة للعائلة هو مصدر رزق، كما أنه هواية انتقلت من جيل إلى جيل، لا يشعر فرد من العائلة أنه مجبر على العمل فيها، بل بكل بساطة يندمج في جوها ويمارسها بتفنن، موضحة أن رجال العائلة لم يقصوا من هذا العمل الذي يبدو مخصصا للنساء، بل لهم دور كبير في جمع القطع وتفصيلها، وتتفرغ نساء العائلة للطرز واختيار الأشكال والزخارف والألوان، باعتبارها أكثر دقة في القيام بذلك وتحب التفاصيل وصبورة لذلك.كما ذكرت عيسماوي أن العمل التقليدي يمر عبر العديد من المراحل، أولها اقتناء المادة الأولية، وباعتبار الحرفة مسألة عائلية قديمة، أمكن أفرادها من حياكة علاقات وطيدة بين منتجي أو موزعي المادة الأولية، الأمر الذي جعل العائلة لا تقلق مطلقا بشأن ذلك، فلها مصدرها الخاص لاقتناء المادة الأولية، والتفرغ لعملها دون معاناة ما يعانيه الكثير من الحرفيين، ربما في نفس التخصص أو في حرف أخرى.

على صعيد آخر، شددت المتحدثة على أنه من الضروري إعادة الاعتبار للحرف التقليدية، ليس فقط بتخصيص مساحات لعرضها أو للترويج لها، بل وإعطاء الفرصة للشباب في التكون فيها، وخلق فرص تبادل الخبرات مع حرفيين من دول أجنبية، على غرار دول الجوار أو حتى لما لا من حضارات مختلفة تماما عن الحضارة العربية أو الإسلامية، وهذا سيعطي روحا جديدة للحرف التقليدية، ويثمن العمل اليدوي، كما يمنح الفرصة للتقاليد الجزائرية لعبور الحدود والترويج لها على الصعيد الدولي، حيث قالت هناك من الأعمال التقليدية الأجنبية التي لها صدى عالمي، وأدخلت في مراجع الديكور العالمية، كما أصبحت تدرس في أكبر الجامعات من تخصص الهندسة المعمارية أو الديكور الداخلي، وهذا يعتبر نقطة إيجابية، خصوصا لاقتصاد تلك الدول...

تعتبر الحرف التقليدية، تقول الحرفية، بطاقة هوية أية دولة، فهي تعكس جزءا من تفكيرها وطبيعتها وعرقها وأصالتها، ومن المهم إيلاء الاهتمام بها، ونقلها للأجيال، وتحفيز الراغبين على  ممارستها، لأنها تتطلب جهدا وصبرا كبيرين للتفنن فيها وعدم ترك فسحة للتقليد الصيني الذي أصبح يحتل الأسواق الخاصة بها، ويدفع المواطنين إلى اقتناء قطع مقلدة لا تحمل أي جمال .