رسالة الجزائر في قمة طوكيو حول التنمية بإفريقيا

شراكة ”رابح - رابح” بين القارة السمراء واليابان

شراكة ”رابح - رابح” بين القارة السمراء واليابان
وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم
  • القراءات: 662
م.خ/ واج م.خ/ واج

أكد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، أمس، بيوكوهاما اليابانية أن رسالة الجزائر للقمة السابعة لمؤتمر طوكيو حول التنمية في إفريقيا (تيكاد7)، تتمحور حول ضمان شراكة رابح - رابح بين اليابان والقارة الإفريقية وليس فقط اعتبار إفريقيا مصدرا للموارد  الأولية، مشيرا إلى أن التحديات المرتبطة بالسلم والأمن في القارة الإفريقية بما في ذلك الإرهاب، هي عوامل تعيق بشكل جدي قدرة الدول على التصدي للظواهر والآفات ووضع منشآت اقتصادية مستدامة.

وزير الخارجية الذي يرافق الوزير الأول، نور الدين بدوي، خلال قمة (تيكاد 7)، قال في تصريح للصحافة على هامش أشغال الاجتماع التحضيري  للقمة المقررة بداية من اليوم، أن رهان إرساء شراكة فعالة محورية وبناءة، من شانه أن يمكن الأفارقة من اكتساب خبرات في التنظيم والتمويل في بعض المجالات التي حددها الخبراء، على غرار الابتكار، التكنولوجيا، الري وتمويل النقل في القارة.

ودعا السيد بوقادوم في كلمة القاها خلال الاجتماع التحضيري للقمة إلى النظر إلى القارة الإفريقية كفضاء ديناميكي، يساهم بفعالية في ازدهار الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن الجزائر تعتبر بأن الطموح المشترك في شراكة استثنائية في إطار المؤتمر ...يجب أن يترجم لزوما بتحول في النموذج من أجل الانتقال من النظرة المتداولة لقارة محصورة في طرف بحاجة إلى مساعدة أو خزان  للمواد الأولية وسوق تجارية واستهلاكية وقارة متخبطة في النزاعات والصراعات، إلى صورة لفضاء اقتصادي يشارك بفعالية في ازدهار الاقتصاد العالمي.

واعتبر الوزير أن تطلعات إفريقيا تفرض بالنسبة للشركاء الدوليين الالتزام الفعلي بعمل مستمر يهدف إلى تعزيز الإمكانيات البشرية لتنمية القارة، موضحا أن ذلك يمر بصفة خاصة عبر نقل حقيقي للتكنولوجيا، يسمح آجلا لإفريقيا بتطوير إمكانياتها الصناعية لتحويل مواردها الطبيعية ذات القيمة المضافة العالية، عن طريق التشغيل وخلق الثروات، مع الاستفادة من إشراك كل مكونات المجتمعات الإفريقية لاسيما الشباب والنساء وكذا القطاع الخاص.

وأكد السيد بوقادوم أن تيكاد شكلت منذ انطلاقها سنة 1993 دعما معتبرا في تحفيز النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في القارة الإفريقية، مضيفا أنه يجب عليه مواصلة التكيف مع التحولات التي تعرفها القارة لبلوغ الطموح الشرعي في أن ترتقي إلى شراكة متكافئة.

من جهة أخرى، أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن النمو الاقتصادي الإفريقي سجل خلال السنوات الأخيرة منحى تصاعديا بفضل إرساء سياسات اقتصادية وتنموية، موضحا أن التحولات المسجلة على الساحة الاقتصادية العالمية، لاسيما  تراجع أسعار برميل النفط وباقي المواد الأولية والحمائية الاقتصادية التي تبديها بعض القوى العظمى، كلها تطورات حملت إفريقيا على التفكير بجدية في خيارات إستراتيجية لتفادي الانعكاسات المترتبة عن هذه التغيرات.

