في انتظار استكمال دراسة التقييم المستمر في البكالوريا

الإصلاحات في الطور الثانوي مستبعدة هذه السنة

الإصلاحات في الطور الثانوي مستبعدة هذه السنة
وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد
  • القراءات: 974
زولا سومر زولا سومر

أكد وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أن إصلاح البكالوريا والعمل بنظام التقييم المستمر سيتم الإعلان عنه عند الانتهاء من دراسة الملف المتعلق به، والمطروح حاليا على طاولة اللجنة المختصة بمناقشته، مما يعني ـ حسبه ـ بأن الإصلاحات في الطور الثانوي لن يتم تطبيقها خلال هذه السنة، مادامت اللجنة لم تنته من عملها.

وأشار السيد بلعابد في ندوة صحفية عقدها أمس، بمقر وزارته بالجزائر على هامش الندوة الوطنية لمديري التربية الوطنية، تحضيرا للدخول المدرسي، أن تحديد تاريخ بداية تطبيق الإصلاحات في الطور الثانوي والعمل بنظام التقييم المستمر في البكالوريا سيكون وفقا لسيرورة الملف المطروح للدراسة والنقاش حاليا على مستوى الخبراء وإطارات القطاع والشركاء الاجتماعيين.

وإذ لم ينف، يستبعد إمكانية تطبيق هذه الإصلاحات خلال السنة الدراسية الحالية 2019/ 2020، إلا أن كل المؤشرات تبين استحالة تطبيق ذلك هذه السنة كون المشروع لا يزال قيد الدراسة.

وفي موضوع آخر يتعلق بكتاب التاريخ الجديد الذي تضمن بعض الأخطاء، أوضح الوزير بأنه تم اتخاذ قرار بعدم توزيعه خلال الموسم الدراسي الحالي إلى غاية تصحيح كل الأخطاء التي تضمنها، مشيرا إلى أن هذا القرار جاء بعد أن تم عرض الكتاب على وزارة المجاهدين التي سجلت بعض التحفظات بشأنه.

في المقابل، وافقت لجنتي القراءة بكلا من وزارة الشؤون الدينية والمجلس الأعلى للغة العربية على الكتابين الجديدين لمادتي التربية الإسلامية واللغة العربية قبل طبعهما، حيث تمت دراستهما وقبولهما وسيتم العمل بهما ابتداء من هذه السنة.

وأكد بلعابد بالمناسبة بأن وزارة التربية خصصت هذه السنة غلافا ماليا قدره 6,5 مليار دينار لطبع الكتب المدرسية التي ستوزع مجانا على التلاميذ المعوزين المقدر عددهم بـ3 ملايين تلميذ، مشيرا في سياق متصل إلى أن الحكومة رصدت أيضا ميزانية قدرها 15 مليار دينار للمنحة المدرسية الموجهة للتلاميذ المعوزين والتي تقرر رفعها من 3000 إلى 5000 دينار.

وطمأن الوزير التلاميذ وأوليائهم بالولايات التي تضررت هذه الأيام من الفيضانات بأن الدخول المدرسي سيكون عاديا، بكل المدارس بالمناطق المنكوبة، حيث تم ـ حسبه ـ اتخاذ كل الإجراءات من طرف وزارة الداخلية لإعادة تأهيل المؤسسات التربوية المتضررة، تفاديا لتسجيل أي تأخير يحول دون تمكين التلاميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة غدا. كما أكد في هذا الإطار بأنه لا توجد أي مؤسسة مغلقة حاليا بسبب الفيضانات.

وبخصوص اللقاء المنتظر عقده اليوم مع نقابات القطاع لمناقشة الدخول المدرسي والذي لوحت بعض النقابات بمقاطعته، تضامنا مع الحراك الشعبي، الذي يرفض التعامل مع الحكومة الحالية، قال الوزير بأن مصالحه وجهت الدعوة لكل نقابات القطاع الـ15، وهي تأمل في أن تستجيب هذه الأخيرة للدعوة لمناقشة قضايا القطاع، مضيفا بأن وزارة التربية تتعامل مع كل الشركاء الاجتماعيين بدون إقصاء وهي دائما في الإصغاء.

وفي كلمة ألقاها أمام مديري التربية الوطنية لـ48 ولاية، ذكر المسؤول الأول عن القطاع بأن الدخول المدرسي هذه السنة يتزامن مع ظروف استثنائية تمر بها البلاد، التي تعرف حركية جديدة تهدف إلى تحقيق الشفافية ومحاربة الفساد، مؤكدا بأن هذه القيم، لابد أن تعمل المدرسة على تكريسها وزرعها في نفوس التلاميذ منذ الصغر. وأشار إلى أنه تجسيدا لهذه القيم فإن الدرس النموذجي الذي ستفتتح به السنة الدراسية غدا، عبر كل المؤسسات التربوية سيتمحور حول موضوع حب الوطن والوفاء له، ومحاربة الفساد ونهب ممتلكات الوطن وذلك تماشيا مع الأوضاع التي يمر بها البلد حاليا.

وفي موضوع آخر، اعترف الوزير بأن النتائج التي يعرفها قطاع التربية الوطنية، ليست في مستوى التطلعات المرجوة، وأن الإجراءات المتخذة لتحسين المستوى، لن تعطي ثمارها إلا على المدى المتوسط والبعيد، مقدرا بأن الطابع المعقد والحساس للقطاع، يتطلب وقتا والتحلي بالحكمة في اتخاذ القرار والعمل على تكثيف الجهود.

وأعلن الوزير عن تنصيب خلايا لمتابعة الدخول المدرسي الجديد، منها خلية على مستوى الإدارة المركزية تكلف بالتدخل تلقائيا لمعالجة أي نقص يسجل. وأخرى على مستوى المفتشية العامة، تعمل على استغلال المعلومات التي تردها من المفتشين المكلفين بالمتابعة اليومية والتقييم المستمر للدخول المدرسي، فضلا عن خلايا استقبال على مستوى مديريات التربية والمؤسسات المدرسية.

ودعا الوزير في هذا الإطار مديري التربية إلى الإصغاء لانشغالات أولياء التلاميذ وتعزيز سياسة الدولة في مجال تكريس الخدمة العمومية على المستوى المحلي، مع وضع مخططات للإجراءات الوقائية والتصدي لحالات الطوارئ وكذا الخروج إلى الميدان لمعرفة كل الرهانات والمشاكل والقضاء تدريجيا على البناء الجاهز المصنوع من مادة الأميونت في المؤسسات التربوية.

يجدر التذكير بأن 9110285 تلميذ يلتحق غدا بمقاعد الدراسة عبر الوطن، يضمن تأطيرهم 479081 أستاذا و250533 موظف إداري بـ27355 مؤسسة تعليمية، منها 19251 مدرسة ابتدائية، 5616 متوسطة و2488 ثانوية، حسب الأرقام التي قدمها الوزير.