سيشد شباب بلوزداد، صباح غد الخميس، الرحال في اتجاه العاصمة التشادية نجامينا، لإجراء مباراة العودة من كأس الكاف ضد المنافس المحلي فريق جمعية كوطون، والخاصة بالدور التمهيدي الأول لهذه المنافسة. وتأتي هذه السفرية بالنسبة للاعبي بلوزداد في ظروف بسيكولوجية جيدة في أعقاب الانتصار الذي حققه فريقهم ضد شباب مقرة بنتيجة 2 ـ 1، في المباراة التي استقبل فيها هذا الأخير لحساب الجولة الثانية من الرابطة الاحترافية ”موبيليس”؛ ما مكّنه من اعتلاء المركز الأول في الترتيب رفقة مولودية الجزائر واتحاد العاصمة.

كان مدرب الفريق البلوزدادي عبد القادر عمراني حدّد مسبقا قائمة التعداد الذي سيعتمد عليه في مباراة العودة من كأس الكاف. وقامت إدارة النادي البلوزدادي بإرسالها إلى لجنة المنافسة التابعة للكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم. وسيسافر شباب بلوزداد إلى التشاد وهو مطمئن بالتأهل إلى الدور القادم بالنظر إلى التقدم الجيد في النتيجة الذي سجله في لقاء الذهاب (2 ـ 0)، فضلا عن أن الفريق أظهر استعدادات جيدة في الجولتين الأوليين من البطولة، ولا يمكنه، بالتالي، تخييب ظن أنصاره الراغبين في رؤية تشكيلتهم تجتاز بنجاح، لقاء نجامينا، إلاّ أن الطاقم الفني بقيادة عبد القادر عمراني، يبدو غير مستقر في خياراته للبحث عن أنسب تشكيلة أساسية يمكنه الاعتماد عليها ضد المنافس التشادي، والدليل على ذلك التغييرات التي أحدثها في اللقاء الثاني للبطولة ضد شباب مقرة.

وكان عمراني أعرب عن عدم رضاه عن المردود الذي قدّمته تشكيلته في المباراة الأولى من البطولة ضد أهلي برج بوعريريج، حيث انتقد ضعف مردود لاعبيه، وتأسف بشكل خاص، لضعف التنسيق بين الخطوط الثلاثة للفريق. غير أنّ ملاحظات عمراني دفعت لاعبيه إلى بذل المزيد من المجهودات في الحصص التدريبية الأخيرة، إذ ظهر بعض التحسّن على أداء الفريق في اللقاء الثاني للبطولة ضد شباب مقرة، الذي أبان فيه زملاء الحارس قايا عن إمكانيات كبيرة في اللعب، حيث سعوا، بشكل خاص، إلى تحسين التنسيق في اللعب، والسيطرة أكثر فأكثر على الكرة بالرغم من الصعوبات التي واجهوها أمام منافسهم الذي لم يكن سهلا الإطاحة به.

وقد لاحظ كلّ من تابع أطوار تلك المباراة ميلاد طريقة جيدة في اللعب لدى شباب بلوزداد، ما يدلّ على حسن العمل الكبير الذي يقوم به الطاقم الفني بالرغم من أنّ المنافسة لازالت في بدايتها، وأن تحسين ميكانيزمات اللعب لدى الفريق يتطلب مرور بعض الجولات من البطولة.

وسيحاول المدرب عمراني ضبط أحسن تشكيلة لمواجهة فريق جمعية كوطون التشادي؛ من خلال الاعتماد على العناصر التي أبانت عن استعدادات جيدة في اللعب، على غرار الحارس قايا والمتألقين بشو وسالمي، اللذين لم يجدا أي صعوبة في التأقلم مع الخطة التكتيكية التي يراهن عليها الطاقم الفني، إلى جانب اللاعب الجديد في صفوف شباب بلوزداد المهاجم خالي، الذي كان له الفضل في فتح باب التسجيل أمام شباب مقرة، والمهاجم القادم من جمعية وهران بلحول، الذي أبان عن إمكانيات كبيرة في الهجوم، ومكّنه ذلك من طمأنة زملائه بالانتصار في نفس المباراة بعد أن تمكن من تسجيل الهدف الثاني لصالح فريقه، إلا أن المدرب عمراني يدرك أنه يوجد ضمن فريقه عناصر لازالت تخيب ظنه على غرار صانع ألعاب الفريق أمير سعيود الذي كانت مشاركته ضعيفة في المباريات الثلاث الأخيرة لفريقه. ويبدو أن اللاعب السابق لاتحاد الجزائر يعاني في الجانب البدني وربما البسيكولوجي، وقد يضطر المدرب عمراني لإخضاعه لحصص تدريبية فردية، حسب مصادر قريبة من الفريق، قالت إنّ الطاقم الفني منزعج كثيرا من وضعية سعيود داخل الفريق.

والمهم أن شباب بلوزداد انتقل إلى العاصمة التشادية برغبة انتزاع التأهل إلى الدور الثاني من المنافسة الإفريقية بالرغم من الصعوبات التي سيجدها في عين المكان، منها، بشكل خاص، الحرارة والرطوبة العاليتان في تشاد.