الروائي الشاب عمر بن شريط لـ»المساء»:
روايتي «القدّاس الأسود»، متمردة حتى على كاتبها

- 2296

كشف الروائي الشاب عمر بن شريط لـ»لمساء» صدور روايته الثالثة بعنوان «القدّاس الأسود» عن دار ضمّة للنّشر والتّوزيع، بعد أن صدرت له روايتا «جريمة البيضاء»و»سول بافوميت»، معلنا عن مشاركته بها في الطبعة المقبلة للصالون الدولي للكتاب.
ذكر عمر بن شريط غموض روايته التي تناول فيها شخصيّة آدم، تلك الشّخصيةُ الروحانية المهووسة، مضيفا أنه كتب عن كاتبٌ شاب يُعاني من صراع نفسيّ بينهُ وبين روايته التي أبت أن تجسد على الورق، فقرّر الهجرة، والتّجرد من حياتهِ الروتينية في مدينتهِ ذات الطابع القروي البسيط، وعملهِ كنادل في مطعم متواضع.
وهكذا سافر صاحبنا إلى أمريكا، وهناك تغيرت حياتهُ، عاشَ مُشردًا لا يهمّهُ سوى أن تكتمل فصول روايته، فتحول إلى درويش يجوبُ الطرقات بحثًا عن لُقمة عيش وعن لُقمة إلهام لروحه. ولكنه وجد نفسه يعيش صراعا ضد بعض الغُرباء، أصحابُ أقنعةِ ماعزٍ بيضاء، إعتقد أنهم يحتاجونه ليكتشف أنهم عبدة شيطان يتسمون بالغرابة والرعب، ليجد نفسه بين ثالوثٍ ليس رحيما: حياة التشرد، روايتهُ العالقة ونظرتهُ المتخلفة للعالم من روحانيتهِ الغريبة، وصراعهُ وفرارهُ من هؤلاء الغُرباء المُرعبين.
في هذا السياق، أشار عمر إلى موضوع روايته المتمرد والذي قال إنه وقع عليه بالصدفة، مضيفا أن كتابتها جاءت لحظة شغف عابر، ونشرها تم بحثّ من بعض الأصدقاء لاعتقادهم باستحقاقها للنشر. كما أنه شعر بأنها رواية كتبته مثلما كتبها، وأنها تعد تجربة مختلفة عمّا سبق، وهو ما يعتبره المميّز فيها، خاصة أنها تغرق في الروحانيات التي يشترك فيها مع بطل الرواية.
بالمقابل، اعتبر الكاتب الشاب أن مداومته في إصدار رواية كل سنة، أمر رائع، ولكن يشترط تحقيق ذلك، توفر العديد من العوامل مثل وجود روح الكتابة ونضج النص والوقت أيضا، ومع ذلك، يؤكد محاولته مواصلة الكتابة ما دام هناك حب وحياة فيها.
أما عن صدى نشر روايتيه الأولى والثانية في الساحة الأدبية الجزائرية، قال عمر إن نشر روايته الأولى (الجريمة البيضاء) كان بمثابة التعريف به ككاتب، أما روايته الثانية، (رسول بافوميت)، فكانت تعريفًا لها كعمل أدبيّ أكثر. ليأمل أن تجمع رواية (القدّاس الأسود) بين الأمرين.
بالمقابل، اعتبر الكاتب أنه أحيانا يستوجب تحويل الرواية إلى نسخة إلكترونية، والتي أصبحت من حقّ القارئ المعاصر، وصارت واجبًا على الكاتب بعد مدة زمنية معينة من نشرها الورقي، وهذا بعيدا عن الاحتكار والجشع المالي.
للإشارة، تحكي رواية (الجريمة البيضاء)، قصة رجل اسمه رامو، استيقظ في غرفة موحشة في بنى كبير، لم يفهم هل هو سجن؟ أم مصحة عقلية؟ أم قاعدة إرهاب؟ ووجد نفسه مكبلا في كرسي بعد أن انتهى مفعول التخدير . وهي رواية، عالج فيها عمر أكثر من موضوع سواء على الصعيد السياسي أو الثقافي أو الديني.
أما روايته الثانية «سول بافوميت» فتدور أحداثها حول شخصية رامو، التي عادت من جديد في قالب روائيّ مرعب بعد أن وجدت لأوّل مرّة في رواية «لجريمة البيضاء» حيثُ أن هذه الجريمة التي نُفّذت بنجاح، كانت سببًا في اختطافه مرّة أخرى من قبل منظّمة دوليّة معقّدة وسريّة نوعًا ما (حدث هذا في رواية رسول بافوميت) ومن هنا تمّ ترحيلهُ من بلده إلى القارة الأمريكية وفي الطريق إلى هناك، حدثت عدة أعطاب في الطائرة ولكن اتضح في الأخير بأنها ظواهر غريبة خارجةٌ عن نطاق الطّبيعة، بعد ذلك حدثت أمور غامضة أخرى أدت إلى انفجار الطّائرة حسب الركاب - لكنّها اختفت من عالم البشر، حيثُ تمّ اختطافها من العالم الآخر - وهناك كان رامو هو النّاجي الوحيد. كما حدث لقاء رهيب جمع بين رامو وبافوميت الذي قام بإعادة بعثه للأرض من أجل بعض المهمات عبر استنساخ روحه في الكثير من الأجساد البشرية لكي يعود لجسده في الأخير فور إنجاز المهمات.