مدير الصحّة والسكّان لولاية سكيكدة لـ’’المساء”:

970 حالة إصابة بلسعات بعوضة غريبة

970 حالة إصابة بلسعات بعوضة غريبة
  • القراءات: 229
❊ بوجمعة ذيب ❊ بوجمعة ذيب

كشف مدير الصحّة والسكّان لولاية سكيكدة، السيد محي الدين تبرا، في تصريح لـ«المساء، أنّ عدد حالات الإصابة بلسعات بعوضة غريبة مسّت عددا من بلديات الولاية منذ الأسبوع الأخير، قد وصل إجمالا لغاية الخميس المنصرم، إلى 973 إصابة، أكثرها تمّ تسجيلها بالمؤسسة العمومية الاستشفائية بعزابة بـ291 حالة، تليها مؤسسة الصحة العمومية ببلدية ابن عزوز بـ259 حالة، ثمّ مؤسسة الصحة الجوارية بمدينة سكيكدة بـ233 حالة، و108 حالات بالمؤسّسة العمومية للصحّة الجوارية بسيدي مزغيش .

عن نتائج التحقيق الوبائي الذي باشرته مصالح مديرية الصحة للولاية، أشار المسؤول إلى أنّ المعطيات الأولية تفيد بأنّ السبب يعود إلى الفيضانات الأخيرة، التي أخلطت مياه الأمطار بالمياه الراكدة والعفنة، الأمر الذي ساعد بويضات البعوض على التكاثر أكثر وجعل لسعات النّاموس تتسبب في ظهور حالات الحساسية الجلدية، ومن ثمّ ظهور تلك الإصابات بكثرة والتي مسّت عددا كبيرا من البلديات، نافيا أن يكون مصدرها بعوضة النّمر إلى غاية إثبات العكس ـ كما قال ـ على أساس أنّ هناك فرقا صحية في الميدان تقوم بعملية جمع ورصد المعلومات على مستوى العديد من البؤر، مضيفا أنّه في حال وجود هذا النوع من الحشرة، سيتمّ الاتصال بالوزارة قصد إرسال مختصين في علم الحشرات وكذا معهد باستور.

وخلال حديثه معنا، أكّد مدير الصحة أنّ مصالحه قد سبق لها وقامت بمراسلة بلديات الولاية الـ38 بما فيها الدوائر 13 خلال أوت الأخير، لمطالبتها بالشّروع حالا في محاربة بؤر البعوض، وكذا القضاء على تسربات المياه المستعملة، وتسربات مياه الشرب، وإفراغ وتجفيف الفراغات الصحية وأقبية العمارات من المياه الراكدة، مضيفا أنّ عملية القضاء على النّاموس تتمّ من قبل البلديات، وديوان التطهير، وديوان الترقية والتسيير العقاري، والجزائرية للمياه فيما يخص وضع حد للتسريبات المائية.

مدير البيئة لـ«المساء”: القضاء على البعوض يتطلب مخططا استراتيجيا

من جهته، اعتبر السيد ميلود عامر الطاهر، مدير البيئة لولاية سكيكدة، خلال اتصال المساء به، أنّ القضاء على حشرة النّاموس يتطلب أساسا وضع مخطط استراتيجي يتمّ من خلاله معالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت من الأخطار الكبرى التي تهدّد الصحّة العمومية على مستوى بلديات الولاية، خاصّة ببلدية سكيكدة، مضيفا أنّ هذا المخطط يرتكز على 3 محاور أساسية وهي، أولا كيفية مكافحة هذه الحشرة، وثانيا الوسائل التي يجب تسخيرها للقضاء على  البعوض، وثالثا تحديد الرزنامة الزمنية بخمس سنوات على الأقل.

وعن الدور الذي تقوم به اللجنة الولائية لمحاربة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، أشار المسؤول لـ«المساء، إلى أنّ دورها يتمثّل في القيام بعمل ميداني يتمّ من خلاله معاينة البؤر المتسببة في انتشار هذه الحشرات، ومنه يتم إخطار الجهات المعنية المتمثّلة في البلديات، ديوان التطهير، مؤسسة توزيع المياه، حيث تكون هذه اللجنة ـ كما أضاف ـ ملزمة باتخاذ الإجراءات اللازمة والضرورية للقضاء على تلك البؤر.

وفي معرض حديثه، أكّد مدير البيئة، أنّ مصالحه قد أخطرت بلديات الولاية، منها بلدية سكيكدة، من أجل القيام بعملية تطهير ومعالجة الأماكن التي تتكاثر فيها تلك الحشرات، وهذا قبل حدوث تلك الإصابات.

