وسط تحديات ميدانية

افتتاح صالون التوجيه والتكوين المهني

افتتاح صالون التوجيه والتكوين المهني
  • القراءات: 1300
❊ حنان. س ❊ حنان. س

يستقبل قطاع التكوين المهني ببومرداس خلال الدورة الوشيكة ما يزيد عن 17 ألف متربص، موزعين على أزيد من 50 تخصصا، لاسيما في قطاعات الصناعة والفلاحة والبناء والأشغال العمومية، وبالمناسبة تنظم الجهات المختصة الصالون الولائي الـ11 للتوجيه والتكوين في الفترة ما بين 17 و21 سبتمبر الجاري، وسط تحديات حول التطلّعات الحقيقية المتوخاة من هذا القطاع لدعم الاقتصاد الوطني.

يعرف قطاع التكوين والتمهين خلال الموسم الجديد ببومرداس، زيادة في عدد المتربصين بنسبة 6.2% عن الموسم الماضي أيّ بتسجيل 11100 متربص جديد ليصل العدد الإجمالي للمتربصين خلال الموسم الجديد 17200 متربص موزّعين على مختلف تخصّصات مراكز ومعاهد التكوين المهني بالولاية، بالإضافة إلى استحداث 10 تخصّصات جديدة 7 منها اختصاصات في التمهين و3 في التكوين الاقامي، حسبما يوضحه لـ«المساء مدير القطاع صادق سعادنة مبرزا أنّ التخصّصات تمّ استحداثها تبعا للإستراتيجية الوطنية المبنية على الاهتمام بقطاعات الفلاحة والصيد البحري، الصناعة والصناعة الغذائية وكذا البناء والأشغال العمومية وغيرها، مشيرا إلى فتح المعهد الوطني للتعليم المهني بالساحل ببلدية بومرداس المنتظر أن يستقبل أوّل أفواج البكالوريا المهنية مستقبلا، إضافة إلى استقبال القطاع لداخلية جديدة على مستوى مركز التكوين بأولاد موسى بقدرة 60 سريرا، ونصف داخلية تقدم 200 وجبة بمركز قدارة.

اختصاصات لدعم الاقتصاد تواجه تحديات ميدانية

وعرف الصالون في يومه الأوّل إقبالا من طرف المواطنين والطامحين في الاستفادة من فرصة للتكوين بهدف تحسين المستوى أو الظفر بمنصب شغل، لاسيما وأنّ الارقام تتحدّث عن كون 68 % من خريجي قطاع التكوين يجدون عملا في أقل من 6 أشهر، كما أنّ 73% من المتربصين قد استفادوا من قروض أنساج بغية إنشاء مؤسّساتهم المصغرة،     و98% استفادوا من قروض وكالة دعم القرض المصغر انجام و62% بالنسبة للمستفيدين من دعم صندوق الوطني للبطالة كناك، وهي أرقام مشجّعة تعطي مصداقية إضافية لقطاع التكوين المهني في جعله قاطرة الاقتصاد الوطني، غير أنّ بعض التحديات مازالت ترهن ذلك على ارض الواقع.

نسوق في هذا الصدد مثالا بتخصّصات ذات علاقة بقطاع الصيد البحري أو المعروف بالاقتصاد الأزرق، مثل تخصص تربية المائيات وتركيب وصيانة أجهزة التبريد والتكييف إضافة إلى ترقيع شباك الصيد، حيث أكد أساتذة مكونون من المعهد المتخصّص في مهن الصيد البحري بوعلام باكور بزموري البحري حول هذه الإشكالية، فأوضحوا أنّ غياب الاستثمار في مجال الاقتصاد الأزرق يرهن استمرارية التكوين المتخصص، مثلما يشير إليه أستاذ تربية المائيات رفيق مخفي مؤكّدا أنّ الدورة التكوينية الوشيكة لم تسجّل أيّ إقبال على هذا التخصّص أي صفر تسجيل، وهو نفس المسجل في اختصاص ترقيع شباك الصيد مثلما يوضحه أستاذ الاختصاص عز الدين دلالي.

وحسب المتحدثين فإنّ الخلل يكمن في عدم توفّر فرص عمل للمتخرجين من المعهد في هذين التخصصين، بسبب غياب مشاريع استثمارية توفّر فرص شغل في الوقت الذي تطمح فيه السلطات الولائية لجعل بومرداس ولاية رائدة في الاقتصاد الأزرق، لاسيما بعد حلول بعثة أوربية متخصّصة في المجال مؤخرا.

والمطلوب، حسب محدثينا من الأساتذة، تذليل الصعوبات أمام المستثمرين سواء في مجال تربية المائيات، وكذا فتح مصانع متخصصة في المهن الصيدية الأخرى مثل ترقيع شباك الصيد، حيث أفاد الأستاذ المكون بأنّ أغلب المتخرجين الموسم الماضي نساء ويستحيل عليهن ممارسة حرفتهن في الميناء.