في هذا الصدد، اعتبر الوزير أن إطلاق منطقة التبادل الحر في القارة الإفريقية والمسارات الجارية لإرساء سوق إفريقي للنقل الجوي وشبكة إفريقية مدمجة  للقطارات السريعة، أضحت ضروريات ملحة لتحسين الأداء الاقتصادي لإفريقيا، لاسيما من خلال تطوير  قدراتها الصناعية

والفلاحية وتعزيز اندماج السوق الداخلية للقارة وتعزيز المبادلات بين الدول الإفريقية.

وصرح السيد بوقدوم أن الجهود المشتركة للاتحاد الإفريقي واليابان وباقي شركاء مؤتمر طوكيو للتنمية في إفريقيا (تيكاد7) يجب أن تتجه أكثر نحو تبادل  التجارب والخبرات، قصد التخفيف من آثار التغيرات المناخية على القارة الإفريقية وتعزيز مقاومة هذه الأخيرة للأزمات الصحية، من خلال وضع منظومات قوية للصحة العمومية.

في هذا السياق، أشار الوزير إلى أن التحديات المرتبطة بالسلم والأمن في القارة الإفريقية، بما في ذلك الإرهاب،هي عوامل تعيق بشكل جدي قدرة الدول على التصدي للظواهر والآفات ووضع منشآت اقتصادية مستدامة.

واسترسل يقول أن الأمر يتعلق بمجال يستحق تعاونا أكبر بين اليابان وباقي  شركاء تيكاد والاتحاد الإفريقي ممثلا في مفوضيته.

في الأخير، أكد السيد بوقدوم أن نجاح تيكاد 7 مرتبط جوهريا بقدرة منظميها على إرساء آلية ناجعة ودائمة للمتابعة والتقييم ،ترافق بانتظام تجسيد المشاريع والبرامج المسجلة ضمن مخطط العمل، مضيفا أن مثل هذه الآلية ينبغي أن تحرص على تجاوز الطابع الثنائي السائد حاليا في هذا المجال للاستفادة  الكاملة من كل العائدات الأكيدة للمقاربة متعددة الأطراف التي تمثلها تيكاد 7”.

من جهة أخرى، أكد الوزير أن المشاركة القوية لرؤساء الدول والحكومات في قمة يوكوهاما يعد دليلا على الأهمية التي يكتسيها هذا اللقاء، مثمنا في هذا الصدد مشاركة الاتحاد الإفريقي في هذا المحفل بجميع دوله، بما في ذلك الجمهورية الصحراوية، حيث وصف هذا الحضور بالمكسب الكبير لإفريقيا.

وإذ أشار إلى تأييد الجزائر لمشاركة جميع أعضاء الاتحاد الإفريقي في هذا اللقاء، فقد ذكر الوزير أن التعاون الثنائي بين الجزائر واليابان يعود إلى سنوات الاستقلال،لاسيما في ميدان النفط والتنقيب، مضيفا أن  البلدين يتبادلان التشاور السياسي بصفة مستمرة في مختلف المحافل  الدولية.

وكانت الجزائر قد شاركت في الاجتماع الوزاري التحضيري لأشغال القمة التاسعة لمؤتمر طوكيو، حضره ممثلو البلدان المشاركة في هذا اللقاء.

ولدى تدخله خلال هذا اللقاء، ثمن وزير خارجية اليابان تارو كونو، دخول حيز التنفيذ منطقة التبادل الحر في إفريقيا، مبرزا أن القرار مهم جدا ومن شأنه المساهمة في مسار إنشاء سوق افريقية موحدة لأزيد من مليار من سكان القارة.

كما أشار إلى أن الاجتماع التحضيري الوزاري سيدرس مشروع جدول أعمال القمة وبحث واعتماد مشروع إعلان يوكوهاما، الذي سيرفع إلى رؤساء الدول والحكومات  بداية من اليوم، علاوة على دراسة التقرير الخاص بقمة نيروبي (تيكاد6) لسنة 2016.

للإشارة، فان هذه الندوة المنظمة من طرف اليابان والأمم المتحدة وبرنامجها الإنمائي ومفوضية الاتحاد الإفريقي والبنك العالمي، تجري في شكل لقاءات وورشات وندوات موضوعاتية، بالإضافة إلى تنظيم العديد من النشاطات ذات الطابع الثقافي والاجتماعي.