المطالبة بلجنة تحقيق وزارية مشتركة

في هذا السياق، طالب عدد من المواطنين، خلال حديثهم لـ المساء، الجهات المسؤولة بالعاصمة، منها وزارتا الصحة والسكّان والداخلية، بإيفاد لجان تحقيق رفيعة المستوى للوقوف على الوضع الكارثي الذي تعيشه العديد من بلديات الولاية منها سكيكدة، متسائلين عن مصير الأموال الضخمة التي تمّ إنفاقها من الخزينة العمومية خلال السنوات الأخيرة سواء لمحاربة الفيضانات، أو للقضاء على الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، وحتّى فيما يخص عملية تزويد البلديات بالعتاد المتخصص في عملية التطهير ورفع النفايات وتنظيف الأحياء، لأنّ ما هو موجود، حسبهم، عبارة عن خردة متحركة ليس إلاّ، بينما حمّل البعض الآخر صراحة كلا من مصالح البلدية وديوان التطهير وكذا ديوان الترقية والتسيير العقاري للولاية، مسؤولية الوضع بسبب عدم تحركهم لوضع حد لظاهرة امتلاء وتدفق المياه المستعملة من أقبية العمارات، وانتشار الحشائش الضارة، والأوساخ، وعدم تنقية الفراغات الصحية مع المداومة على تنظيف وتنقية المحيط، ولم لا ـ كما أشار إليه أحد المواطنين لـ«المساء ـ تطبيق القانون في حقّ كل من يتسبب في تلويث المحيط بطريقة أو بأخرى.

المنتخبون خارج مجال التغطية

للإشارة، خلال قيامنا ببعض المعاينات على مستوى بعض الأحياء بمدينة سكيكدة التي تعد بؤرة لانتشار هذه الحشرة الضارة، وقفنا على مشاهد تعكس بصدق التسيب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، من خلال انتشار الأوساخ، والحشائش الضارة، وعدم تنقية الأودية والأشعاب وتراكم المياه الراكدة، والأغرب في كل هذا، أنّ المسؤولين المحليين خاصة المنتخبين المحليين، مازالوا يعتمدون على سياسة البريكولاج، فيما يخص القيام ببعض عمليات تطهير وتنقية الحشائش منها تنقية الوادي المتواجد بحي الممرات بالقرب من الملعب البلدي، وذلك بعدم متابعتهم لعملية التطهير والتنقية، فيما يتعمّد العمال المكلفون بنزع الحشائش والأوساخ بتركها على الأرصفة وفي مكانها دون جمعها، فيما تبقى أحياء سكيكدة جلّها غارقة وسط الأوحال كما هو الحال بحي الإخوة بوحجة وممرات 20 أوت 55 وحي 20 أوت 55، وعيسى بوكرمة، وبني مالك والزرامنة.

لجنة تفتيش وزارية ... الحرص على توفير ظروف تمدرس ملائمة

شدّدت لجنة التفتيش الوزارية المكوّنة من إطارات وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، خلال وقوفها الأسبوع الأخير على وضعية المؤسسات التربوية ببلديات سكيكدة، على ضرورة الحرص على نظافة المحيط، والسّهر على تهيئة المدارس وصيانتها وتدعيمها بالتجهيزات اللازمة إلى جانب اليد العاملة، وتوفير التدفئة والإطعام، مع العمل على تجهيز المدارس بالطاقات المتجدّدة، وكذا تأمين مداخل المدارس حفاظا على سلامة التلاميذ، كما أكدت اللجنة على ضرورة إحصاء قوائم المعوزين حتّى يتسنى لهم الحصول على مستحقات المنحة المدرسية.

 

اتّخذت خلال الزيارة التي قادت أعضاء هذه اللجنة لعدد من بلديات الولاية، على غرار ابتدائيات دائرة الحدائق، العديد من الإجراءات الاستعجالية كإعادة الاعتبار لمدرسة سلطان أحمد، وهي العملية التي أوكلت لمديرية التجهيزات العمومية، حيث ستنطلق الأشغال قريبا، مع برمجة عملية لترميم مطعم مدرسة دخيل الطاهر بحي بوحوش بلقاسم، إلى جانب توفير التغذية بمدرسة بوقرقور محمد المتواجدة ببلدية عين الزويت.

وتهدف هذه الزيارة التفتيشية لمتابعة الإجراءات المتّخذة من أجل التكفّل بالنقائص المسجّلة، ومن ثمّ السّهر على توفير كافّة الظروف الملائمة التي صاحبت انطلاق الموسم الدراسي الحالي، التي من شأنها تمكين المتمدرسين من بلوغ تحصيل علمي جيد.

للعلم، شهد الدخول المدرسي بعدد من المؤسسات التربوية بولاية سكيكدة، تذبذبا ميّزته الوقفات الاحتجاجات برفض الأولياء التحاق أبنائهم بمقاعد الدراسة، كما حدث بمدرسة أحمد طويل الواقعة بالموقع السياحي بمنطقة تلزة بالقل، وأيضا مدرسة بلحوس أحسن المتواجدة بحي دار أعمر بمرتفعات مدينة القل، وببعض المدارس على مستوى بلديتي السبت وسكيكدة كمدرسة الشهيد مختار حمبارك المتواجدة بحي الإخوة ساكر المعروف محليا باسم (كامي القديم)، حيث طالب الأولياء بتحسين محيط المدرسة وتأمينها، وتوفير الماء ووضع حد لاكتظاظ الأقسام، ووضع حد لظاهرة تسربات مياه الأمطار من أسقف حجرات التدريس، وكذا المطالبة بتجديد تجهيزات المطعم المدرسي.