تسببت الأمطار الطوفانية التي شهدتها ولاية قسنطينة، مساء أول أمس، في خسائر كبيرة في الممتلكات وأضرار بالطرقات التي غمرتها المياه، في عدة مناطق بالولاية خاصة بالمدينتين الجديدتين علي منجلي وماسينيسا وبعض البلديات على غرار عين اعبيد وابن باديس.

وأدى الوضع الذي خلفته الأمطار التي تساقطت بعد عصر يوم السبت لمدة لم تتعد الـ20 دقيقة، في غلق العديد من المحاور والطرقات وتشكيل انسداد مروري كبير ظل لساعات بمداخل ومخارج المدن، حيث تحولت أغلب شوارع مدينة علي منجلي والأحياء المجاورة لها ومفترق الطرق الأربعة وعين الباي وطريق المطار وكل أحياء مدينة الخروب وماسينيسا، إلى برك مائية يتعسر اجتيازها، ما اضطر بالعديد من السائقين إلى تحويل مساراتهم، فيما لجأ البعض لجأ إلى الأرصفة وإلى السير في الاتجاه المعاكس لتفادي الغرق.

فبمدينة الخروب غمرت السيول عدة أحياء كحي 250 مسكن، المحاذي لثانوية حمادي مناصرية، حي بوهالي ومقر البنك الوطني الجزائري، وكذا حي 550 مسكن بالمدينة الجديدة ماسينيسا، وقد تدخلت فرق الحماية المدنية لضخ مياه الأمطار التي غمرت الأحياء والطرقات بسبب انسداد البالوعات، في الوقت الذي أكدت استقبالها لعشرات نداءات النجدة من قبل المواطنين. ما استدعى تجنيد كامل الطاقات البشرية والإمكانيات المادية للتدخل العاجل.

من جهة أخرى، تسببت الأحوال الجوية المتردية في تدهور وانهيار جزء من بناية قديمة بوسط مدينة قسنطينة في شارع بلوزداد المعروف محليا بـ "سان جون" وبالضبط  بنهج كروش عبد الحميد، حيث تسبب الحادث في هلع كبير وسط المارة الذين كادوا بمحاذاة العمارة التي تقع في منطقة كثيفة الحركة.

جدير بالذكر أن هذه البناية التي كان يقطنها العشرات من السكان، كان قد انهار جزء منها شهر أكتوبر الفارط، حيث قامت المصالح البلدية بعد الحادثة مباشرة بترحيل 5 عائلات إلى المدينة الجديدة علي منجلي، مع إخلاء البناية، وتطويقها كإجراء احترازي.

حادثة انهيار البناية القديمة بوسط المدينة، ليست الأولى من نوعها، فقد تسببت عدة انهيارات سابقة السنة الفارطة في تشريد العائلات ومقتل وإصابة العديد من قاطنيها على غرار حادثة "عوينة الفول"، التي أدى خلالها انهيار بناية قديمة إلى مقتل امرأة وجرح آخرين، وكذا حادثة حي الرصيف، حيث تسبب انهيار جزء من بناية قديمة بقلب المدينة القديمة في تعرض 3 من المارة إلى إصابات متفاوتة الخطورة.